رابط صفحتنا الرسيمية

» »Unlabelled » الشاعره الفنانة نعيمه زايد\اعداد اياد البلداوي


نحلة ملكية... فارسة مبدعة...فنانة أنيقة ...شاعرة تلون حرفها بألوان روحها ....لن تهدأ تبحث عن الجديد باستمرار
تلك هي نعيمه زايد



تقول نعيمه زايد عن نفسها:
نعيمة زايد
: في بيت الفقيه سيدي امحمد بن عمر الزرهوني بن زايد نشأت نعيمة ؛ بيت محافظ صوفي تشكل وجدنها متلفعا بأشعار الصوفية والمديح والسماع وحفظ القرآن الكريم كل ليلة في فصل الشتاء أمام المدفأة، و في الربيع والصيف أمام الساقية التي تجري قرب البيت ، لم يكن عندها أحب من تحلقها هي وإخوتها وطلبة أبيها حوله في مدينة صغيرة وزمن تعايشت فيه بها كل الديانات خاصة الإسلام والمسيحية واليهودية حيث تتناغم الكنائس والبيع والمساجد حتى الأطفال ما كان يجمعهم سوى اللعب والجري بالجبال وركوب الخيل سواسية فكان لجمال الروح وجمال المدينة القابعة بجبال الأطلس وقوة التعايش أثره البالغ على النفوس بايموزار كندر 


المثقف من وجهة نظرها مازال يعيش حالة الغربة والاغتراب خارج المساهمة في التحولات التي تمر بها بلداننا فنحن بحاجة للمثقف العضوي الذي يسير في دفة التغيير ويقود الآخرين بإيجابية ....
هي انسانة تؤمن بالانسان وبحقوقه المستلبة وتؤكد انها كالآخرين الذين على ذات المسار والرؤى تحلم بالمكتسبات التي تحقق كرامة الانسان وحريته وتحفظ حياته وتؤسس لمستقبله في إطار كل القيم النبيلة وفي إطار سلام عالمي
 


وعن الكتابة تؤكد اقتطع لكم ما جاء في احد لقاءاتها :
لا كتابة دون موهبة وقريحة تعززها المعرفة لتنمو عناصرها وتنضج وتصبح حاملة لعناصر الفن والجمال ...فالكتابة عندي إيمان بالوجود بشكله المختلف وعوالم مستشرفة بديلا لكل الرداء ...الكتابة متنفس بوح وإخفاء أيضا رافدها القراءة والإدمان على القراءة لأنها امتلاء جمالي يفتح الآفاق على الذاكرة الجماعية للعالم الإنساني وأساليب التفكير المختلفة والرؤى ومدى امتداد مختلف الأفكار بين الجماعة الإنسانية ونمط تصوراتهم للحياة والكون ...المهتم بالشأن الكتابي أو المبدع تصيبه عدوى الإبداعات دون مناعة فيقبل عليها بشراهة نادرة تحيله على غرف الإنعاش اللغوي يحول الأفكار يحللها ويبدع من خلالها ما يتفرد به ...بالنسبة لي لا زمن للكتابة عندي كلما تشكل القصيد هلاما أحاول رعايته بالتأمل لأنسجه برؤيا تحاكي العالم المستشرف دون السقوط في المستهلك وقد يتجاوز أحيانا كتابة المولود قصيدا إلى تشكيل لوحة قد تختزن ألوان القصيد بعمق دلالة من دلالاته على اني اكتب النص المفتوح حيث تعدد الدلالات ...الكتابة تواطؤ الكاتب مع اللغة من خلال رؤيا للعالم والكون ومدى تجلي هذه الرؤيا بشكل جمالي يرقى بالواقع دون السقوط فيه

ومن النماذج الشعرية التي تؤكد من خلالها ما تطرقت له هذه القصيدة

بيان
قليل من الصمت لأنمو 
باسق نبض سر ك
أيا امرأة بكبرياء وطن 
جديرة بعسعسة الليل 
أكلما عبرت مدا 
أتاني وجع الخطو 
أضمد جرح الأرض 
وأنت 
أيها المكدر بدمي 
أنا الآن بمفترق السؤال 
يجترح التيه خاطري 
بقبة الجسد 
كعبة أخرى أبارز عشقها 
أسقي شجر القلب صلاة 
قد يلزمني بعض صمت لأنمو 
طلقات نور 
ككينونة الهواء 
لزجة لغتك
تكسر المجاز بسر الكلام 
وتعتمر ظلاله
تحتشد الشغف لذة مستطارة 
تضرعات ترسمها مدن الجسد 
استشهادا
قيل عني :
"
امرأة من شمس"أنا 
أتعرى بناصية الكلام 
أعير متاهاتي بقساوة 
أتلصص الفتوحات 
غارقة كالضالين بجرف المدارات
قلت : هو ذا ضوئي 
يحملني حلما 
اغادر سقيفتي
كتائه قديم 
أتكوم بجنح الأسطورة 
كلما لاح شعاع 
عقدت قرانه 
كشاعر يسائل الغضب ويمضي 
أو كذرات هاوية بقصب الروح 
تفك مغالق الجسد
لأنتشر ذاكرة فيما تيسر به
اكشف فصوله وأقانيم ارتداداتة 
وأغفو .



وهنا كتب عنها الاديب الناقد وجدان عبد العزيز فجاء فيه


في سديم سفوح صفحات الشعر، ارتجى الانتظار ان يمهلني قليلا، ليكون حضورك وحضور الجمال المتخفي في اعماقك هناك .. يقول الشاعر الفرنسي بول ايلوار:
(ليس لليأس اجنحة
ولا للحب ايضا
ليس ثمة من وجه
لا احد يتكلم
أنا لا اتحرك
أنا لا اراهم
أنا لا أكلمهم
لكنني حي أيضا مثل حبي مثل يأسي)
وهذا بمثابة تغريدة في سماء جميلة يستحضرها الشاعر بول، ليراهن ان الحياة، هي الحب ..ثم اني انصت بأمعان للشاعرة نعيمة زايد هامسة في صفحات الشعر:
(قد تكون بابي الحصين
تلج صمتي المترف
ودون رياء الأخطاء
تباهيني أناي فيوض منتصف الروح
سطوتك
لم تكن سليل الهباء
وحين تراقص الريح حلقاتك
تؤشر لروحي مرايا خارج السديم
تطرزني أحلاما زئبقية تعتق المعاني
لتمطر جنانا كأس القصيد
تعال
عرش وبالأرق الأخضر
كما الخروج مني اليك)
فانا كوني متلقيا، عشت عوالم الجمال بين بول ايلوار وبين نعيمة زايد، لاكتشف الخلجات الانسانية تمتزج بالبحث عن الجمال وعن الاخر في كوننا الكبير المضطرب كبحر تفور احشاءه، ليصدق حدسي بان الشعر هو صاحب السطوة في عولمة المشاعر الانسانية الباحثة في مساحات الحب والجمال .. وهذا ما اكده اكثر من مرة الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد من ان: (لغة قصيدة النثر الحديثة لغة حرة وانسيابية وجريئة وخالية من العقد، تستوعب الفضاء اللساني الانساني كاملا، من دون أي اعتبار للثنائية العنصرية المتمثلة في التفريق الطبقي بين المتن اللغوي والهامش اللغوي، تؤسس أنموذج فصاحتها بالمعنى الحيوي الاجرائي والعملي والواقعي للمفهوم الثقافي للفصاحة، اذ يستجيب هنا لصالح قوة التعبير ونقاء التشكيل وثقافية الرؤية ودينامية التداول)2، اضافة الى قدرة التعبير الشعري الحديث على الحوار وادامته في سدى الخلجات الانسانية النازعة، نحو افق التألق والسمو الروحي .. لـ(ان النص الشعري الحديث حوار دائم ودينامي مع الأشياء، حوار ثر مبني على ديالتيك خاص، مشحون بقيم أصيلة تتسم بالتشابك والعمق والتعقيد، يقوم بمهمة تشكيل النسيج الداخلي عن طريق ربط الأجزاء المتوازية والمتقاطعة والمتضادة في النص الشعري، وينعدم في هذا الحوار ذلك التواطؤ التقليدي القائم بين عالم القصيدة، ومساحة الفاعلية الذهنية المستقلة عند المتلقي، والمعتمدة على خاصية الإشباع المحايد لمراكز الانتظار والتوقع فيه لذلك فهي تصدم ذوق المتلقي التقليدي بما ينتظر، بمعنى ان المتلقي سيفقد فيها لذة تعود عليها، وتأسس نمط ذوقه على أساسها . لذلك فانه سوف يحتاج على هذا الأساس نوعا من تطبيع العلاقات مع عوالم النص الشعري الحديث، الذي ينهض بذوق المتلقي ويرتفع به إلى مناطق جمالية طرية وطريفة ومباغتة، تضج بسحر غير قابل للنفاد، فيكبر وعيه نحو استثمار قدرات العقل على نحو اكبر وأفضل وأكثر جذبا ومتعة.)، وبما ان محل دراستي، هي الشاعرة نعيمة زايد، لا اجد بد من التمتع في قراءة اشعارها اولا، ثم اخضاع هذه الاشعار لمحاولات جادة، عساي ان اشاركها في مستردات المعنى .. وانا (امام هذه الشراكة الحداثوية يتوزع المؤلف والمتلقي الى مدرجين: الاول قدرة المؤلف على الابتكار والثاني قابلية القاريء على خلق المعنى او ما نسميه الاسترداد)، ويقول اميل زولا : (نحن ببساطة نرسم الانسانية كما نجدها في الطبيعة، ونحن نقول ليكن كل شيء معروفا من اجل ان يشفى الجميع)، وتساؤلي هل استطاعت شاعرتنا نعيمة زايد في شفاء غليل عملية الاسترداد للمعنى، وهي تلتقي بخلجاتها مع الشاعر الفرنسي الكبير دون وعي منها اكيد، سوى تلك الخلجات المنفعلة التي اطلقتها عبر كلماتها الشعرية، لتكون احدى الشاعرات التي تقول وتصمت، تقول وتضمر في دواخلها المعاني، كي تتجسم رؤاها عبر هدوء الانفعال الانساني المتزايد في اشعارها المنبثة هنا وهناك .. ناقلة صراعها المستديم مع اشياء الكون، ومع الاخر .. اذ تقول:
(ياسيد الغابات
وقد انتبتني قصيدا
ترحلني دوال المحال . !!!!!!!!!!!!!!!!!)
وكأن الصراع يحمل سمات الاستمرار في اللاممكن، مادام الشعر هو المشروع الغير مكتمل دوما، باعتباره تيه، لولا فسحة البحث عن مداخل الملاذات الانسانية، كونه المعبر الوحيد الذي يعطي دفق الحلم الممزوج بخيال يحلق حول الكون ..وهكذا تبقى زايد تردد: (وأنا/ تتلبسني الأحلام)، وهنا قد احيل الى قول لامرتين : (ان افكاري تفكر لي)"، أي ان الافكار يوحى بها وتهبط اكثر مما تصنع . وهذه تحيلنا الى محاولة افلاطون في صياغة التفرد وجعل نشاط الشعراء، هو نشاط موحى به من الالهة ونحن اذ نستعرض هذه المقولات والاراء القديمة والحديثة، لندل بما لايدعو الى الشك ان الشعراء ليسوا بالاناس العاديين، بل يمتلكون فرادة خاصة، تعطيهم الميزة في افتراض الحلول .. (وعجيب ذلك الانسان، انه مخلوق لاتقف رغباته عند حد وهو لاينفك يسعى الى التسامي ويهفو الى الافضل والاحسن .. فهو لايقنع بادراك الاشياء ومعرفة الموجودات والاحداث المحيطة به، بل يستشعر في الادراك ذاته لذة ويتذوق المعرفة خالصة عن كل ما يتعلق بها من اهداف عملية، وهو لايكتفي بتذوق احساساته وانطباعاته عن الاشياء، بل يضفي عليها من خباله ما يكسبها كمالا وجمالا تستجيب له نفسه بالرضا والسرور، وعندما تمتلأ نفسه بشعور البهجة يصف كل ما يرضى احساسه وخياله بالجمال) فلسفة الجمال، ويبقى مشروع نعيمة زايد الشعري ممتد، وكثير العطاء أنموذجا قصيدتي (هدير الطوفان) و(وعلى البياض)
 ... قائلة بانفعال:
(آه
لو تعتري جمري
قوافلي
لو يموت الصمت
أوشح جنوني نشيد البدء
أجنحة فيوضك
بين الكلام والكلام )
وجدان عبدالعزيز
.......................
مصادر البحث:
كتاب (فلسفة الجمال) د.اميرة حلمي ـ مشروع النشر المشترك ـ دار الشؤون الثقافية العامة بغداد العراق ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة ص 26
كتاب (تمظهرات القصيدة الجديدة) أ.د.محمد صابر عبيد عالم الكتب الحديث ـ اربد ـ الأردن الطبعة الأولى 2013 م ص9
قصيدتي (هدير الطوفان) و(وعلى البياض)

وكتب الناقد الشاعر عباس باني المالكي ايضا:

لهاث الشوق بلهفي هواك 
حبيبي 
مشرق فيك وجه المدينة ونجم الصفا مقلتاك
يسربل السحر بجيد الأغنيات برجع الخضرة في خافقيك
يراقص أفلاك حلمي لأعد الخطى المطرزات بالحنين ألون فرحي مملكة الطير لتدثرك المرايا بداخلي وهذي الأمنيات تروض الأرق
بمنديل المساء
ترسمني العزلة بلون خرافي تركن خيلي للدهشة ثملة بكأسك والصمت يدير اوتار الفراش لينجب العشب سحابة ربيع تغسل أزهار الروح
موعودة للتيه فرائس الليل ياحبيبي بثمالة الأحزان
ما زلت أملأ بالرجاء حناياي
فالجنة كفيك بأضلعي أدفع النبض للمشتهى فيك
حبيبي 
جئتك بالعذابات استوطنت ليلي فعلمت دمعي الرحيل لن يشيخ الهوى فلهاث الشوق بلهفي هواك أجمع الحنين كي لا يتشظى الجنون بناظريك
فالبحر من فرط المخاض بقلبي نداك كم اعتصمنا بأضلاعنا خوف الذبيحة وعبرنا البحر بالصدى والرياحين 
شاردة أنا بعطر المساء أراقص العزف بعينيك
ليبعثرني المدى في الهوى شوقا اليك 
من ديوان كن مداي ....دجنبر 2011أن تحديد البلاغة في الأدب هو التعبير عن قدرة الكاتب على الإتيان بلغة تقارب التعبير التصوري للرؤيا الخاصة بذلك الكتاب حيث كلما اتسعت البلاغة أتسع التصور الذهني عن موجودات الفكرية التي يعيشها الكاتب وهنا في هذا النص هو أن الشاعرة التي استطاعت أن تعطي للغة دفق أخر من الرمز الموحي المختار بعناية كبيرة حيث نشعر أن اللغة هنا استطاعت أن تستوعب كل حالات التوتر الذهني السيميائي لعمق اللغة واختيارات هذه اللغة تأتي من باب أتساع امتلاك البناء المعرفي بحركة الحياة ودفقها الشعوري ضمن مساحة الوجدان أو الذات لأن لا يمكن أن نجد لغة بلاغية خارج أتساع الفكر التصوري الرؤيوي لحركة الأشياء ضمن وضوحها أو ضمن حركتها الخفية التي نستنبط جودها من خلال الظواهرها الخارجية في الحياة , لهذا نستطيع أن نقول أن البلاغة محصورة بقدرة الكاتب أو الشاعر علي امتلاك واستيعاب حركة الحياة داخله مع مطابقتها لمنهجية الرؤية البصرية الذهنية المعبر عن الظاهر الخارجي والتي يعطينا القدرة على ترميزها وفق حركتها وقيمتها وفي الحياة حولنا أو في تصورنا وطبعا هذا تتشكل وفق قدرتنا على الاقتراب أكثر من المرئيات البصرية المحسوسة والتي يلتقطها الشاعر ويعيد موضعتها وترتيبها ضمن علاقات زمكانية وضمن المحسوس الوجداني , وطبعا هذا يؤدي الحصر الفعل التصوري للشاعر ضمن الحضور اللساني وعلاقته باللغة .. ونجد هنا الشاعرة نعيمة زيد استطاعت أن تعيد ترتيب المحسوس البصري لمرئيات الذات الوجدانية وفق لغة بلاغية عالية من التصوري الرمزي , فلو أخذنا المقطع الأول (مشرق فيك وجه المدينة) نجد هنا أن كل الحضور الوجودي للمكان حولها هي من أعطت هذا المكان العلاقة المحسوسة لبصرية الفكرة الداخليه لديها أي رمزت المكان بالدفق الشعوري وجعلت المكان يتسع بأتساع ما تحمل من مشاعر اتجاه من تنتمي إليه فأصبح هذا المكان بقدر مشاعرها الداخلية من إشراق وجودي ضامن الحركة لكل شيء جوهري تنتمي إليه ومن ثم يتصاعد هذا الشعور لديها مع تصاعد ما تراه يرمز الى الرؤيا البصرية النابعة من الداخل حيث نجد أن الترميز يتخذ حجم المكان ومساحته , والشاعرة بعد أن أعطت المكان أسباب الإشراق أخذت تستعير الأشياء السيميائية الخارجية برحلة الروح ,وأي هنا انفصلت عن المكان لكي لا يطغي المكان على محسوسها الذاتي المعنوي ( ونجم الصفا مقلتاك /يسربل السحر بجيد الأغنيات /برجع الخضرة في خافقيك /يراقص أفلاك حلمي /لأعد الخطى المطرزات بالحنين/ألون فرحي مملكة الطير/لتدثرك المرايا بداخلي/وهذي الأمنيات تروض الأرق /بمنديل المساء /ترسمني العزلة بلون خرافي /تركن خيلي للدهشة ثملة بكأسك /والصمت يدير اوتار الفراش/لينجب العشب سحابة ربيع تغسل أزهار الروح /موعودة للتيه فرائس الليل يا حبيبي /بثمالة الأحزان / ما زلت أملأ بالرجاء حناياي /فالجنة كفيك بأضلعي /أدفع النبض للمشتهى فيك)
)
لكنها بدأت تأخذ الرمز الخارجي وفق ما يتقبله أو يتطابق معها المحفز الداخلي لتصور اللغة التي تتطابق مع مخيلتها النفسية في لحظة الكتابة , وهنا تحدد البلاغة في اختيار مفردات اللغة التي تقترب كثيرا أو تتطابق مع الشعور المنعكس الى ترمز الأشياء حولها لاقتراب هذه الأشياء مع حركتها الداخلية المستنبطة مع تحرك مشاعرها الحية اتجاه انتمائها الى مشاعرها الداخلية , وهنا يجب أن نفصل ما بين الرمز الداخلي في اللاوعي الذي يطغي على الأشياء الخارجية وبين أن ترى الأشياء وتعطيها رمز ضمن أتساع إحساسها الداخلي أي هنا تبرز البلاغة كتحديد اختيار اللغة من أجل تحديد مسار النص وقدرته عن التعبير عن مكنون الإشارة التي تعتمد على قدرة الشاعر على استنباط التقارب في صياغة النص المعبر(ونجم الصفا مقلتاك / برجع الخضرة في خافقيك )وهنا يتسع الرمز المكثف بأتساع المشاعر التي تنتمي إليها الشاعرة وفق ثيمة الرؤيا المكونة من ذهنية التحسس والقادرة على الإتيان بالصورة الشعرية مع الصورة الحلمية المتولدة داخل تصوري الفكري فبقدر الصفا مقلتاك يرجع الخضر أي أن الرؤيا هنا بقدر الصفاء في المقلة تتسع الحياة وتخضر وترقص الأفلاك المطرزة بالحنين أي كل هذا الانعكاس في تجاذب الروح مع الأشياء التي تحمل الذكرى تثير في نفسها كل الرموز الموحية على داخلها لتخلق في ذاتها الجنة التي تبحث عنها (ما زلت أملأ بالرجاء حناياي /فالجنة كفيك بأضلعي /أدفع النبض للمشتهى فيك) حيث يمثل الكف رمز الحنان الذي يتطابق مع النبض القريب الى النفس , وهذا انصباب الشيء الخارجي على تحريك التمحور في أفق الحاجة الذاتية التي تحتاجها أي أصبح الرمز هو تمحور الروح اتجاه ما يوفره الخارج الى بواطن الأشياء الداخلية أي هنا تطابق الدال الخارجي مع المدلول الداخلي وهو النبض ...
(
جئتك بالعذابات استوطنت ليلي /فعلمت دمعي الرحيل / لن يشيخ الهوى/فلهاث الشوق بلهفي هواك /أجمع الحنين كي لا يتشظى الجنون بناظريك /فالبحر من فرط /المخاض بقلبي نداك /كم اعتصمنا بأضلاعنا خوف الذبيحة /وعبرنا البحر بالصدى والرياحين/شاردة أنا بعطر المساء /أراقص العزف بعينيك /ليبعثرني المدى في الهوى شوقا اليك ) هنا الشاعرة تثبت الأحياء الخارجي لكي يتطابق مع ما يؤشر التطابق مع أتساع الذات الداخلية التي تسعى الى الوصول ما يتطابق معها في البحث عن حاجاتها الروحية , وهنا يأتي لغة المرايا التي تعكس التناظر ما بين الخارجي والداخلي حيث استندت الشاعرة في نصها الى البحث عن ما يتطابق مع نزع ما تعيشه من الداخلي وفق البحث عن الصدى المقارب الى تكوين الوعي اتجاه من تنتمي إليه ( جئتك بالعذابات استوطنت ليلي /فعلمت دمعي الرحيل / لن يشيخ الهوى/فلهاث الشوق بلهفي هواك ) هنا تريد أن تعبر المشاعر التي استوطنتها من الداخلي فوجدت ما تبحث عنه , فألقت الى كل هذه المعاناة بثقلها على من أيقنت أنه يمثل كل هذه التبعية الى هواجسها النفسية المتعمقة والمبعثرة في روحها لتجد الخلاص لها بعد مسيرتها الطويلة المتغربة داخلها وهي هنا تسعة لتجميعها وفق الإشارة الخارجية لتعيد صياغتها وفق تطابق الرمز الخارجي مع امتداد أشيائها الداخلية , فقد حدث انفراج في أزمتها الداخلية وفق العطاء الخارجي والذي وجدت ما يتطابق مع مكنونها والأشياء التي ترمز إليها ( أجمع الحنين كي لا يتشظى الجنون بناظريك /فالبحر من فرط /المخاض بقلبي نداك /كم اعتصمنا بأضلاعنا خوف الذبيحة /وعبرنا البحر بالصدى والرياحين/شاردة أنا بعطر المساء /أراقص العزف بعينيك /ليبعثرني المدى في الهوى شوقا اليك ) فقد جمعت كل محسوساتها المتشظية الداخلية لتلقيها من مخاض القلب أي هنا أستقر المخاض فأنتج الرمز الذي أصبح المهيمن على وجودها النفسي والإدراكي في التصور الذي تريد أن يتقارب مع كل هذا الوجود في تشخيص عالمها الداخلي المركب من كل مخاضات البحث والذي الذي شكل لها أزمة كبيرة وطويلة في معاناتها المنقطعة داخل الذات دون وجود الحل لها في التطابق مع الخارج مع هذه المعاناة وجاء الاعتصام هنا كانفراج لكل هذه المعاناة (المخاض بقلبي نداك /كم اعتصمنا بأضلاعنا خوف الذبيحة /وعبرنا البحر بالصدى والرياحين/شاردة أنا بعطر المساء /أراقص العزف بعينيك /ليبعثرني المدى في الهوى شوقا اليك ) فتحولت المعاناة المتجذرة في الذات الى معاناة في الشوق ولكنه لا يشكل أزمة بقدر ما يشكل لها حياة جديدة تجد نفسها فيها وداخلها أي هنا تحول في الأزمة من أزمة ترتقي الى مستوى المعاناة الى أزمة أن اعتبرناها أزمة الى مستوى الحياة التي كانت تنشدها أو تبحث عنها , وبهذا أصبحت ما تشعر به وتحسه هو انتقال كلي الى ما تريد أن تعيشه , فقد انعكست الأزمة من أزمة تبعثر ومخاض الى محسوس يعطيها الدفق الحقيقي في الحياة وهذا هي القدرة البلاغية التي أن تجد التحول في قدرة اللغة على التطابق مع تغير مسار المشاعر الإدراكية الباطنية المعرفية الى التطابق أو التقارب منها كليا لكي تلغي المسافة الحاصلة في فجوة القدرة على التعبير ما بداخلها مع المحسوس الخارجي والذي يتطابق كليا مع رموزها في التصور الذهني الإدراكي الباطني في خلق الرمز الصوري المقارب إليها.. 



هي فنانة تشكيلية تسافر على متن صهوة ريشتها كفارسة من الزمن الجميل إلى ما وراء الإبداع لكي ترسم لوحات تفيض بكل ما هو رائع.من مؤلفاتها :
-
ديوان (رسائل مكنون الوشم)، وديوان (لعينيك يصمت المدى). ولها العديد من الأبحاث التربوية والأدبية ،  منها: - السياب حياته وشعره،- المسرح الشعري بين التأسيس والتجنيس مشترك...نعيمة زايد فاعلة جمعوية بامتياز فهي :
رئيسة جمعية الأفق التربوي التي تهتم بالإبداع المغربي، العربي والعالمي،
أمينة فيدرالية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ،
عضو بجمعية المدرسة وصناعة السلام الدولية، 
المنظمة عضو المغربية لحقوق الإنسان.
و لها مشاركات في مختلف المهرجانات المحلية  والعربية والدولية. وقد حازت لوحتها (الغجرية) بالمركز الأول عن مهرجان تولوز بفرنسا.
وهناك الكثير في فضاءات عالمها الذي لا يمكن أن يحدّه إطار في مساحاتنا الورقية المحدودة ، ولكننا نحاول الاقتراب من هذا العالم الجميل واسع الأفق والرؤية.






_إذا كان للشعر مقاماته وتجلياته كتابة وسلوكا، فإن الفن التشكيلي لا يقل عنه تجذرا في الروح ،وامتهانه إنما هو تعبير باللون يعكس الآراء والصور، يستشرف عوالم مستقبلية بما فيها الناقص والكامل والسريالي المتشظي ،مما يعكس تلوينات طبيعة الإنسان ومدى مقاربته لتجليات الكون بكل تحولاتها وتعقيداتها ومدى رغبة الروح في الانعتاق من القيود التي تفرض عليها، أو ما تفرضه هذه الروح على نفسها انطلاقا من رغباتها وانتماءاتها وتحولاتها نتيجة العوامل الضاغطة او المفرجة عنها ......وبالتالي، فنزوعي للتعبير باللون إنما للاستجابة لذاكرة اليد والذاكرة البصرية أساسا، فالألوان تعكس نفسية المبدع والفنان ،إنطلاقا  مما يجنح إليه وما يختاره من ثيمات اللون.. انتماء اللون هوية يكتمل به المبدع ضمن ذاته ومحيطه .... 
ولن تكتفي باللون بل راحت لأبعد من ذلك حيث الآت الموسيقية فقد عزفت على آالة الكمان وكذلك القانون وربما هناك الآت اخرى لم نكتشفها بعد



تلك هي الشاعرة الفنانة الانسانة نعيمه زايد



اعداد - اياد البلداوي

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد