رابط صفحتنا الرسيمية

» » جنون بعد منتصف الليل \ د. خولة الزبيدي


د. خولة الزبيدي \ كندا

جنون بعد منتصف الليل
قصيدة
قال لي اكتبي قصيدةً لي
حين اكتبُ قصيدةً لك
تهاجرُ الحمائمُ غاضبةً مني
سراباً سراباً
حين اكتبُ قصيدة لَكَ
ترقصُ الأقدامُ الحافيةُ
على حافةِ الطريق
حين اكتبُ قصيدةًً لَكَ
تتشوهُ الكلمات العتيقة
وتبتهجُ خلسةً وسطَ الظلامِ
وهل ستكتبين القصيدةَ للنورِ المشعِ
من ثنايا روحي؟
فحينما اكتُبُ اليكَ قصيدةً
سيتهموني جميعٓ النساءِ بالبلادةِ
والغباء
و ستنسى معالمُ الفضيلةِ اين جدرانها
وتتعثرُ برسائلِكَ التي ماتت
قبلَّ عشراتِ السنين
وتصرخ ُ الشمعةُ الملعونةُ
فتخرجُ من صمْتِها
وتعايرني هل نسيتي الويل والأنين؟
وتذوبُ من قهرِها
ويرقصُ دخانُها المهمومُ من حرقةِ السنين
وينتفضُ الطفلُ في رحمِ امه
صارخاً كفاكي خرافاتِ حبٍ نتنتةٍ
تبتهجُ وسطَ خرافاتٍ
تحبين سماعها حين يشتدُ البردُ
وتتولدُ كلماتٍ ولا حتى خطبةٍ ملعونةٍ
تتحاورُ بمزيدٍ من الحيوية
لتولد ديدان تزحفُ في جهنم الاستعارات
تلوحُ لمستقبلٍ مجهول
استمحيكَ عذاً سيديً
لقد طلبتَ مني قصيدةً
فكيف لي ان اكتب
وكل حياتي معك
سلاسل من بطولاتٍ زائفة
وقصائدَ نتنتةٍ
وأكاذيب متعفنة
وكيفَ لي انَ اكتبَ لَكَ قصيدةً
وانتَ الذي يجعلُ منَّ النساءِ
مناطق عبور
كيف اكتبُ لَكَ قصيدةً تبكي فيها الاقمارُ
وتعلن الحدادَ النجوم
حين اكتبُ لَكَ قصيدةً بالذاتِ
انت بالذات
تجفُ الانهارُ وتصبحُ جثاثاً عفنهً
من كثرةِ الكذب والتزييف
تركتني حائرة وسط صحراءٍ
وسطَ ظلامِ نامتْ نورُهُ
وسطَ شارعٍ يموجُ بالجثثِ الحية
فقدتْ مشاعرها من وجع الغدر
وخيانة السنين
في مغارة نتنةٍ مقززةٍ يابسة
تستجدي رطوبة الأمطار
وعواصف الخوف
وخسةالسنين
لو كتبتُ لَكَ قصيدةً
ستكون كراقصة مبتذلةٍ عرجاء
من ازمانٍ غابرةٍ
وحين أقرر ان اكتب لك قصيدة
يتبرءُ الشعراء مني
وتتحدثُ النساءعن حلولٍ
لتنتقم من ما خان للتخلصِ
من الغدرِ والهذيانِ

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد