تجربة الشاعر جنان السعدي ذات مستويات متعددة ، اتناول منها القصائد التي تحمل في طياتها حسّ شعري مرهف وموسيقى تفتح من قاعدة النص أفقاً إيحائياً وتكون هذه النصوص الشعرية ذات لغة صوفية من خلال القاموس الصوفي الذي تجلت عباراته العرفانية في بنى القصائد اللغوية لتكون نقاطاً دلالية مضيئة تتجاوز معانيها العميقة حدود النص الشعري:
سيدتي
كيفَ لي رسمُ عينيكِ
يا جميلةَ الآلهة
و فرشاتي أرهقها النوى
يا موعدَ الطوفانِ في غيرِ أوانه
يا حفيدةَ كلكامش و نبتةَ الخلود
يا سحرَ عشتار
و الأبحار خارجَ المألوف
إقتربي
يداكِ أيقونةُ صلاةٍ في فجرِ عيد
الدمُ الزاحفُ البرّاقُ في صحنِ خدَيكِ يدعوني
أسرعْ
لمْلِمْ بقاياك
بينَ ثنايا الشفاهِ مخدعنا
برضابٍ ألَذُّ من الشهدِ
دعْنا نزيلُ غبارَ الصدِ والبعاد
نعاودُ الوصلَ
بعدَ طولِ عتاب ..
• جَنان فرحان السعدي
المواليد : بغداد 1959
التحصيل الدراسي : بكالوريوس علوم تمريض ومعاون اعدادية تمريض ومدرس تمريض
عضو مؤسسة التجمع العراقي الاصيل
المؤلفات :
1- ديوان (شظايا امل ) 2014م
2- ديوان ( غزل الجراح ) 2015م
3- ديوان مشترك (كلمات وانهر) 2015م
4- ديوان (تراتيل عام مضى ) 2016م
نشرت نصوص لي (الصحف العراقية)
1- جريدة البينة الجديدة
2- جريدة المستقبل
3- جريدة المواطن الجديد
4- جريدة كل الاخبار
5- جريدة كلكامش
نشرت نصوص لي في (الصحف الالكترونية)
"وكالة انباء البرقية التونسية
"مجلة نسائم شرقية المصرية
"صحيفة فنون الثقافية العربية
(الشهادات التقديرية)
المركز العالمي للفنون التشكيلية
التجمع العراقي الاصيل
المنتدى الثقافي الحر
مؤسسة القلم. الحر للفكر والثقافة
درع الابداع (المركز العالمي للفنون التشكيلية)
درع رموز الثقافة (التجمع العراقي الاصيل)
أغلب قصائده هي عن (المرأة)وتعتبر المرأة محور اهتمام شاعرنا في أغلب قصائده الذاتية التي تتجلى بهيئات متعددة تتشاكل معها بثيمات دلالية جعلت من قصائده مألوفة لدى المتلقي في وسط الشاعر الثقافي فقصائده المتعددة تجتمع وتتمحور حول هذه البنية النصية التي تنتمي إلى المعجم العرفاني الصوفي ذو المنظومة الترميزية..
(( تغريدة المطر ))
رفقاً أيها المطر
آلمتَ صدراً
في وديانهِ الجمرُ يتّقدُ
و جَلَوْتَ خداً
تتنسكُ العُبّادُ في صحنهِ وتتهجدُ
و تراقصتْ
قطراتُكَ الثملى طرباً
كحلوى عروسٍ
الخمرُ والشهدُ ينسابُ
من ثغرها و ينعقدُ
نثثتَ عطراً
فوقَ عطرِ خميلةٍ
المسكُ و العنبرُ
في قواريرٍ من الطيبِ تتحدُ
شاعرمتوهج العاطفة استطاع أن يوظف بعض المفردات الصوفية وبعض التراكيب ليجسّد تفاصيل هيامه في ذات من يحب ويهوى .
سانت يوف كاتب وناقد فرنسي يقول : ( وجد الحب لسعادة القليلين ولشقاء الكثيرين) الحب عند جنان السعدي هو الإبداع الحقيقي للإنسان الذي يبحث عنه في دواخله لينيرها ..
رفرف بجنحيك ))
رفرفْ
بجنحيكَ كالطاووس
وإلهو
بمخبولٍ ومهووس
إنثرْ
معَ الريحِ ضفائر
تاجُ الرأسِ
مَحمِيٌ و محروس
أيها المعمولُ
مِنْ تينٍ و زيتون
أنا المقيّدُ
في الحبِ و المحبوس
هبْني
باردَ الريقِ رضاباً
وأطفئ
لظى بائسٍ ميؤوس
أنا المشتاقُ
لحضنِكَ ضُمَني
دفتراً
شاغراً من الدروس
لي حاجةٌ
بينَ الضلوعِ تؤلمني
كأسِيَ
إملئْهُوإقررْ النفوس
لقد كانتْ تجربةِ الشاعر جنان السعدي متنوعه المرامي والموضوعات قصائد جميله تحمل حب الوطن فهو يحمل احساس مرهف قصائد اجتماعيه تجسّد وعيه الثقافي والتزامه عكستْ عن وعيٍ عميقٍ بتفاصيلِ الأزمةِ الإنسانية في خضّمِ الصراعِ الوجودي الحاد بينَ الإنسانِ وذاتهِ أو بين محيطِهِ وما يترتبُ على هذا الصراعِ من معاناةٍ وآلامٍ ..
(( بحاجةٍ لتفسير ))
أيُّ امرأة ... رجلٍ
يمتلكُ التفسير
عن نوباتِ جنونِ العشقِ المتكرر
أنا مَنْ عاشَ التفسير
إذا ما تراقصَ رداءها
وراحَ يتبختر
و غزى عطرُ الجيدِ أنفاسي
كعطر ِعبلةَ حينَ إستباحَ
سيفَ عنتر
لا توصفْ امرأتي
بمحدودِ وصفٍ
فذاكَ هتكٌ لشمائلها
وإنْ كانَ الوصفُ
عسجدٌ أو مرمر
هيَ حلمٌ راودني منذُ سنين
ورديٌ أحمر
وأجملُ مافيهِ لا يستنسخ
لغيريَ لا يظهر
دوماً إمرأتي
ألقٌ أحرفها تزهو
ليستْ كحروفِ العطفِ أو الجر
شتانَ ما بينَ زهورٍ
تُبهِرُ … تُسحِر
و أشواكٍ
ماسِكُها يتضرر
أعلنها ..
حبي أشواقٌ كحلٌ في الأحداقِ
يُبحرُ في مجرى الشريانِ
تاجٌ وصولجان
في لبِّ فؤادي
لا يتغيّر
ليست هناك تعليقات :