رابط صفحتنا الرسيمية

» » كلامٌ في النّظم \ اسامه حيدر


أسامه حيدر \ سوريا

كلامٌ في النّظم :

إنّ أسرار القول ( شعراً كان أم نثراً ) تكمنُ في النّظم . ولا خيرَ في كلامٍ إذا هو لم يستقمْ له ، ولا قوامَ إلاّ به ، وهو القطبُ الّذي عليه المَدارُ . ولا خيرَ في شاعرٍ أو ناثرٍ أهمل قواعدَه أو لم يدركْها إدراك العارف والعالم بخفاياها . 
ما النّظمُ ؟ 
النّظمُ : هو أن تضعَ كلامك في الموضع الّذي يقتضيه علمُ النّحْوِ وتعملَ على قوانينه وقواعده وأصوله ، فلا تبتعدْ عنها ولا تخلَّ بشيءٍ منها . 
ثمَّ إنّ الكثير لا يعرف موضع الفاء من الواو أو ثمّ أو غيرها من حروف العطف ، ولا يعرف حروف الوصل من الفصل ولا الصفة من الحال ولا التمييز من أشباهه . ........وتراه يعبث بالكلام كطفل يلعب بلعبته ولا يعرف كيف صُنعت أو كيف يديرها .
قال تعالى وهو خير القائلين في سورة عبس :" قُتلَ الإنسانُ ما أكفره! من أيّ شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدّره * ثمَّ السبيلَ يسّره * ثمَّ أماته فأقبرَه .....". صدق الله العظيم .
انظر كيف استخدم القرآن الكريم حرفيْ العطف ( ثمَّ والفاء ) هنا :
ثمّ : حرف عطف تفيد الترتيب والتراخي الزّمني بين حصول المعطوف ثمّ المعطوف عليه في الحكم .
الفاء : حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب أو المباشرة .
لاحظ كيف يأتي الخلقُ وبعده التقدير مباشرة فجاء استخدام الفاء للتعبير عن ذلك ، ثمّ تأتي الحياة بطولها وعرضها فجاء استخدام (ثمّ ) لأنّ الزمن يطول هنا . وبعد الحياة يأتي الموت وبعد الموت يقبر الإنسان مباشرةً فجاء استخدام الفاء .
إذا إنّ الاستخدام الصحيح لهذه الأدوات يضيف معنى لا يكون لولاها . وهذا يدلّ على قوّة النّظم . وهاكم مثالاً على ضعف النّظم :
قال المتنبي :
ولذا اسمُ أغطية العيون جفونُها
من أنّها عملَ السيوف ِ عواملُ
ويريد المتنبي أن يقول : إنّ جفون العيون تعمل في القلب عمل السيوف . وهذا تعقيد واضحٌ في النّظم وتأليف الكلام . وللكلام بقيّة .

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد