رابط صفحتنا الرسيمية

» »Unlabelled » حصيف الكلمة سعدي عبد الكريم \ اعداد اياد البلداوي


اجتمعت فيه صفات كثيرة.... لا يمكن حصرها بأية عبارة ..أو جملة تنوي أن تصفه بها لأنه يفوق ذلك الوصفحين تقول إنساناً...او صاحب خلق كريم... وفيّ لأصدقائه... مسرحي....ناقد....شاعر....صحفي.... ... رجل اجتمعت فيه كل الصفات... ارجوكم لست مبالغاً لأني عرفته منذ زمن طويل...عاصرنا فيه عالم آخر...غير هذا العالم... نحتنا بكل ما اوتينا من اصرار في جدران صخرية كي نقول نحن هنا .... لكننا كنا فرحين بأي إنجاز نحققه مهما كان بسبطا ...لأننا نثق بأنفسنا..... وحين اطلقت عليه عبارة ( حصيف الكلمة ) لم تكن عبثا ...لأنه
يعلم كيف يصوغ الحرف ويصنع لوحته التشكيلية من مجموعة كلمات ليمنحنا لوحة تبقى تلازمنا حيث نكون
إنه الاديب المسرحي الشاعر الناقد ( سعدي عبد الكريم)





* سعدي عبد الكريم / ناقد وشاعر وسينارست
* مواليد عام / 1955 / بغداد / العراق.
* دبلوم مسرح / معهد الفنون الجميلة.
* دبلوم اللغة العربية / معهد المعلمين العالي.
* بكالوريوس فنون / قسم الفنية / كلية التربية / الجامعة المستنصرية.
* ماجستير عالٍ (معادل دكتوراه) في النقد / المعهد العالي للمسرح.
* عضو اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين.
* عضو اتحاد الأدباء العالمي.
* عضو نقابة الفنانين العراقيين.
* عضو الاتحاد العام للإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين.
* عضو الأمانة العامة / اتحاد الصحفيين العراقيين
* عضو اتحاد المسرحيين العراقيين.
* عضو رابطة الفنانين والإعلاميين العراقيين.
* عضو اتحاد الصحفيين الأكراد.
* عضو رابطة النقاد العراقيين.
* عضو رابطة النقاد العالميين.
* رئيس اللجنة الاستشارية الأدبية والثقافية في مؤسسة معارج الفكر–ألمانيا/برلين
* رئيس اللجنة الاستشارية في مؤسسة شبكة أنباء العراق.
* المستشار الثقافي في منظمة الكلمة الرائدة الإنسانية للثقافة/ (USE).
* مؤسس ومستشار ثقافي في مؤسسة النور للثقافة والإعلام – في (السويد)
* عضو استشاري في مؤسسة الثقافي ثقافي في (لندن).
* عضو (شرف) في اتحاد الأدباء العالميين.
* مستشار ثقافي في – مؤسسة الشبكة للثقافة والإعلام-العراق.
* مستشار ثقافي في جريدة المستشار العراقية، وسكرتير تحريرها.
* مستشار ثقافي في مؤسسة عيون / العراق.
* مستشار ثقافي في منتدى الشعر العربي.
* عمل في العديد من الصحف العراقية، والعربية، والعالمية.
* عمل في العديد من القنوات الفضائية العراقية.
* أدار العديد من الحوريات الأدبية، والفنية، والثقافية في المحافل المعرفية.
* شارك في العديد من المهرجانات الفنية والأدبية داخل وخارج العراق.
* نشر العديد من الدراسات والبحوث النقدية المتخصصة في فن المسرح وفي
جلّ المخاصب الأدبية، والثقافية، والمعرفية في المهرجانات والمطبوعات
العراقية ، والعربية ، والعالمية.
* شارك في تقديم العديد من الدراسات والبحوث النقدية في المهرجانات والندوات
الفنية، والفكرية، والإعلامية، والأدبية.
* كتب العديد من مقدمات الكتب النقدية والأدبية والدواوين الشعرية والمجاميع القصصية.
* عضو لجان التحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية والأدبية العراقية والعربية.
* عضو لجنة تحكيم النصوص الأدبية في شبكة أنباء العراق والمتحدث الرسمي لها.
* عضو لجنة تحكيم النصوص المسرحية والشعرية في مؤسسة النور – السويد –.
* عضو مؤسس في مهرجان المسرح الحسيني العالمي والناقد على العروض المسرحية.
* كتب العديد من الأعمدة والمقالات الأدبية والثقافية والقصص والقصائد في
العديد من المطبوعات العراقية والعربية والعالمية.
* كُــُرِّمَ من قبل العديد من المؤسسات الحكومية والمنظمات المدنية في العراق وخارجه
* أقيمت له العديد من الاصبوحات والأمسيات النقدية، والأدبية، والشعرية، والفنية، والإعلامية
للتحدث عن مسيرته الإبداعية الفنية، والأدبية، والثقافية.
* حصد العديد من الجوائز العراقية والعربية والعالمية عن منتجه الأدبي والنقدي.
* حصل على الجائزة الاولى عن مسرحية (اللافتة) كأفضل نص مسرحي في مهرجان مسرح
الشباب الأول عام 1974 العراق .
* حصل على الجائزة الأولى عن مسرحية (التحليق في البعد الآخر) في مهرجان مؤسسة
النور للثقافة والآداب والفنون في – السويد –
* حصل على درع الإبداع العالمي / عن مجمل دراساته النقدية من مؤسسة الإبداع العربي.
* حصل على وسام الإبداع للآداب عن ديوانه (التسلل الى الجنة) من ملتقى الآداب.
* حصل على وسام العالي الثقافة والإعلام / من مؤسسة المستشار.
* حصل على الجائزة العالمية الأولى عن مسرحية (لو ترك القطا لنام) في المسابقة العالمية
للنص المسرحي الحسيني / كربلاء المقدسة.
* حصل على الجائزة العالمية الأولى عن مسرحية (ذاكرة الأسى) في المسابقة العالمية
للمؤسسة الأدبية العالمية في أمريكا ودول المهجر.
* حصل على الجائزة العالمية لأولى عن مسرحية (بعد الزوال .. بتوقيت الشهادة) في
المسابقة العالمية لمسرح الطفل / عن مؤسسة رعاية الأطفال/ كربلاء المقدسة.
* حصل على الجائزة الأولى عن كتابه النقدي (دراسات نقدية.. في المسرح الشعر، والقصة)
من الدار العربية للآداب والثقافة.
* حصل على درع الإعلام والصحافة / عن دراساته النقدية في مجال الميديا.
* كتب العديد من المسلسلات التلفزيونية أهمها المسلسل التلفزيوني (أرق الرشيد) إنتاج
شركة الخليج ، ومسلسل (عجلان .. في مدينة الغرائب) إنتاج شركة النمور ، ومسلسل
(غربة وطن) إخراج جلال كامل إنتاج قناة العراقية الفضائية عام 2011.
* صدرت له العديد من الكتب التخصصية في النقد الأدبي، أهمها كتاب (دراسات نقدية .. في
المسرح .. والشعر .. والقصة) وكتاب (أيقونات مسرحية عراقية) عن دار جان للنشر،
وكتاب (في مذاهب النقد) وكتاب (السيميائية في كتابة النص المسرح).
* صدرت له العديد من دواوين الشعر، أهمها ديوان (التسلل الى الجنة)
وديوان (وطن من ورق) وديوان ( الحب .. يأتي متأخراً) وديوان (الإفاقة المتأخرة).
* صدرت له مسرحيات مطبوعة عديدة أهمها مسرحية (مسرحيات بلون الدم) ومسرحية
(التحليق في البعد الآخر) ومسرحية (لو ترك القطا لنام) ومسرحية (ذاكرة الاسى).
* له تحت الطبع العديد من الكتب النقدية والأدبية، والدواوين الشعرية، والمجاميع القصصية،
وروايتين طويلتيّن عن (الحب .. والحرب).
* انتهى من من كتابة مسلسل تلفزيوني الموسوم (أزمنة الضوء).
* يعكف على انجاز كتابة المسلسل التلفزيوني الموسوم (ذاكرة الخريف).
* يعكف على إتمام مشاريع تقديم العديد من الكتب والدواوين والمجموعات القصصية.



الحنين لسنين مضت ... هل هو استذكار لأيام عدنا نتحسر عليها؟ أم ذكريات
حفرت في جسد الزمن تؤكد حقيقة ما زالت تلازم مسيرة ثقافية واسعة بكل
معانيها.... لا أدرك ذلك ربما لكل منّا أفكار ربما تختلف عن الآخر حتى وإن 
كان زميلا له .... لكني أثق ولو قليلا أننا نلتقي عند ذكريات نطلق عليها...
الكثير من الحسرات
حينما كنت ُصغيرا ً
ووديعا ً .. وجميلا ً 
حلمت ُ بأني 
سأقطف ُ وردة ً
من بيت ِ الجيران ِ
وحين كبرت ُ
صارت الوردة ُ داريّ
والميسم ُ جرحيّ
ومذ ذاك اليوم ِعشنا سوية ً
أنا ووردة بيت ِ الجيران ِ
في حجرة ٍ صغيرة ٍ منسية ٍ
في جانب ِ( الكرخ ِ ) من بغداد ْ
نتقاسم ُفيها ما تقضمه ُالفئران ْ !!!

سعدي عبد الكريم المسرحي ، الفنان ، وكما ورد في سيرته الذاتيه كان قد
كتب نصوصا عديدة للمسرح كما كتب نقدا لعدد من الاعمال المسرحية و
المسلسلات 


الجماليات التكوينية
بين وظيفة الكتابة .. وتقنية الإخراج في المسرح العراقي
* دراسة نقدية *
تُعدُ الجماليات التكوينية من أهم المعايير الأسلوبية في إنضاج ذلك التوائم المؤسساتي الفني بين (وظيفة الكتابة) و(تقنية الإخراج) لأنهما بالتبعية الاشتغالية الجمالية محاولة لتنشيط فاعلية المنظومة الخاضعة لفهمٍ ودرايةٍ علميةٍ فنيةٍ تنظيريةٍ موكلةٍ لمهام ِ ( فن المسرح ) الذي هو بالأساس مهمة تنفيذية، ومساهمة في ( تنفيذ الإنجاز) ( to carry out achieve) الجمالي داخل معمارية الصورة الفنية المرئية التي لا تنجز بمجرد توازن كامل او شبه كامل بين مختلف عناصر المشاهدة المتمثلة بالنص ابتداءً ، والتحليل والتفسير ثانيا ، وانتهاءً بالممثل والسينوغرافيا، واللعب بجلّ الأشكال المتاحة لإحالة العرض المسرحي الى فرجة جمالية محتملة التأويل ، وإنما هناك العديد من الضرورات في اعتقادنا عليها ان ترافق هذه الملاذات الفنية والتقنية لخدمة العرض ، فتماسك الدلالات السيميائية الخالصة في وظيفة الكتابة للمسرح لها فاعليتها الغير محدودة بنقل حيثيات الخلفية الإدراكية الحسية الاستاتيكية وجيناتها المتصورة الذهنية الخفية (الماورائية) للشكل الانتهائي للنتاج الصوري المرئي المُجسد ، والنحت اللغوي المنجدي ، او الشعري داخل النص المسرحي ، بل على الكاتب ان يكابد في تصويرها ، ومن ثم اجراء الفحص المتأني لعملية توصيلها بشكل متقن وفني راقي الى منصة التفسير المتسيدة لـ( المخرج ) وبذا تكون عملية تنفيذ الانجاز أو عملية الانجاز المسرحي ، وبالمعنى الأعم الخصب تتلخص هذه الملاحظة في مدى تأسيسها الفاعل في روح المُنتج ، او المنجز المتكامل العرضي وهي عملية فلسفية متقدمة على عملية الإبداع النصي التدويني ، اي وبإيجاز ثانٍ ، أنها منتج متطور لجل المناخات الإبداعية والفنية والتقنية المرتبطة باجتهادات تنظيرية ناهضة داخل الحاضن للمنتج التفسيري الجمالي الطرائزي بقواعده وثوابته وشرائطه ، بل وحتى في المتغيرات الطارئة الرئيوية المحلقة في ملكوت التفسير في ( فن الإخراج ) وتحديدا في السنوات العشرين المنصرمة ، فقد تجاوزت هذه العناصر والمهام وظيفة الكتابة للمسـرح العراقي ( النص ) بالكثير من المراحل ، بحيث ظل الثاني يراوح في مكانه النمطي الآمن ، الذي يدور في فلك معتقدات وقرائن المخرج التنظيرية الأسلوبية ، وإخضاع مسودة النص ربما بعد التعديلات التي يراها ملائمة الى متصوره الذي يكتب ملامحه من خلال ( سيناريو) آخر مغاير للنص ، ليتجاوز من خلالها جملة من الهفوات والخلط الاسلوبي والمدارسي التي يتعرض لها كاتب النص في مراحله الابتدائية ، ليصار الى تجاوز المرحلة الاولى التي هي اصلا مرحلة ناهضة من مراحل الانجاز او التنفيذ المسرحي ، وهذا يدل على ان جسد الكتابة المسرحية قد ترهل بتطور مكتنزات الإخراج المسرحي ، واخذ الثاني على عاتقه اضافة جهود استثنائية في تحميل معاني محاذية للنص من اجل التخلص من ثقل عدم التوازن الحاصل بين النص كمشروع ابتدائي محكوم بنتاج الاستقراء لإحالته الى مرحلة التصور والتفسير والتحليل او التأويل وإخضاعه لجملة من التدابير (الالغائية) في المشاهد و (الدايلوكات) ، ليحال الى كينونة ذات روح ثانية فاعلة بالجسد العرضي بالأجمال ، غير التي دون معالمها الكاتب الأصيل . 
ومن منطوق هذا الفهم أشار المخرج ( روجي بلانشون ) ( R. PLANCHON ) الى التميز بين ما يسميه بـ( الكتابة الدرامية ) و ( الكتابة الإخراجية ) وعلو كعب المرحلة الثانية، على الأولى لذا أكد ( بلانشون ) على لجوء المخرجين إلى المدونــات الكلاسيكيــة كمسرحيات ( شكسيبر ) التي تنطـوي على نقـلات مسرحيـة متنوعة وثريـة .
وهذا الفهم يقودنا وعلى ضوء رؤيتنا النقدية .. الى اعتبار المرحلة الثانية ( الكتابة الإخراجية ) قد تطورت بشكل ملحوظ وناشط ، وهذا الامتياز التنظيري متأتي من حقيقية تطور الذهن الإخراجي العراقي ، لمواكبته للمنتج الخارجي ، والاستلهام منه ، وقبلها هو مُكون خزيني قرائي متراكم ، قد خلق لديه ذلك الوازع في التجديد ، كشرطية من شرائط مواكبته لذلك التطور التقني، والفني الحاصل على مستوى الصورة المسرحية بمختلف خصائصها المرئية في العالم ، بينما وكما اشرنـا ظلت المرحلة الاولى ( الكتابة الدرامية ) متأخرة ومنغلقة على ذواتها الثيمية والتناولية النمطية الاجتماعية والتراثية والأسطورية المتكررة ، ولوحظ تعثرها في إيجاد وصلة تلاحم بينها وبين هذا التطور الهائل في المحور المقابل ، في تاسيس العرض المسرحي عبر مناخات الحداثة والتجديد الدائم في أدواته التقنية ، والفنية والأسلوبية المهارية الفائقة .
وهذا بالتالي سيفضي بنا الى استنتاج مفاده ، أن الأزمة الحقيقية التي يعيشها المسرح العراقي هي عدم توافر النصوص المسرحية الجديدة التي تستطيع مواكبة هذه الطفرات الشكلية الهائلة الفنية والتقنية داخل رحم مناخات فن الاخراج المسرحي ، وأشكاله ومحتضناته العصرية المتطورة ، مما اضطر العديد من المخرجين الكبار في المسرح العراقي ، الى اللجوء في التعرض الى نصوص مسرحية عالمية ، او أعداد ثيمات ذات النصوص وإخضاعها لمتطلبات منجزهم العرضي الجمالي الذي يواكب مراحل تجاربهم الأكاديمية التنظيرية والفكرية ، في محاولة منهم لعدم الانكماش والانزواء والبقاء تحت رحمة النص المحلي الضعيف .
غير إننا ووفق رأينا النقدي .. لا نغفل بان هناك العديد من النصوص العراقية الجادة الحداثوية الرصينة ذات العمق التناولي المجدد ، والفسحة الجمالية الراقية ، وثيم متقدمة محبوكة بإجادة ، تحتضن بداخلها عناصر التأسيس التدويني الناجع ، والمكتوبة بلغة ناهضة ذات قيمة عالية تكتنف في فحواها الدلالات السيميائية العلاماتية الاشاراتية المبشرة بنتاج نصي منصهر في بوتقة هذا القفز الجمالي المتوالي ، والمتجدد في طرح وتناول الأفكار التي من شأنها الربط بين التحريض على التغيير وفق منظومة اللحاق بركب المتغير المجتمعي، والبيئي، والفكري، والسياسي، والإعلامي الذي غزى العالم برمته ، ليحوله الى قرية معرفية صغيرة ، من الممكن معها التواصل المعرفي والتلاقح بأفكار ومهمات الحداثة وما بعدها ، وهذه النصوص قد اعتمد عليها العديد من المخرجين العراقيين وأخضعوها لرؤاهم التفسيرية وملكاتهم التأويلية ، وخصائصهم المذاهبية، والأسلوبية وكانت حقاً محاولات ناجحة ومبهرة ، ولكنها لا تعتبر قاعدة عامة، وبخاصة بعد ظاهرة اختفاء العديد من الأسماء الكبيرة من كتاب الدراما المسرحية العراقيين أو هجرتهم ، أو فشلهم في مواكبة المتغير الحيّ في الجسد المجتمعي العراقي ، وبقوّا حائرين بين رغباتهم الشخصية ، ومواقفهم الذاتية، ونزعاتهم صوب الانفلات من قبضة ملاذاتهم الفائتة ، وبين اندماجهم في ملاحق التحرر والانعتاق الجديد ، ويبدو أن جملة هذه الأسباب قد عمقت هذه الهوّة التي بقت جاثمة داخل جسد العرض المسرحي العراقي لفترة ليست بالقصيرة .
ومن هنا يبزر التساؤل الحي في الذاكرة المسرحية العراقية الناشطة ، هل من الممكن خلق جيل أنموذجي حي من كتاب الدراما المسرحية العراقيين ؟! وفسح المجال أمام الصناع المُجدين من الشباب الجدّد ، لخلق نصاً مسرحياً عراقياً حداثوياً ، واحتراف مهنة الكتابة المسرحية هذا بالطبع متأتي من خلال فسح المجال أمام من لهم ملكات فنية مهارية عالية في صياغة نص مسرحي عراقي جديد ، أم علينا الإبقاء على مناخ ذات النصوص القديمة محاولين تقديمها بأطر ومعالجات مختلفة كلما سنحت للمخرج فسحة المحاولة لمثل هكذا تجارب معملية .
علينا إذن .. ووفق هذا النسق من التعامل الأكاديمي الصرف ، إيجاد، أو خلق، أو صناعة نص مسرحي عراقي جديد ، يتلاءم مع المستجدات التقنية والفنية الإخراجية الحداثوية المعاصرة .
ومن الملفت للنظر ان يحوز ذلك الاختزال والقصدية في التعامل مع معمارية الاتكاء على ذلك الكم القليل الحاضر في الساحة المسرحية من الكتاب المبدعين ، ويبدو ازاء هذا التساؤل ان ليس هناك فكاك البتة في التخلص من براثن سلطة النص المدون العالمي وإسقاط ثيمته لرؤيتنا الإخراجية المتكررة ، ودون التحيز لفرضية تقدم آليات تقنية الإخراج على مستوى وظيفية الكتابة في المسرح العراقي ، والتي تفرض علينا ببساطة ، تمتين اواصر العلاقة الجدلية بين ( الكتابتين ) وظيفة الكتابة وسلطة تقنية الإخراج المسرحي ، لأنها علاقة ذات جذور تاريخية عميقة ضربت ملامحها في أرضية المسرح العراقي منذ خمسين عاما ، وتجذرت بفعالية عالية ، وأثمرت العديد من الأعمال التي يشار لها بالبنان العملي والعلمي بأنها أحدثت انفجارا تكوينا رائعا في العديد من المناسبات العرضية ، على مسارح بغداد والمسارح العربية ، بل وحتى على المستوى العالمي أيضا ، فحازت على إعجاب الأكاديميين في محافل ومهرجانات عديدة ، وكانت لها اليد العليا في تأسيس ملامح وأشكال، وصور، ومناهج المسرح العربي الحديث .
وعند الامتثال لفرضية تسيد المخرج باعتباره الوسيط بين النص والمتلقي لإحداث امثل صور الاستجابة الحقيقية لفرجة العرض المسرحي ، من الممكن ان نستنتج من خلال هذه الوظيفية الفنية – التقنية الجمالية بان هناك جملة من الاغراءات التي من الحتمية أن ينصاع لها المخرج المسرحي اذا ما توافر النص الذي يحتم عليه القبول بفرضية وجود النص المحكم ، وعدم تجاوزه باي حال من الاحوال باعتباره نتاج إبداعي محض وذو نفس ينبض بالحياة من خلال كاتبه الاصيل أي (وظيفة الكتابة) وهذا راجع بطبيعة المنجز التدويني الى عامل المتانة الثيمية وطريقة التناول وطرح الموضوعة ورصانة لغتها وتثبيت الصورة المرئية المُتخلية عبر حدود النص باعتباره ابتكاراً معرفياً، وفكرياً كاملاً، وقائماً بذاته، ويحوز على المفاتن التي تخوله الى عدم ولوجه الى دائرة الاهمال ، والقفز علية بحجة الحصول على فرجة امثل ، وهذا ينسحب على (الممثل) و (السينوغرافي) وكافة المشتغلين بصنعة الفرجة المسرحية بالرمة ، في التعامل مع النص المحلي باعتباره جسد أدبي محكوم بضوابط لا يمكن الانفصال عن مكامنها الأصيلة .
ومن هنا .. علينا التأكيد على ان المناخين الإبداعيين، والتكوينيّن الفنيين (وظيفة الكتابة) و (تقنية الإخراج) هما عنصرين مُهمّين في تسهيل عملية التلقي للعرض المسرحي ، وهما بالتالي متساويان في صنع الفرجة ، ومنصهران في بوتقة التطور الحقيقي للنشاط النقدي الذي يعتبر العنصر الجمالي التأويلي الذي يقف وسط هاتين الوظيفتين ، ليخلص الى المقاربة ما بين النص كمنتج ادبي ، وظيفته تقديم وجبة فكرية معرفية مهمة لذهن الاستقراء ، وبين المخرج باعتباره المتسيد والمسؤول على عملية التفسير والتحليل ، والوصول بالنص الى مناحي الجمال الحسيّة ، ومن ثم إحالته لصورة مرئية تأخذ على عاتقها التصوير الحصري لما يدونه الكاتب المسرحي العراقي من إرهاصات، وملاذات، وخلجات، ودلالات رمزية الى واقع سحري ملموس ، لتحصل تلك الدهشة ومن ثم الصدمة وبالتالي إحالتهما الى نبض تغييري ذاتي، وجمعي ، في الجسد المعاش وفق منظومة الفرجة الجمالية الرصينة المثلى .
إن المسرح العراقي ما يزال بخير، ما دائم يتنفس تحت شجرته الوارفة الظلال، في حضور جملة من المعايير، والضوابط، والأحكام، يأتي على رأسها، كاتب يمتلك نواصي مهاراته التدوينية العالية ، ومخرج مُفسر فذ ، تكتنفه تلك الرؤى الغنية التأويلية ، ليحلقا معاً صوب مناخات الجماليات التكوينية بين وظيفة الكتابة، وتقنية الإخراج في أجواء بيئية عراقية راقية، لانتعاش المسرح العراقي، كنتاج عرضي مبهر، وفرجة مسرحية جمالية ، تتسمُ بعبقٍ عراقيّ جديدٍ أخـاذ .

كتب نقدا لقصيدة الدكتور الاديب سعد ياسين يوسف وكانت جريدة الزمان قد
نشرته حول قصيدة شجرة الابتسامة ... تناولها بشكل تحليلي علمي مدروس
نتناول بعضا منه 
 وحينما ندلف لعوالم قصيدة النثر الحداثوية، علينا أن نتحصن بقدر كبير من الرؤية الاستقرائية المتفاعلة مع فحوى النص، وامتلاك تلك النظرة التحليلية الأكاديمية المثمرة في الوقوف على تداولاته القصدية، وبالتالي الاستعانة بمهارة نقدية عالية، لإحالة النص لمنطقة التأويل، لفك طلاسمه، وكشف معطياته وخصائصه الفنية الداخلية، والخارجية، ومديات سرية تشفيراته الدلالية .
ومن اجل الإفاضة في دراستنا النقدية .. والبحث عن جمالية الاشتغال في توظيف الأسطورة لقصيدة النثر الحديثة، والشروع بولوجنا لتلك العوالم الشعرية التي استطاعت بمهارة فائقة، وجمالية أخاذة، في توظيف سمات ودلالات الأسطورة في نصها الشعري، عبر ملاحق اللّغة الرصينة المتوائمة مع الخيال الباهر، والمعايير الفنية الخالصة، والموسيقى الداخلية المرهفة، والإيقاع السحري، لتأثيث بنيتها الشعرية، والتي يمكن لنا معها الإحاطة بخصائصها المؤسسة للنص الشعري. ومن اجل إيجاد الأنموذج النوعي، والعينية الفاخرة، التي تصطبغ بتلك البنية، والخصائص، والمعايير، لإخضاعها لتلك الرؤية النقدية، علينا البحث عن ذلك الأنموذج المميز الذي يحمل جملة من تلك المعطيات، وحينما وقعت بين أيدينا .. قصيدة ( شجرة الابتسامة ) للشاعر العراقي ( سعد ياسين يوسف ) أوقعتنا في شركها الاستقبالي من أول وهلة، أبان ابتدائية الشروع بقراءتها، لأنها تتمتع بذلك الكم الهائل من الانشطارات المتوالدة من رحم الأسطورة، وموغلة بذلك التوأم الرصين، بين استثمار (ثيمة) الأسطورة، والاشتغال على لغة النص الحداثوية، بجملها اللّفظية المهيبة، ولغتها الشعرية العالية، وذلك الحس المتموسق مع جسد النص، وجرسية الموسيقى الداخلية، وايقاعها المتخم بالاتزان، وذلك الملمح الاشتغالي الجمالي المهيب، بكونها قصيدة متشحة بدفء ناشئ من حواضن تتشح بأحلام قديمة، أنها أيقونة شعرية باهرة، تسحب إليها دائرة التلقي، بوشاية مثمرة، من نواصي الشعر السحرية الفاتنة الفخمة، وتوظيف السمات الأسطورية بوعيّ استثماري أنيق، ومن اجل البدء باختيار مقاطع من القصيدة، وتبان لغتها الشعرية، واستكشاف محافلها الدلالية، ومكامنها الصورية، والتي يمكن لنا الإفادة المثلى منها، لإخضاعها لتلك الرؤية النقدية، اخترنا ان نبدأ بالمشهد الاستهلالي للقصيدة .. الذي يقول (الشاعر) فيه :-
تلكَ التي أشرقتْ
ذات َمساءٍ ملوحةً
بغصنِها المبللِ
عابرةً آلافَ المدنِ ،
فناراتِها .. لتُشرِقَ
من كوة ِشناشيلِ المدينة ِالقديمة

 يستهل الشاعر قصيدته ( شجرة الابتسامة ) بمقطع يُنبئنا بأنه يدلف الى صومعته الشعرية الرصينة، لينحت منها صورة أشراقة شجرته ( عشتار ) التي لوحت بغصنها ( اللوتوزيّ ) المبلل وهي تعبر آلاف المدن، لتشرق من كوة شناشينل المدينة القديمة، ويقودنا هذا المقطع الى القول، بان الشاعر يحاكي مدينته التي تحتفي بإشراقتها الزاهرة، رغم ان إشراقتها تلك تجيء من كوة (شناشيل) مدينته القديمة، التي هي مدار فحوى قصيدته وثيمتها الأصيلة، ويبقى الشاعر خلف كواليس نصه، ليراقب بحذر موشوم باليقظة الشعرية، ليشاهد عن كثب ذلك التحليق لغصن (عشتار) وربما بزهرة اللوتس وهي تلوح به ذات مساء عابرة للمدن  لتشرق فناراتها من تلك الكوة التي تنبجس من خلال شناشيل المدينة القديمة، التي يعدها الشاعر أيضاً، مدينته الحاضرة في ذاكرته الآنية .
انه يستحضر في مقطعه الاستهلالي آفاق انثيالاته المتقدة بتلك الشعرية العالية، واللّغة الرصينة، والمخيلة النشطة التي يوظفها بإبهار يليق بأنزياحاتها المكنونة في تشفيراته المستترة داخل النص، لقد اظهر لنا (الشاعر) قدرته في الولوج الى محافله الشعرية، ليقدم لنا تجلياته التي تمكنه من استثمار اشتغالاته الأسطورية فيما سيأتي من القصيدة من المقاطع .. وفي مقطعه الثاني يقول :-
لتباركُ شجرتَك
تدهنُها كلَّ ليلة ٍبحناءِ روحِها
علمتكَ الابتسامة
كاشفةً  أسرارَها
وهي تشرق ُفيك
قصائدَ .. موسيقى .. اغانٍ قديمةٍ
آهٍ  لتلك الأغنيات ِ
وهُـنا يدخلنا الشاعر حيث مناطق اشتغالاته اللّفظية الشعرية الرائعة، وهو يتغنى بشجرته بلغة مرهفة صادقة وعميقة، حيث يمزج بمهارة نوعية، بين اللّفظة المشرقة، وبين بياناته الشعرية، لما يريد الإفصاح به، وبالتالي فهو يخوض بعمق في خضم ذلك التوالد النبيل المتفرع من اللفظة القديمة، فهو تارة يستدعي ذاكرة الأسطورة لمباركة شجرته، ودهنها بحناء الروح، إنها موائمة، ومزاوجة باذخة في استخلاص تلك الابتسامة الشفيفة الرائعة التي علمته إياه شجرته ليكشف أسرارها، وتشرق قصائد، وموسيقى، وأغانٍ قديمة، وقد انتهى بآخر المقطع بذلك التأوه لتلك الأغنيات القديمة، التي سيدخلنا عما قليل في إيوانها، وهو يدخل محراب الأسطورة ففي المقطع الثالث يقول :-
وكما الطفلُ يتعلمُ ابجديةَ اللغة ِ
بدأتُ  …
وكلما رأيتُها ..
عمدتُ وجهي بزهورِ يديها
فتشرق فيها
في اقصى الأرض ِ
شمسٌ اخرى …
شمسُ روحها  ” إينانا “
غيرَ ان سَحابة َمطرٍ ” ميتٍ “
سرقتها ..وأمطرتها بقطرانِ
الخديعة ِ..

كتب سعدي عبد الكريم الشعر وسنتناول جزءا مما كتبه
مأساةُ .. بائع سجائرٍ متجولْ

كان يُقبلُ وجهَ الفجرِ
يصافحُ أكفَّ الرصيفِ
يداعبُ بأناملهِ المرتعشةِ
ورقَ الصفصافِ
وعناقيد العنب المتدلي من الجدرانِ
ويشمُ عبق (الشناشيلِ)
وأريج سعف النخيلِ
ينفذُ دخان سيجارتهِ
في خرابِ الأزقةِ
يرمي عقب سيجارته على الرصيفِ
يدعكهُ بنعالهِ المتهرئ
يلعنُ أزمنةَ الفقرِ
وأزمنة القهرِ
.. رباط صندوق السجائرِ
يحزُ رقبتهِ
يمسحُ دمه الممزوج بعرق التّجوالِ
بخرقةٍ باليةٍ
كان يحتفظُ بها من أيامِ الحربِ
وأيام الحبِ
يجوّبُ دروبَ المدينةِ
بحثاً عن قوتِ يومهِ
.. تذكرَ كيف أن حرسَ الجامعةِ
اقتادوهُ لغرفةِ التحقيقِ
بعدها ...!
احتجزوهُ في زنزانةٍ معتمةٍ
نزعوا جلده !
ورموهُ على إسفلتِ الشارعِ
جثة خاوية
جثة هامدة
.. كان يحلمُ
بلا حلمٍ !
لأنه، كان يعرف بأن الأحلام
تتعبُ ذاكرة الفقراءِ
والشعراءِ،
ولا تستيقظُ على أصوات البلابلِ
.. أتعبهُ التجوال
مدَّ جسدهُ النحيل على الرصيفِ
اخترقتهُ رياح هوجاءْ
آتية من قدمِ البداوةِ
والتصحرِ،
لامسَ بيدهِ المرتعشةِ
جسده النحيل الذي اخترقته الشظايا
اختلسَ نظرة لرأسهِ
المرمي على إسفلت الشارعِ
وأشلاءه المتناثرةِ
على حدودِ الرصيفِ
وانتشى بإغماءتهِ الأخيرةْ !

انتظار
كعاشقٍ !......
ينتظرُ اللقاءَ
في هوسِ الضجيجِ
واشتعالِ الزحامِ
يحدقُ بأشكالِ المارةِ المتعبةِ
والوجوهِ الشاحبةِ
من الفقرِ،
والضيّم،ِ
والهّمِ،
ودموعِ الأطفالِ
ونحيبِ الثكالى
وظهورِ المكلومين المحنيةِ
وأغصان الزهور المكسورةِ
ودخان يتصاعدُ
من عبوةٍ ناسفةْ !


أن .. وكان

أحبَّ أن 
الحرف المشبه بالفعل ِ
الفعل الناقص كان
حد الموت ِ !
تسلل لمخدعها ليلا ً
كانت كان
تتسامر مع أخواتها
بعد طول ِ انتظار ٍ
غضب َ ان
فنصب الكل
وأدخل كان الى مخدعه
وبعد مخاض ٍ !
ولدت كان
فتاة مثل القمر ِ
أسمتها ضمة !










ما قدمته لكم ايها الاعزاء جزء يسير اليسير من الكثير الكثير لهذا الاديب
الفنان الناقد المتألق ..استميحه العذر ...لنا لقاءات اخرى 

اعداد - اياد البلداوي

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد