عبداللطيف جرجنازي \ سوريا
زفاف الروح...
(في كل واد يهيمون).
مازالَ صوتُكِ مـبْـحوحاً يناجيني ... وإنْ بَعُدْتِ فذاكَ الصَّوْتُ يُشْجيني
لقدْ حفظتُ مــــعَ الـتَّـرْدادِ نَـبْرَتَهُ ... عســاهُ فــي كُرْبَتي يوماً يُواسيني
وما بَعُدْتُ ولكنْ ضَنَّ مبســـــمها ... فما حـروفٌ وإنْ قَـلَّـتْ سَــتَهْديني
فصرْتُ مُسْتَرْجِعاً ماكنْتُ أحْفَظُهُ ... مِنْ بسْــمَةٍ عَرَضاً راحتْ تُرَوِّيني
أوقبلةٍ فـــي الهـواء ِالطَّلْقِ تَبْعَثُها ... إلــى فــؤاديَ مِــنْ بَـلْـواهُ تشْفيني
أو نظْرَةٍ مِــنْ عيـونٍ جلَّ خالقُها ... بسَهْمِها عــنْ رموشِ الوُدِّ ترْميني
أو ألفِ آهٍ بذاكَ الشَّــوْقِ أعْرِفُهـا ... لـعـلَّـهــــا وبـتـلـكَ الآه ِتـكْـويـنــي
أودمـعـةٍ فــوقَ خـدَّيْـهـا تُـعَذِّبُنـي ... ودمعـةُ العَيْنِ مهما كنْتُ ترْضيني
أو لـفْـتَـةٍ عــنْ نـقـاءِ الخَـدِّ لاعِبَةٍ ... جـمـالُـهُ وبـجـيـدِ الـرِّيِــم يسْبيني
او صرْخَةٍ مِــنْ فـؤادِ النَّهْدِ قاتلةٍ ... وربِّ موسى عنِ الأوْرادِ تصْميني
لـذاأعــودُ ومُـشْـــتـاقــاً لـبـحَّـتِها ... فـبـحَّةُ الصَّوِْتِ عــنْ ذيَّــاَك تكْفيني
إمَّا غَفَوْتُ فَطَيْفٌ مِــنْ ملامِحها ... علــى نُغَيْماتِ هَمْســــاتٍ يُصَحّيني
إذا مشيتُ على مهْلٍ فوَسْــوَسَـةٌ ... للحَلْي فــي ســـاقِها رغْماً ستغْويني
صارتْ تُحاكي نجومُ الليلِ طلْعَتَها ... فقلتُ زادكِ ربُّ الكوْنِ فاعْطيني
يانجْمَةً في الرُّؤى صارتْ مُمَيَّزَةً ... إنِّــي مُحَيّـيكِ مِــنْ قـلْـبـي فحَيّيني
قالتْ وداعـا ًوحَيَّتْ مِلْءَ مَدْمَعِها ... وراحَ يـقْـطَـعُ بـالـكَـفَّـيْـنِ سِـــكِّيني
أنــا انْـتَـظَرْتُكِ منْذُ الأمسِ زائرةً ... بِـلَهْفَةِ الشَّــوْقِ والحِرْمانِ زوريني
ياجُـلَّـنـارَ بســــاتـيـني وصَبْوَتَها ... مهْلاً حنانـيـكِ بعضُ الحُبِّ يُحْييني
ياجذوةَ النَّارِفي الأحْشاءِ تضْرِمُها ... أنْـفـاسُـــكِ السِّــحْرُ جوَّاباً تُخَلِّيني
فـمـا أنــا فـــي ديارٍ كنْتُ أعْرِفُها ... وقــدْ نســـــيتُ بُـيَـيْـتـاتٍ تُجافيني
فصِرْتُ آتي إلى الأبوابِ أقْرَعُها ... وأطـلـبُ الحُبَّ عـلَّ الحُـبَّ يأْتيني
فـمَـنْ تـجـودُ بـآهــاتٍ مُـعَــذِّبـــةٍ ... ومــنْ تـقـولُ بـأنَّ اللَّــــهَ يعْطيـني
أنــا حـلـمْـتُ بـأنَّ الخوْفَ يتْبعُني ... لـِذا أمـانـاً إلــــــى نَهْدَيْكِ ضُمِّيني
أنا شغافُ الهوى في الحبِّ هائِمُهُ ... وأنـتِ روحٌ لـذاكَ الـحُـبِّ زفّـيني
ليست هناك تعليقات :