علي ناصر المرح
الثــقــة
---------
الثقة مسألة عظيمة يتقلدها الإنسان في حياته فهي البناء الحقيقي لشخصيته الثابتة وتكمن عظمة هذه المسألة في أن بنائها لا يقوم إلا على أسس ثابتة من الصفات الجليلة أهمها الصدق و الوفاء و الأخلاق والاخلاص و المبداء الثابت فالثقة هي وسام الشرف للإنسان الذي لا يمنحه الآ خرون له إلا نظير تمتعه و تمسكه بهذه الصفات الجليلة بعد التأكد من توافرها فيه بالتمحيص والتحري والتأمل من خلال التجارب والمواقف و الاختبارات المتكررة إذ إنه قليلا من ينجح في هذه الاختبارات و يتأهل لهذا الوسام الرفيع و يصير أهلا لثقة الآخرين فيه.
و معنى أن يثق بك الآخر أي إنه يكبرك و يرى فيك الأصالة و الشخصية المتزنة و الثابتة التي يستطيع أن يعتمد عليها كما يعتمد على ذاته فيعتبرك مقام أو مكان الروح منه أي كأنك أنت روحه التي تعيش خارج جسده فيوكل إليك أهم المهام في حياته أو يفضي إليك بأهم أسراره أو يستأمنك على حياته و ماله و جسده و مشاعره فتراه قريبا منك فلا يتباعد عنك ولا يرد لك طلبا إن كان لك عنده حاجة مهما عظم أمرها،
هذا هو معنى الثقة و هذا هو وسام الشرف الرفيع الذي لايمكن أن يناله الإنسان بسهولة و بساطة و من أشد مخاطر الثقة أنها أشبه بالقنبلة إذا انفجرت لا يمكن أن تلتم ثانية وكذلك الثقة إذا سقطت عن الشخص سقطت معها شخصيته ومكانته وشرفه في عيون وضمائر الآخرين ولا يمكن أن تعود إليه ثانية. فحافظوا على ثقة الآخرين فيكم فهي الشرف الذي يمنحونكم إياه
و إنه لشرف عظيم و عظماء الناس هم فقط من يتأهلون لهذا الشرف و هم من يعون ويدركون عظمته و أهميته و يتحملون مسئوليته و إن جارت عليهم التكاليف.
ليست هناك تعليقات :