الشاعر إحسان الخوري
مارِدُ الإشتياقِ
أيَّها الحبيبُ العالِق داخِلَ ذاكِرتي
أيَّها المُهاجِرُ مِن أعشاشِ أنوثتي
أيَّها الحامِلُ أختامَ وصايا عهدي
أتذكَّرُ الحُبَّ مِن بصماتِ أصابِعكَ
أُلفلِفُ خُصلاتَ شَعري حول اسمكَ
لِيُصبحَ سجيناً بِمئاتٍ مِن الآهاتِ
أرسمُ شفتيكَ فراشات على شفتي
لتُدخِلها بإغماءاتٍ ممسوسة السِّكْر
ففؤادي لازال يعملُ على أنباضِكَ
ورُوحكَ ستبقى غافية على روحي
حبيبي سأرسِلُ لكَ شلَّالاً من العِشقِ
يحملُ ولهي المُتدفِّق أبداً من فؤادي
سأطلِقُ لكَ حمائِمَ وجدي الكامِلة
أقرأُ عليها تَعويذةَ العُشَّاقِ العَهيدةِ
أُرسِلُ معها وعوداً مِن عِشقِ قلبي
تَجُرُّها عشرةُ خيولٍ مِن القُبلاتِ
لتسافِرَ إليكَ بِرَحلةٍ طويلةِ الخُلودِ
حبيبي الحامِلُ نبيذَ ذاكرتي البِكر
أحياناً يتساقط الحُبُّ قبلَ نُضوجهِ
مُذْ كان فِكرةً تلمعُ وتلهَجُ في فؤادي
حين كان يحبو كطفلٍ في شراييني
وحين تركتَني بوزنٍ أخفَّ مِن الريشةِ
فردتَ أجنحتكَ وتيقَّنتَ مِن التَّحليقِ
فطفحَ على جسدي مارِدُ الإشتياقِ
وقال لي لكِ أمنيةً يتيمةً مِن الحُبِّ
كي تمدِّينَ له هوسكِ قبلَ السُّقوطِ
كي ترمحينَ بِعطرِ أُنوثتكِ الحَرونِ
كي تمسكينَ الشَّمسَ قبلَ المغيبِ
وكي تمتهنينَ القُبلاتَ قبلَ النَّحيبِ
فَعَجنْتُ أُنوثتي بِالعنبرِ والزَّنجبيلِ
وقُلتُ بِسِرِّي دعكِ مِن تَعشُّقِ ذاتكِ
مزَّقتُ كلَّ حكايا أساطيرِالعاشقين
خرجتُ مِن حورياتِ البحرِ الكاذِبةِ
وعُدتُ ناضِجةٌ شهيَّةٌ حَذِقةُ الصَّهيلِ
فتحتُ سِفرَ المُحالِ أُجَرجرُ أشيائي
لِأطوِّقَ جسدَكَ الشهيَّ بِأحمرِ شفَتيَّ
وأتجرَّعكَ بِكأسٍ مِلؤهُ ألف مِن الوَجدِ
ليست هناك تعليقات :