فاطمه يعقوب/ المغرب
قصة قصيرة
( الصرخة الخرساء)
وردة يا بيه
بلغت بها الحيرة ذروتها بعد ان وجدت يد زوجها قصيرة فهو مريض لا يستطيع فعل أكثر مما يفعله الان ليفي بطلبات اسرته التي تزداد يوما بعد يوم ، و اصبحت الحياة في صعوبة متصاعدة وهى لا تملك من متاع الدنيا شيئا يذكر يمكنها الإعتماد عليه ، لم يعد في مقدورها الاعتماد الا على صحتها، فهي مازالت شابة في الثلاثين ، وكعادت المرأة المصرية المكافحة ، التي تحب اسرتها وتتمني ان تسعدهم ولو باقل القليل ، فكرت (ابتسام) كثيرا حتى هداها تفكيرها ، ووصلت الى قرار أن تعمل بائعة ورد ، مثل باقي جاراتها ، كن يبعن عقود الفل والورد على كورنيش النيل والحدائق ، في مساء ليالي الصيف الحارة ، وفي ليالي الشتاء البارد كن يستبدلن الورود بإناء (حمص الشام الساخن ) كانت هذه المهنة مناسبة لها حيث كان عليها رعاية زوجها المريض واطفالها في فترة الصباح لذا اختارتها ، في هي لا تحتاج إلا ابتسامة جميلة تضعها على شفتيها ، رغم ما يكون داخل صدرها هموم العالم كل ، و حتى مهما كان في حياتها من بؤس وشقاء .
مرت الأيام وهى تحصل بالكاد على ما يسد رمق أسرتها، ولكنها كانت راضية بما يقسمه الله لهم ،كانت كثيرا ما تقابل العديد من الناس الوان واشكال ، كان اكثرهم في حالة غرام ، فكانت الزهور تزيد لحظات الحب والإرتباط والمودة بينهم ، وإما في حالة الشجاروالغضب ، فتبيعهما وردة او باقة فل فتكون رسول السلام بينهم حتى تعود المياه الى مجاريها ويعود الحب الي ذروته .
وفي إحدا ليلي الصيف مع نسيمها الحاني ، رأتهما فتاة وشاب في مقتبل العمر، يجلسان متجاوران في حالة من الهيام والعشق ، كانت تلك الحالات هى التي تدر عليها الكثير من الربح ، إقتربت منهما بهدوء وهى
تقول :اشتري مني وردة يا بيه الهي يخليلك الامورة دي .
لمحت في أصابعيهما دبلة الخطوبة ، نظر الشاب اليها في ود وتناول منها باقة الفل التي تتوسطها وردة الحمراء ثم نفحها جنيه كاملا .
قدم باقة الفل لفتاته التي تناولتها وهي ساهمة تتامل ( ابتسام) في تمعن غريب ، بينما كانت هى منشغلة بإخراج باقي الجنيه من جيبها لتعطيه للشاب ، وفجأت أنفجرت الفتاة في البكاء، وهي تنظر اليها ، تجمد يد ( ابتسام ) الممدودة بالنقود في المسافة بينها وبين الشاب ، الذي راح يربت على رأس خطيبته وهو يقول : صلي على النبي ... أقرأي الفاتحة لروحها .
نظرت (إبتسام) اليها في دهشة وقالت : الأمورة بتعيط ليه ؟
بينما ازاح هو يد (ابتسام ) بالنقود وقال : خللي الباقي علشانك
ثم قال : لا مفيش أصلك تشبهين أمها الله يرحمها.
شعرت ( ابتسام ) في تلك اللحظة بقشعريرة تغمر جسدها ، وكأن ابنتها هى التي تبكيها ، وقد تدفق الحنان الى قلبها، فمدت يدها تربت على راس الفتاة وهى تقول : رحمها الله تعيشي وتفتكريها
مسحت الفتاة دموعها وهى تبتسم وتقول : ربنا يعطيكي طول العمر.
ظلت الفتاة والشاب حريصان على مقابلة (ابتسام) كلما حضرا الى كورنيش النيل ، ليشترى الشاب باقة الفل منها ،في الصيف وفي ليالي الشتاء كانا يحتضنان كوبي ( حمص الشام الساخن ) يدفئان كفيهما ويتبادلا نظرات الحب ليدفئان قلبيهما.
بلغت بها الحيرة ذروتها بعد ان وجدت يد زوجها قصيرة فهو مريض لا يستطيع فعل أكثر مما يفعله الان ليفي بطلبات اسرته التي تزداد يوما بعد يوم ، و اصبحت الحياة في صعوبة متصاعدة وهى لا تملك من متاع الدنيا شيئا يذكر يمكنها الإعتماد عليه ، لم يعد في مقدورها الاعتماد الا على صحتها، فهي مازالت شابة في الثلاثين ، وكعادت المرأة المصرية المكافحة ، التي تحب اسرتها وتتمني ان تسعدهم ولو باقل القليل ، فكرت (ابتسام) كثيرا حتى هداها تفكيرها ، ووصلت الى قرار أن تعمل بائعة ورد ، مثل باقي جاراتها ، كن يبعن عقود الفل والورد على كورنيش النيل والحدائق ، في مساء ليالي الصيف الحارة ، وفي ليالي الشتاء البارد كن يستبدلن الورود بإناء (حمص الشام الساخن ) كانت هذه المهنة مناسبة لها حيث كان عليها رعاية زوجها المريض واطفالها في فترة الصباح لذا اختارتها ، في هي لا تحتاج إلا ابتسامة جميلة تضعها على شفتيها ، رغم ما يكون داخل صدرها هموم العالم كل ، و حتى مهما كان في حياتها من بؤس وشقاء .
مرت الأيام وهى تحصل بالكاد على ما يسد رمق أسرتها، ولكنها كانت راضية بما يقسمه الله لهم ،كانت كثيرا ما تقابل العديد من الناس الوان واشكال ، كان اكثرهم في حالة غرام ، فكانت الزهور تزيد لحظات الحب والإرتباط والمودة بينهم ، وإما في حالة الشجاروالغضب ، فتبيعهما وردة او باقة فل فتكون رسول السلام بينهم حتى تعود المياه الى مجاريها ويعود الحب الي ذروته .
وفي إحدا ليلي الصيف مع نسيمها الحاني ، رأتهما فتاة وشاب في مقتبل العمر، يجلسان متجاوران في حالة من الهيام والعشق ، كانت تلك الحالات هى التي تدر عليها الكثير من الربح ، إقتربت منهما بهدوء وهى
تقول :اشتري مني وردة يا بيه الهي يخليلك الامورة دي .
لمحت في أصابعيهما دبلة الخطوبة ، نظر الشاب اليها في ود وتناول منها باقة الفل التي تتوسطها وردة الحمراء ثم نفحها جنيه كاملا .
قدم باقة الفل لفتاته التي تناولتها وهي ساهمة تتامل ( ابتسام) في تمعن غريب ، بينما كانت هى منشغلة بإخراج باقي الجنيه من جيبها لتعطيه للشاب ، وفجأت أنفجرت الفتاة في البكاء، وهي تنظر اليها ، تجمد يد ( ابتسام ) الممدودة بالنقود في المسافة بينها وبين الشاب ، الذي راح يربت على رأس خطيبته وهو يقول : صلي على النبي ... أقرأي الفاتحة لروحها .
نظرت (إبتسام) اليها في دهشة وقالت : الأمورة بتعيط ليه ؟
بينما ازاح هو يد (ابتسام ) بالنقود وقال : خللي الباقي علشانك
ثم قال : لا مفيش أصلك تشبهين أمها الله يرحمها.
شعرت ( ابتسام ) في تلك اللحظة بقشعريرة تغمر جسدها ، وكأن ابنتها هى التي تبكيها ، وقد تدفق الحنان الى قلبها، فمدت يدها تربت على راس الفتاة وهى تقول : رحمها الله تعيشي وتفتكريها
مسحت الفتاة دموعها وهى تبتسم وتقول : ربنا يعطيكي طول العمر.
ظلت الفتاة والشاب حريصان على مقابلة (ابتسام) كلما حضرا الى كورنيش النيل ، ليشترى الشاب باقة الفل منها ،في الصيف وفي ليالي الشتاء كانا يحتضنان كوبي ( حمص الشام الساخن ) يدفئان كفيهما ويتبادلا نظرات الحب ليدفئان قلبيهما.
ليست هناك تعليقات :