تحسين المعموري الموسوي \ العراق
قصة قصيرة /
الرزق
قال الزوج لزوجته لقد تعبت فرزقي قليل في هذه المدينة وانا لا استطيع صبرا
فقالت الزوجة اصبر يا زوجي الحبيب ان الله خير الرازقين وهذا هو ما قسمه
الله لنا والله خير الرازقين فقال الزوج نعم يا زوجتي ما تقوليه ولكني لم اعد
احتمل فما احصل عليه من مال هو شيء قليل لا يكفي وانا قررت يا زوجتي
ان اذهب وحدي الى مدينة اخرى عسى ان اجد فيها لي عملا ويكون رزقي
اكثر فحزنت الزوجة حين سمعت هذا وقالت لزوجها وهل ستتركني وحيدة هنا
فقال الزوج يا زوجتي لا تحزني فانا لن اتركك طويلا فاذا وجدت عملا
ودر علي بالمال سوف أت اليك واصطحبك معي ونكون بذلك فرحين
سعداء فقالت الزوجة اذهب يا زوجي ولن اعترض على ما اقدمت عليه
ولكني سادعو الله ان يهديك وتكون برزقك قانعا فذهب الزوج وما زال يسير
ايام وليالي فتهاه في برية واسعة ونفذ طعامه وماءه وكاد يهلك من حرارة الشمس
الحارقة ولهيبها وقد اشتد العطش عليه والجوع فقال لقد هلكت والله ثم بعد
ذلك نظر الى بعيد فرأى شجرة كبيرة ففرح وقال في نفسه لاصل اليها عسى
ان يكون ماء بقربها واكل من ثمرها فركض اليها مسرعا وحين وصل اليها
واذا هي بشجرة عظيمة كثيرة الثمار والماء يحيط بها ووفير ولكنه تفاجئة بشيء
لم يكن بالحسبان فقد وجد اسدا كبير كان يجلس تحت ظل تلك الشجرة فعرف
حينها انه لن يستطيع ان يصل الى تلك الشجرة ليأكل من ثمارها ويشرب من
الماء الذي يحيط بها فحزن كثيرا وقال سوف اهلك وهنا وفجأة سمع زئير الاسد
وكان زئيره مرعبا ثم نظر الى ذلك الأسد من بعيد فرأى شي غريب
لقد كان الاسد لا يرى وعيناه مغلقتان تماما وكان ايضا لا يتحرك من مكانه
ابد فهو عاجز عن الحراك ففرح الرجل حين رأى الاسد هكذا وقال ساذهب
الى تلك الشجرة وحتى وان شعر بي الاسد لن يفعل لي شيئا فهو لا يرى
ولكنه سأل نفسه وقال عجبا اذا كان هذا الأسد لا يرى ولا يستطيع الحراك
فكيف يستطيع البقاء هكذا حي ومن اين له بالطعام وانا اعرف ان الاسد ياكل
ممن يصطاده واذا بشيء غريب يحدث امام انظار الرجل فحين كان يتسائل
عن طعام ذلك الاسد وكيف يستطيع ان يأكل وهو لا يستطيع ان يرى او يتحرك
واذا بطائران كبيران يتقاتلا بينهما في السماء فوقع احدهما صريعا على قدم ذلك
الاسد فلتهمه الاسد وشبع فقد كان الطائر كبير جدا فتعجب الرجل مما شاهده
وقال صدقت زوجتي ان الرزق على الله والله يقسم الارزاق حيث ما يشاء
فالبصير والضرير يرزقهما الله حيث ما يكونان ثم بعد ذلك رجع الى زوجته
وحمد الله على كل شيء .
ليست هناك تعليقات :