نور هادى
( أسفار الروح )
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
السفر الأول : ( باب الدائرة )
رأيتُكِ ترسمينَ البابَ مسدودًا
وموصودًا ومرصودًا ومحدودًا
ومفقودًا وموجودًا ومورودًا
ومعهودًا ومنشودًا ومشهودًا
ومقصودًا ومشدودًا ودائرتى
بذكراكِ
ألا فتحًا مبينًا فى مآقينا
سيهواكِ ؟؟
ألا قولًا نبيلًا فى مسامعنا
سينهاكِ ؟؟
فبينَ النورِ ذاتُ النارِ تُصلِينا
سترعاكِ
بأفئدةٍ مراسينا
وبالعشقِ انبهارٌ واجترارٌ
وانجذابٌ فى ضواحينا
ستنساكِ
بأنظمةٍ معانينا
كما جمرى بأروقتى وشطآنى
سيضويها ويضوينى
بذكراكِ
افتئاتٌ واعتصامٌ واهتمامٌ واغتنامٌ
واحتسابٌ وانسحابٌ واغترابٌ فى
تغاريدى بقرآنى ودنيايا كتلمودٍ
ودنياكِ
سيغويها ويغوينى ابتعادٌ واغتمامٌ
وانسلاخٌ فيه
دعواكِ
وموعدنا اجتزازٌ واحتزازٌ واحترازٌ
وانقلابٌ وابتسامٌ واحتباس وابتزازٌ
فى دياجيرِ الهوى عمرى كجلمودٍ
سيلقاكِ
مجنَّحةٌ مراثينا
مثقفةٌ مغانينا
معتقةٌ أغانينا
مرحَّلةٌ أمانينا
سيحميها أهالينا
ودائرتى نواصينا
وقطراها مرامينا
ومركزها يجمِّعُنى
بتقياكِ
وبابُ العشقِ مفتوحٌ
نواصيِه كأنجيلٍ
برحماكِ
وموضونٌ بنشوانا
ومغفورٌ بتقوانا
ومبدوءٌ بنجوانا
ومختومٌ بسلوانا
ودائرتى ستهوانا
بذكراكِ
وملفاتى مقدَّسةٌ
سترضينا
وبابى منه لقيانا .
........................................
السفر الثانى ( آفاق الباب )
شهدتكِ تفتحينَ آفاقَ صبرٍ
عزَّها فجرى
كمُرٍّغاصَ فى صدرى
ومن حلقى لقد هربا
وفجرى الأقْحوانِ كبشْرةِ الجلدِ
يبابٌ سدَّه دهرى
ببابٍ ثغرُه وردى
ووردى غابَ فى زهرى
وزهرى لونُهُ قانى
وعسْجدُهُ مع البنى
ومصبوغًا بنافذتى
وواجهتى سنلْطمُها ونلْضمُها
وندْهنثها وندءهمُها
ووجهى اصفرَّ من دمعى
ودمعُ العينِ فى تلكَ الخدودِ دمٌ
على وشمى شهودٌ فى وشَى جلدى
حدودٌ ما لها تُخَمُ سدودٌ ما لها دُعمُ
سنسكبُه فيروينا ومحراقٌ سنطفئُه
ومثقابٌ سيعمينا ومهراقٌ سيغرقنا
ومحرابٌ سيجمعنا وأديرةٌ ورهبَنَةٌ
وما أصلًا كتبناها على البشرِ
عمت بصرى تراثًا قد نداهنه
طغى وقْرٌ على أذنى
وسمعى باتَ مَصْغيَّا ومَطْليَّا
ودمعى انزواءٌ وانكفاءٌ وانطواءٌ
بانعتاقى
واحتواءٌ واجتواءٌ واحتذاءٌ وانتماءٌ
بافتراقى
واحتدادٌ واختذاذٌ واحتزازٌ واختذالٌ
بانشقاقى
واكتواءٌ واستواءٌ وانعدامٌ
باحتراقى
وانفلاقٌ فى سماواتِ النوى
برحيلِ عُصْفورى الأُرُجْوانِ
مسافرةٌ أيائلُنا
مُهجْرةٌ رواحلُنا
محطمةٌ بوادينا
مُكسَّرَةٌ مقادمُنا
مهشمةٌ خواصرُنا
مدغْدغةٌ حواصلُنا
مقصَّفةٌ طواشينا
بأجنحتى وعليائى
ستحمينا جوانحُنا
مدحرجةٌ مدافعُنا
مزركشةٌ محاكمنا
مشعشعةٌ سنواتى
وخمرى كأسُها ذهبٌ
وكأسى عشِقَها لهبٌ
ونبْضُ القلبِ فى الشريانِ
عرشٌ بثَّه ربِّى
من الآفاقِ منهاجًا وقنديلًا.
................................................
السفر الثالث : ( العنوان )
رايتكِ ترسمينَ خلودَ عنوانى
وتزوينَ الفيافى والقصورَ العالياتِ
فأصْبحت مُدنى ودهليزى ومرسومى
وآياتى وأسوارى كما حرفى أراه يدورُ
مهجورًا ومحفورًا ومعمورًا ومغمورًا
ومسحورًا ومنصورًا ومنشورًا ومشهورًا
ومشكورًا ومسْرورًا وموتورًا ومطمورًا
ومطيورًا ومنزويًّا بمملكتى
وعنوانى احترافٌ واعتدادٌ
وانجرارٌ واهتداءٌ وامتدادٌ
واعتزازٌ واقتسامٌ وانسجامٌ
فى المدى يسرى بأسْرارى
وتاهَ منه موعدنا
وضاع لقاؤنا الدامى
وقبلَ البدرِ إظلامٌ وعندَ الهجرِإعتامى
وبعدَ الفجرِ أنوارٌ وفوقَ النجمِ أقمارٌ
وتحتَ الشمسِ إعصارٌ وإقدامٌ
وبينَ الحلمِ أستارٌ وأعمارٌ ونيرانٌ
وإعصافٌ وإنصافٌ وزلزالٌ وبركانٌ
وفتحُ البابِ إعمارٌ لبيتٍ فيهِ زوارٌ
وغلقُ البابِ إحجامٌ وإحكامٌ وبهتانٌ
ومِطْرقةٌ وسنْدانٌ وصلبانٌ وإغمارٌ
وأوثانٌ ورهبانٌ وكهَّانٌ وأصنامٌ
وحُجَّابٌ وتفسيرٌ وأمواجٌ وخلْجانٌ
وخلفَ الليلِ أسوارٌ وأحزانٌ
وقدامى أمامَ الروحِ برهانٌ
وعنوانى بعينيكِ
أموجودًا بأيامى ؟؟
أمتروسًا بألغامى ؟؟
سألتُ البحرَ ألهانى
أجبتُ البرَّ أنسانى
وشحْتُ الجوَّ ألهبنى وأرهبنى
وشجتُ الرأسَ أخضبنى
بقرتُ البطنَ أصخبنى وأغمانى
رياحٌ طقْسُها فانٍ بعِرْفانى
مناخٌ مُمْطِرٌعاتٍ بشدوانى
وجدتُ الربَّ أعطانى
عجزْتُ العمرَ أصبانى
وفخرى صارَ طاووسًا وموَّالًا
وخمرى سُكْرُها يهذى بحرمانى
وليلِى سِحْرُه يخبو بخذلانى
وروحى جُرْحُها يُدْمِى بأزمانى
ولونَ الدمِّ فى الأوتارِ كالجانى
بأنغامِى وألحانِى
وكفُّ العيشِ إنعامِى
وحدُّ الموتِ إعدامِى
وعندَ البيْنِ نُكرانِى
وعند البيتِ قربانِى
وإقرارٌ بأشجانِى وعِصْيانِى
على مرمى بأغصانِى
وإقصاءٌ وإفضاءٌ وإحصاءٌ
لأترابِى وأفنانِى
وعَوْدٌ أحْمدٌ لأوطانِى
حميدٌ فى سنا ذاتِى
شهيدٌ فى ملماتِى
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
السفر الرابع : ( البحر )
رأيتكِ ترسمينَ البحرَ فى عينيكِ ميزانًا
وموزونًا ومهزومًا ومنتصِرًا وفرحانًا
ومكسورًا وحيرانًا وجبرانًا ونشوانًا
وممتلئًا ومسكوبًا ومصطبرًا وغرقانًا
ومصحوبًا بمركبنا ومكتظًّا بزورقنا
وممتدًّا ومجْزورًا وسرُّكَ قابعٌ فينا
وفى الأفقِ لماذا الحزنُ مغتربًا ؟؟
لماذا الشوكُ فى الجُرحِ منتصبًا ؟؟
كالشفقِ عَميانًا وعيَّانًا ومحتجبًا
وموجُ البحرِغضبانًا ولا يجرى
ولا يدرى من الأرقِ
جبانًا شطُّه سفنًا وعريانًا بقلعتنا
ودخَّانًا ورحالًا كما يبغى من الخلقِ
ومنْسيًّا ومختلطًا كإنسانٍ ومختفيًّا
من الهجرِ كما تبغى ومجْنونًا
ومغتصَبًا بصندوقٍ من الورقِ
وكروهًا كما البصقِ
ومنْتشيًّا من العتقِ
كمدِّ الظلِّ منحدرًا وفى العمقِ
وأكياسًا وألواحًا وتيجانًا ومنْبَطَحًا
وملْتَجَئًا ومتَّكَئًا من الإيمانِ والكفرِ
رحيلُ الرُّوحِ فى الرَّوحِ وفى الغُدوِ
وفى السَّفرِ وفى الوصْلِ وفى العلَنِ
وفى الجهرِ وفى الميْدِ على الغُصْنِ
وبالدَّوْحِ هنا رَوْحٌ وريحانٌ وفى الظعْنِ
وشىءٌ راحَ بالدُّلُجِ
بأناتٍ من الفجرِ
بقاءُ السرِّ فى العمرِ
عبورُ الماءِ فى الجسرِ
بكاءُ الطيرِ فى المدرِ
هديلُ الوُرْقِ بالشجرِ
وعندَ مشارفِ الألقِ
وعندَ شفاشفِ القلقِ
وعندَ شراشفِ النمقِ
وعندَ مشارقِ الفلقِ
وعندَ مغاربِ الغسقِ
تعبْتُ هنا منَ الغرقِ
تعبْتُ أنا من الجَسدِ ومن الحسدِ
ومن شفتيكِ فى القيظِ وفى الحرِّ
ومن شِعْرى وإلهامى وطوقانى
ومنْ سفرى ومن سمرى
فنصْلُ الشوقِ أشواكٌ وأسلاكٌ
فقلتُ كفى من التوتِ ومن العلقِ
وصمْ شهرًا عن العنبِ
وصنْ دهرًا من النبقِ
على الفلكِ بأشرعتى من الرحلِ
ألا تتباعدينَ الآنَ عنْ غرقى ؟؟
ألا تتسائلينَ الأنَ عنْ عشقى ؟؟
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
السفر الخامس : ( الحرف )
رأيتكِ ترْسمينَ الحرفَ بينَ دائرتينِ
حزنُ القوسِ أوتارٌ
وفرْحُ الموجِ أنهارٌ
ونصفُ القطرِ أحجارٌ
ونطقُ الاسمِ أشجارٌ
ونصلُ العشقِ مسمارٌ
وهمسُ الحرفِ أنمارٌ
فذابَ بهِ جمودُ دمِى وشريانى
وحرفكِ بينَ نمنمتى منمنمتى
ولؤلؤتى وترياقى وأقْطابى
وقالوا إنَّ ربَّكم سيغفرُ فى الهوى
ذنبًا ولم يسمحْ لذئبٍ قد عوى غدرًا
وها هو قد نوى شرَّا
فمن خانا ؟؟
ومن حاشا ؟؟
ومن هجرا ؟؟
ومن ضجرا ؟؟
ومن غدرا ؟؟
ومن جحدا ؟؟
ومن شكرا ؟؟
ومنْ أنقى ؟؟
ومن أتقى ؟؟
ومن سارَ الهوينى
كالخريفِ جفا بلا مأوى ؟؟
ومن صار العوينى
كالربيعِ صفا بلا دعوى ؟؟
فلا تنسى مخراتى
غُثَاءً سيلُه أحوى
ومرعى فى ليالينا
سيستهوي أراضينا
وتغلى فى مراجلنا مآسينا.
ليست هناك تعليقات :