الأديب إحسان الخوري \ سوريا
مِلءُ الزَّمان
بقلم الشاعر إحسان الخوري
أيَّتها الطَّالِعة من رُموشِ الرَّيْحانِ
هل يكفيني يوم حَسَمتِ وَعُدتِ
يوم رأيتُ عينيكِ تَبْرُقُ من جديدٍ
رائِحةُ شَعركِ وهي تَهُفُّ وتُثْمِلُ
وأنفاسُكِ تنسابُ شهيَّة على كَتِفي
آهٍ كم صُعِقَتْ عيناي ورَجفَ فُؤادي
آهٍ أيَّتها المرأة الخُرافيَّةُ المَلاحَةِ
أيَّتها الحِكاية الأبديَّة الخلَّابةُ
أيَّتها العَوالِم الغامِضة المَجنونةُ
أنتِ يا امرأة قِطعةٌ مِنَ الفَجْرٍ
أضمُّها ووسادتي لِتُشرِقَ لي يومي
أنتِ إمرأةٌ دَخَلتُ أنا إلى أعماقِها
رأيتُ سِرَّ أُنوثَتها الهائِل العِطرِ
فعَرِفتُ إنَّه مِنها تتعطَّرُ كلُّ النِّساءِ
يا امرأة أنا أذكرُ يومَ الفِراقِ الفَحيم
كيفَ ماتتْ قصائِدي وأبْجديَّتي
كيف أكلتْ مُفرداتي بَعضَها البَعضِ
ولم يبقَ مِنها أثَراً سِوى رائِحتكِ
يومُها تحطًّمَ فؤادي وتبعثرَ في الكونِ
يومُها تمرَّدتُ على أذرُعِ مِلءِ الزَّمانِ
أحرقْتُ تاريخَ الوقتِ والّليلِ والنَّهارِ
نَسجتُ مِن رَمادهِ الفاحِم وشاحاً يَلفُّني
وتواريتُ خلفَهُ لِأُخْفي مَرارةَ النَّفسِ
هكذا صارَ وياليتهُ يوماً لم يكنُ
ليست هناك تعليقات :