المنجي حسين بنخليفة – تونس
أعذروني لو قطعتُ كل أوتار القثارة ، ورميتُ ما رسمتُ في مياه البحر، علّه يمحي خطوطا، وألوانا أتعبتني... أعذروني لو صمتّ، فمياه الشعر قد نضبتْ لدي، الكلام صار صخرا، احتضنته قممُ تلك الجبال...كنتُ في الماضي إذا رفّتِ الروحُ لها، غنّتِ الأطيارُ في شعري، وأوتاري ، وألواني... اخضوضرتْ كلّ صحارى القحط، وسمائي ازدادتْ من بعد اللقاء، صفاء، ونقاء. لانتِ الأحرفُ في صمتٍ فانطقتها شعرا، فتراها تُطربُ كلّ من مرّ على أسوار بستاني.
اعتصرتُ الروحَ من فنّي لأهديه لها، وردةً في قلبي، أسقيها، وأرويها، إذا ما هبّتِ الريحُ من شكٍّ لتكسرها، سأحميها... فالفن خير جسر يوصل العشّاق لموانئ من سلام. مددّتُ ألف جسر من فنون القول، و اللحن المغازل، و اللون المسافر في كهوف الروح . كلّ من يلمس فنّي يزداد في العشق وفاءً، واقترابًا لكلّ من كان نأى. لكن...هل تراها استنشقتْ وردة فنّي؟ هل تراها أشرقتْ روحها من نور حروفي ؟؟ أم حوّلت وريقات نشيدي لرماد؟ كلّ ما فيها ينبئ :" لقد اسمعت لو ناديت حيّاً، ولكن لا حياة لمن تنادي".
ليست هناك تعليقات :