رابط صفحتنا الرسيمية

» »Unlabelled » عراب الكلمة فائز الحداد\ اعداد اياد البلداوي

الشاعر...عرّاب الكلمة...مزخرف الحرف... صاحب الأنامل الذهبية ...تلك التي 
تصوغ الكلمة صياغة تخصص فيها دون غيره....يتناول الحرف وكأنه يرمي
بألوانه على لوحة تشكيلية يستكمل فيها كل معاني الروح لتلك اللوحة التي يرسمها
بعناية فائقة ليجعلها تنطق بما يريده هو وليس غيره....
إنه فائز الحداد


فائز الحداد من مواليد العراق \ الفلوجة عام 1953 ...له العديد من الاصدارات 
والدراسات ...فائز الحداد اختطت نهجا حديثا في الحياة الشعرية وكثيرا ما أعترض
على ذلك النهج العديد ممن يتعاملون مع الادب والشعر بوجه خاص إلا أنه لن يغير
ذلك من اصراره ومضى قدما حتى صدح اسمه في كل مكان واتخذ سعة واضحة
في الساحة الادبية ...كتب الشعر النثري والعمودي ...قال عنه النقاد أنه الشاعر الذي
اقتحم بحر المعاني تعبيرا عن ذاته....إنه من طراز رفيع امتلك لغة شعرية فيها الشيء الكثير من السبك المحكم والصياغة الجيدة والعمق في المعنى والمدلول



كتب عنه أحمد البياتي يقول:

في مجموعته الشعرية ( غرانيق الأمس ) امتلك صفة التميز التي تفرد بها عن غيره ألا وهي حبه المتدفق للشعر ، كما احسسته شاعراً عاش الحرف وذاب في معانيه ، فليس من السهل ان اتحدث عن الشاعر والانسان ( فائز الحداد ) بإعتباره كائناً حياً عاش ضمن بيئة خاضعة لتأثيرات الظروف واعباء الحياة القاسية .الحداد شاعر حالم متعطش الى الحرية بمفهومها الإنساني من خلال الفطرة والعاطفة والإحساس وهذا كان محفزاً له كي يبدع في قصائده ، شاعر أقتحم بحر المعاني تعبيراً عن ذاته وهو ماسجل له حضور في الساحة الشعرية ومنحه كثيراً من السمات لأنه صرخ بصوتٍ عالٍ من اعماقه تأكيداً على أن الحياة حقيقية وليست وهماً ، فالشعر عنده يمثل باقة من وردٍ وعطاءً وعبيراً فواحاً من زهور مختلفة الأشكال والألوان .في مقطع من قصيدة ( مروية لزمن المكان ) ص 37 يقول :لمن يجهلُ الحسابَ ، في جداولَ الوجوه
ويرّقنُ الرؤى في العيونِ..أتلو اعترافَ الخبزِ من منبرِ الجوعْ
فريثما أترجّلُ عن صهوةِ الساعةِ..ستسرُجُ النهاراتُ ليالى الصحارى
وأمضي في جفن ذاكرتي ..ملوّحاً بالنساء !شِعري مختبرُ المرايا ، وقدماي الزمانُ
أمنحُ العذريينَ غبارَ العذرِ ليمضوا ..فلا عذراءَ سوى الأرضْ!؟.استطاع أن يضمّن في أشعاره كثيراً من الصور والأخيلة ليكسبها روعة وجمالاً ويزيد قصائده قوة وتأثيراً، لذا جرى لسانه بالشعر فياضاً كدجلة والفرات ينسا بُ عذباً كحمائمه المحبوبة ، شعره فيه تطلّع واشتعالات الروح في جسده شكلت عنده أجواءً شعرية لكل قصيدة من قصائده في هذه المجموعة ، انه يجمع الى جزالة البيان رقة العاطفة ، كما وجدت في اكثر قصائده درراً منسقة وكأن صاحبها صائغ من أمهر الصائغين .انه شاعر يزهو به الخيال في دولة الأحلام وذلك لإمتلاكه القدرة على لملمة الرؤى في عباراته الجميلة الهادفة وكلماته العميقة ، وفي أغلب قصائده اوصلنا الشاعر الى اللحظة الصادمة المثيرة للذهول .في مقطع من قصيدة ( حين أغزل الماء !!) ص 87 يقول :أتشّهدُ بعشرةِ أثقالٍ من أحاجي الذنوبِ
أحملُها دفقاً دفقاً ، بكلِّ أصابعِ الرأي .. وأسبّحُ !؟
ولي كرةٌ برئةِ النارِ .. تدحرجُني بريحِ الزفيرِ
رئةٌ .. تغصُّ بي وجعاً , فتزفُرني كشهقةِ بركانٍ
أتشّهدُ بعشرةٍ ثقالٍ ..بأحدٍ لأحدٍ وأعترفُ :أن المرأة كالثلجِ تكثّفُ الرجلَ دماءً ..شكلت ابيات قصائده محطات ومتنفساً لإعادة الحياة من جديد الى النفوس التي بدأت تتخشب من اليأس والحرمان ، باحثاً عن البقاء المتجدد والمنبثق من رماد الحرائق المستعرة في نفسه البشرية ، شاعر شفاف نذر عمره للشعر وعالمه الرحب ، شاعر امتطى صهوة الشعر حتى ان شعره غير تقليدي ودائما مانراه يبحث عن المفردة الجميلة والكلمة الشفافة عندما ينفجر المكبوت تأخذ الذاكرة بالتجول في أروقة العقل ، هاربة من جدار الصمت معلنة عما كان مسكوتاً عنه في شتى الصور المختلفة وتبدأ الذاكرة بالتقاط صورها ، عائدة لذكريات تاريخها المنسي ومجسدة احساسها بجسد الكتابة عندما تبدأ القصائد الشعرية في تصوير الخلجات النفسية ، نرى بأن تلك الخلجات تمثل أصدق تعبير للمشاعر والأحاسيس وهي تجمع غضبها معلنة افتتاح علامات ( المكبوت ) على جسد الورقة التي تبدأ فضاءآتها الممتدة تتحسس كل شيء في هذه الحياة .في مقطع من قصيدة ( عازف الحب ) ص 102 يقول :كقلبِ الريحِ ، في تأثيثِ العاصفةِ
وكالبحرِ ، الواثقِ الغرقِ
شاكسني ، دمُها المحاورُ ..وأبلغني فرمانَها الملكيّ :بأنها الملاكُ الأوحدُ .. وسواها سرابيا !وبأنَّ لها كلَّ مغانطِ الأناثِ ..وفيروزاتِ ماتعني الحواري
وكلَّ ممالكِ النحلِ ، وإبرِ المغرياتِ !!لكنَّ سحرَ جذبِها يرهبُني بأعينِ المرايا ..فأخافُها !!اللوحة الشعرية هي بحد ذاتها ذكريات مكبوتة تلملم بعضها صارخة بايحاءآتها المنسية ، انها ذات تتكلم ، لأنها توحي بلغة مكثفة للصمت الذي يفجر المعاني المخفية بما يثير المتلقي ويحرّك لغة انفعالاته وطاقاته التعبيرية ، فها هي الصور المختلفة التي يبثها في شعره باسلوبه الجميل وبخاصة عندما قرن عمق امغزى والمعنى بقوة عالية ، كان شعره حقيقيا ومكتنزاً للصور المعبرّة الجميلة ، أما فيما يخص الإسلوب والموضوع والصورة فكانت رومانسية واضحة وهذا ماأكتشفته من قراءتي لقصائده وهو يتغنى بأحلامه والآمه ، أغلب قصائده تجنح إلى إثارة التساؤلات العديدة عن العالم والإنسان والزمان والمكان ، مفصحاً عن يقين اللحظة التي عاناها واكتوى بلظاها ، معتصما بكبريائه لايستذل ولا تنحني هامته ، في شعره لمسة الروحانية المتصاعدة من نفسه الساعية للعثور على الحقيقة والإمساك بخيوطها ، باحثاً عن السعادة في عالمه الميت المفتقد للحرية ، المكبّل بالقيود ، ممسكاً بيقينه وخياله للبوح عن الجراح التي يحاول النأي عنها في عالم شابه التعثر .في مقطع من قصيدة ( الحقيبة ... المرأة ) صؤ57 يقول :أيها المهمومُ ..بزعامةِ الكفّ ِ ، والشّهوةِ بدونِ فصولٍ
هذه فوضى عنابرِ القيحِ ..وإرهابِ معالقِ النهمِ التتريّ
لتشهرَ نصلَ خفاياكَ ..وترمحُ .. باشطرِ الحلوى لهزِيعكَ المجنونْ
فلن ينصهر الموتُ ، بكؤوسِ الرغبةِ ..وأعاصيرُكَ الثكلى ، تسفّ بأسيافِ أراحيقَ النرجسِ !!؟
من خلال قصائد المجموعة أراد الشاعر أن يقول لنا أن أصل سعادة الإنسان تكمن في حسن إستخدامه للخيال في شعره المهموس ، كذلك لمست عمق الشجو بصوره العديدة في الرؤيا والإستلهام والنفاذ والإستحضار ، ففي فلسفته الشعرية توجد ذاتية وعمق أعطاه التميز والقراءة الرصينة في تكوين النمط الشعري للغته الشعرية العالية التي جسدها ، وكانت أغلب قصائده معبرّة عن واقع حال الشاعر وما كان يتصارع في ذاته من مشاعر وأحاسيس ، فهو يريد أن يوصل مافي نفسه الى الآخرين فله رسالته الشعرية المؤمن بها .ومما تجدر الإشارة اليه ان الشاعر سبق وأن أصدر المجاميع الشعرية التالية :القمر الغائب 1989 مشتركة.قبعة الأفعى 2000 .لاهوية لباب 2005 .مدان في مدن 2011 .روزالين 2012 .


وتحدث عنه طلال الحديثي يقول:
بلا إفتراض مسبق وبقراءة متواصلة في شعر فائز الحداد وجدته يتميبطاقة عاطفية مذهلة يقدَّم فيها ذاته مباشرة دون وساطة، ولكنه يفلسفها بطريقته التي قد يعسر فهمها على غير متتبع لشعره، وهو يجيد هذا اللون من التعبير وله فيه خصوصية تميزه عنغيره من شعراء هذه المرحلة .وقد يجد بعض فراء شعره معاضلة في مقاربة ما ينشر من قصائد فيحسبونه إبهاماً حن قصد وغير قصد .وكنت فيما مضى من زمن قد دعوت إلى الوضوح وكتبت قبل نصف قرن دعوة إليه _ الى الوضوح _ فأُسيء فهمي وندمت ، لأن البعض حسب الوضوح مباشرةً وتسطيحاً ، وليس الأمر كذلك ، حتى أني إستمعت قبل يومين إلى ثلاثة شعراء قرأوا قصائدهم في منتدى ثقافي فوجدتهم يقرأون ما كنتُ حسبته من الوضوح الذي دعوتُ إليه .وللشعر كما يقول الناقد فائز الشرع مكوناته وطرق أدائه ، وله تميزه الذي تفرضه طبيعته التعبيرية المختلفة عن فنون الآدب الآخر ، ويعد فقدان أحد مكوناته نقصاً قد بفوِّض إنتماء الكلام الى نوع من الضعر المنتمي الى فنون الأدب . ومن هذه المكونات الصورة الشعرية التي تُعد خصيصة تكوينية جوهرية في كيان الشعر ، يحقق الشعر بفضلها وجوده. لذا كان هدفاً للدراسات التي لا يمكن الوثوف على مقدارها بيسر وهي تحاول الاحاطة بهذه الخصيصة ، معطيةً إياها مفاهيم، ومسبغةً عليها وجهات نظر تحتكم إلى مستوى إدراك من يتناولها وإتجاهه الفكري ، وعمق ثقافته. ولكن ما يجب التيقن منه أنها محاولات لمعرفة ما يجعل الكلام شعراً لا يشابه المألوف من الكلام المعتاد ، لأن الشعر تصرَّف بالكلام هلى نحو منميز ،والصورة الشعرية مكونة من ألفاط موصوفة على نحو خاص يعطي دلالة خاصة، وتحمل معنى له تمثيله اللغوي الخاص، الذي يحمل الى جانب أداء المعتى بُعداً فنيّاً جمالياً له من التأثير ما يفوق الأدلاء بالمعنى بصورة مباشرة . وإن المعنى بوصف ( الفني ) في عمل شعري يقول الشرع مرةً أخرى ، ماهو الصياغة الظاهرة له ، وبالنسبة لنا نحن بصدده فإن الصياغة الشكلية للصورة الكلية ، بعد تجاوز المكونات الأولى لأية قصيدة من لغة وإيقاع وصور جزيلة وبناء تنحصر في نطاق الدال الأول الذي تظهره الصورة فيدل على معنى يختص به حرفياً ، ولا يتجاوز إدراك المشاهد والصور المتواشجة المنطوية على فعل تصويري واحد يقابله معنى أولي يفضي الى معنى آخر يتصل بالفكرة الذهمية التي دفعت الى إنشائه . وبذلك تُعنى الصورة الكلية بتركيب العناصر التصويرية في سياق يخلق وحدة فنية تقدِّم عالماً متجانساً، يحقق أثراً في المتلقي ، ويخلق شعوراً بما تنطوي عليه هذه الصورة من مهارة عمدت الى صنع كيان وتناسق غير مختل البناء يسعى الى غايات مختلفة بإختلاف النظرة الى الفن ، من حيث هو تعبير عن المتعة أو المنغعة أو كلاهما معاً .لشعر فائز الحداد متانة التعبير والسبك الجيد مع الميل الى سردية مباشرة تكشف عن أسئلة وجودية وكأنها حوار مع الأفكار أككثر مما هو تصوير للمشاعر ، مع جرأة في التعبير عن مضامين تتعلق بالمرأة على نسق فير معتاد عند الشعراء الآخرين ، فهو يتأرجح أو يضطرب مابين حسية عالية وشفافية غير معتادة ...وإذا وصِفَ الشاعر عموماً بأنه مُرْبِك حقاً لأنه يفاجئنا دائماً كما يقول د، المتوكل طه فإن فائز الحداد شاعر مربك ، يفاجئنا بقصائده التي تُعد من قصائد المعنى لا قصائد الصورة التي تزدحم باللون والحركة والصوت .. هي قصسدة الشهوات المهذبة والرغبات المقموعة



_ لماذااااااات_لا أنام على ضيم تائي المكسورة ..فالزمنُ زلقٌ كعكاز !!؟!لماذات ٌ .. ؟
تمخرني كخارقات الصوت
لماذااتٌ .. " بأنااات ٍ وكاناااتْ "لماذاااتُ وأخريات .. ؟؟
تغيّر كأعين الأيتام ..ويستنسر السؤال :لما ذاي ..اسئلة كؤوس عليها ؟
لما ذاها ..كنذور العزاءات ؟؟
لماذانا .. ؟؟!كمناقير زجاج .. وأكوام الرجالات
تتكثف صدى على ثلجي !؟
أقاطعني بسينها ..كي يمر المزعومون كهمزة القطع 
ويبصم ظلي برضابك ِ لنتشهد
امتدي كجرائم خمرتي :حروب خناث وخرائط أظافر
أستفزك ِ .. وسحب الأنوات غارقة
لماذا أنا حيرة ..كسيفنة يغلبها ماء الشعور .. فيعمرني
لماذا أنتِ ..كنجدة اسعاف تودني هشيما ؟؟



قبل وحي الخطيئة
---------------------إيــــــــــــهِ، وقد هويت شباكها المعتوه ..!! ما خلته سيصفق واهما،
ويرقص على طبلة غازية، تلعب النرد على جرحي، ما خلتها من فتق الباب..تستعيرني دمية و منديل دمعي قذالة الشيب !لقد وهبتني دونما حك ٍ، مقباس تيه الدرب يا شباك وهمي
ورحت كالروح الطالعة من عنق زجاجة ..أتنفس السباء، 
ويصرفني الليل كبخار المبيد.... هل هو لي .. ؟
وهل أستحقك في شيمة العتب ياليل ؟؟إ
إذا قلت أجل .. لنعد الشراكة دون شرك، فقد كفر بي حتى جفني في سعار الدمع
ومحال حلمي الوئيد ..ما فرحت إلا، وأدركت منيتي في سلعة الضحك
أتجول في سراديب روحي .. بين ساق وسواق،
سلعتها شرايني وحصادها هذا الذي ترى ..أنا ومن غيره ؟.. من أفطم العين على ملح التفارح
وظل ماسخا بلا أنثاه ..!!لله دري لا درك، في جهل مفازتي
وياعار الشكيمة ولحمي قدد التتر
فقد أكلت في أول رسالة حرب
وما أستاهل يا شباكها ..أن أرمى على عجل بحصى الغرور
وترديني الخطيئة أبهما
صدّقت ..إن قلبي كمفراس الله في فرمان النساء
وكنت أول الأخطاء في جداول الذاكرة
سأحمل جرحك ياليل ثانية وأغادر بك
وأبارك وحدتي في صوم القوارير
بلى ..لقد أحببت رابحا
ووتلك .. خسارتي الفادحة



كتب الناقد سعدي عبد الكريم عن مدان في مدن بحثا واسعا حول هذا الديوان وشخصية الشاعر فائز الحداد نقتطع منه:
وديوانه مدان في مدن .حينما تساوقت قراءتي لديوان ( مدان في مدن ) للشاعر العراقي ( فائز الحداد) ذلك الطائر المحلق بعيداً في تخوم الأبجدية ، ليؤثث له مملكة من الإيقاظ السحري للصورة الشعرية الملاصقة لمواشجاته الجمالية المتخمة بالاحتجاج ، والترقب الانسيابي ، والمترعة بذلك التأمل السحريّ الذي يأخذنا صوب منصات الإبهار ، وملاحق الافتتان داخل إيقوناته المخملية السحرية الحادة ، والطرية الوجع بذات اللحظة ، في ترتيب أوراقه التضادية المزعم شكلنتها داخل بواتقه المعرفية الجمة ، المحاذية لقدرته البلاغية في تستطير ملهمه الشعري على ورق رطب من الالق ، ليؤسس له منطقة دافئة ليبوح من خلالها بكل ما تصطلي به ذاته المتمردة على الواقع ، والرافضة لكل أشكال الخنوع ، والمصالحة مع الأنظمة الاستبدادية بجلّ أشكالها ، وتنوعاتها التعسفية ، والمتسلطة على غبطة الماورائية بحجة التفتيش عن ملاجئ لها في مسارات الشعوب .لقد أسس الشاعر ( فائز الحداد ) لنفسه منظومة تداولية راقية ، لخرق المألوف عبر طرائز مساراته الانزياحية الدلالية وتثوير اللحظة الساكنة ، وإحالتها الى مرجعياتها الأولى المتفرجة ، كمادة ناشطة خام ، خلقت من حميم توالد الأزمنة ، لترقد بسلام على ايائكه الشعرية المهيبة .وبرأينا النقدي .. فقد امتلك الشاعر ( فائز الحداد ) عبر تجربته التدوينية الطويلة الموزعة على محطات سِفره التكويني الشعري ، فهو شاعر مشاغب ، عنيد ، يمتلك من الجرأة ما لا يمتلكه الكثيرون من مجايليه ، فهو تارة يخاطب الآلهة ، وأخرى يتخطى العرف ، والأطر ، والحواجز ، واللافتات العرضية التي يرفعها المجتمع كمحطات تقليدية راكدة ومجحفة ، ثم يشهر احتجاجاته المعلنة كمعارض انيق في بعض الأحايين ، لذلك نجده تنتج هذا الزخم الدلالي عبر محاوراته المستقرة داخل لواعجه الذاتية المحتجة ، ونزعاته الجمعية من خلال خطابه الشعري الموشح برهبة طقسية ذات مجسات لغوية تستطيع ان تخلق لها متنفسا داخل جلباب الانزياح والدلالة الشعرية ، فهو يلجأ في معظم حالاته الثورية الى فض الصلح بين نزعته التمردية ، وصوته الاحتجاجي ، وغضبه المعارض ، وبين ما هو راضخ لسيطرة الآلة الرقابية الذاتية والجمعية على حد سواء ، لأنه يستشكل على فرضية السكوت قوامها المحدود ، وصمتها عن البوح الغير مبرر ، ورفضه لقيودها الغير متحررة من لهجة الاستعباد ، ليشق حاجز الخوف بداخله أولا ، وبالتالي ليهيئ لمساراته الاحتجاجية انساق من التعددية للذات الجمعية ثانيا .و( الحداد ) يضغط على الحرف برشاقة ، ليخلصه من جموده ، وينتزع منه قوامه المسترخي ، ليثبته في خاصرة اللّحظة ، ويبرئه من شلله المؤقت ، وليستثمر بفاعلية الق الحرف المتموسق مع مهاراته الفنية العالية ، وأدواته التقنية المبهرة ، في تدجين الجملة الشعرية ، وعدم إبقاءها على ركودها السابق ، بل يأخذ بيدها صوب معالم الدهشة ، واستفزاز كامل خزينها الآني ، والتاريخي ، ومكتنزاتها التعبوية الحادة ، والمسترخية أحيانا ً ، ليعلن لنا بأنه شاعر من طراز خاص ، ولد من سلالة شعرية نبيلة ، ولأنه شاعر يعتني باستدلالاته وانزياحاته اللغوية ، الغير مكررة في ملامساته الجمالية للصورة الشعرية ، فهو يخبئ تحت جلبابه الشعريّ مدخرات كافية ليخلع جلده القديم ، والانفكاك من محبسه داخل ثكنات المعايير القديمة ، وهيمنة التقليدي ، على الحداثوي ، لأنه يمتاز بذلك القدر الإلهامي لتوزيع جهده المخيالي الجمالي على حدود قصائده ، وهو أيضا لا يقولب ذاته الشعرية داخل مسلة الإيقاع الرتيب ، والموسيقى الجامدة ، والجرسية المحتضرة ، والجمل اللّغوية المرتبكة ، والسرد النثري المفرط ، بل انه ينفر منها بالكلية ، ليؤسس له قداساً شعرياً ، ويقود جوقته الموسيقية وبامتياز استثنائي ، وليردد مع المتلقي ، ترانيم مساحاته الشعرية الوافرة الجمال .إن لغة الشعر التي يحلّق بها الشاعر ( الحداد ) ومن خﻼ-;---;--ل انزياحاتها ، ودلالاتها داخل فضاءاته الرحبة ، وروحه المتوثبة لخلق قصيدة نثر حداثوية عبر موارد الانزياح والدلالة اللغوية من خلال مخياله التصوري الخصب ، المبتعد عن شكل القصيدة الكلاسيكية ، والغير ملتزم بقواعدها العروضية .
.. وهنا علينا الاعتراف .. بان الشاعر العراقي المُجدد ( فائز الحداد ) قد نجح أيما نجاح في استثمار طاقاته الشعرية المختزلة ، وأقصى درجات الاستفزاز لملكات مخياله الشعريّ المحلق بعيدا في اللامرئي من الأشكال والمسميات والصور ، واستنفار ملكاته الفنية ، ومهاراته اللّغوية العالية ، وتقنية استخدام لغة الانزياح بشكلها التراتبي ، وتعيين ملاحق إيغال الدلالة داخل متن قصيدة النثر ، ليخلص لنا بنتاج شعري حائز على شكل جديد ومائز تحيطه الانصهارات الجمالية ، والتحليقات الإبهارية داخل فضاءاته المخيالية ، والإعلان عن موقفه الاحتجاجي ، ونبرة صوته المعترضة ، ومحسنات لغته العالية ، واضطراباته المؤقتة ، والدائمة المتجذرة في أعماقه المسئولة عن ذلك الاحتدام الناتج عن محصلة قفزه على كل ما هو راكد ، وجامد ، ومتقولب ، وسائد ، ومألوف ، الى معالمه الاستاتيكية التي تشي بفحولة شعرية فائقة وهو يرتدي حلة شعرية فاخرة ، ولغة تثوير هائمة في محراب ملامحه العراقية الغائصة بتراب الأرض ، والشاربة من مياه الفراتين ، والنائمة على ضفاف النخل ، والجمال ، تلك الروح الشعرية ( الفائزة ) المشتغلة داخل مواطن متخفية تحت جلابيب الشاعر الدلالية الانزياحية ، فهو شاعر غرف من شواطئ البلاغة ، ونهل من مصابات انهر الشعر فصاحته ، وشيّد أصالته الشعرية من نبله العربي ، والتحف جسد القدرة على خلق صور شعرية عبر مخياله الشعري الفاخر، وحصافته الجلّدة في تقصي جريان الحرف ليؤثث من خلاله مشهده الشعري .ان ( الحداد ) بكونه احد شعراء السبعينيات من القرن المنصرم ، شاعر ثائر على تدويناته الشعرية الأولى أبان الستينيات التي كانت تسبح في فضاء التقليدية ، ومواريث القصيدة العروضية ، والكلاسيكية ، فهو شاعر يثور على كل ما هو نمطي وغير متحرك وفق منظمة الحياة المتجددة الراحلة صوب مزاعم جمالية أخرى لبناء نافذة مشرعة تدخل عبرها افواج التراتيل اللغوية الفحلة ، فهو يمتلك تلك الحصافة الاستنباطية ، والدلائل ذات قيمة المنطقية ، والانزياحات اللغوية اللائقة بجسد القصيدة الحداثوية المعافاة .لقد بقىّ (الحداد) أمينا على شعره ، وصادقا مع ذاته ، ومع المتلقي ، وحريصا على مواقفه ، ومميزا في أطروحاته الشعرية ، ورائدا فيها ، وراقيا في التعامل معها ، ولأنه احد الشعراء المجددين بشكل قصيدة النثر الحداثوية ، وهو شاعر جاء من قاع تلك التراتبية الحالمة بالتجديد ، والثورة على الأشكال القديمة ، ليتخلص من قيود العروض ، وسلالة سجن القصيدة القديم ، لذا نراه قد نفر من تدويناته القديمة ولجأ لخلق شكل حداثوي لقصيدة النثر .لقد اخذ ( الحداد ) على عاتقه تلك المهمة في تغيير شكل قصيدة النثر ، وإحالتها الى إيقونات متفجرة في رحم الانزياح اللغوي ، والدلالة الشعرية ، ليطوع قصيدته النثرية لسحب البساط من تحت قدم القصيدة الكلاسيكية ، فهو شاعر متمرد كبير على العروض ، وكما صرح ( أبو العتاهية ) من قبل قائلا ً:-
(( أنا اكبر من العروض )) !!!........وهكذا أطلق ( الحداد ) العنان لروحه النازحة صوب الاتقاد الجمالي ، وملامح التغيير ، فلا يمكن للعروض ان تقف حائلا أمام تطلعاته النبيلة في تقديم شكل لقصيدته المشتهاة ، وليخلق له متراسا لغويا يستطيع من خلاله الدفاع عن شكل قصيدته ومدلولاتها ، فانشأ له مصفدات تحميه من الإقفال على قصيدة العروض ، بل انطلق بروحه الهائمة ، وملاذاته الحالمة ، واشتهاءاته الشفيفة ، وانسيابيته الجميلة ، وخبرته الرائدة ، واستحضارته الباهرة ، ومعجباته اللغوية ، ان يخلق له تميزا ، بل تفردا في كتابة قصدية النثر الحداثوية .ونحن ندخل الى محرابه الشعري ، لنحقق من خلاله نظرتنا النقدية عبر ديوانه الجديد ( مدان في مدن ) ليأخذنا الفضول بالولوج الى الديوان من دلالة غلافه الذي يخفي في طياته انزياحا دلائلياً ، لا بد من تأمله بصورته الرامزة فصورة الغلاف كما هو مذكور ، مأخوذة من فيلم عالمي والحقيقة لم يتضح لنا تحديدا من أي فليم مأخوذة لكان الذكر أولى ، يظهر في الصورة رجل ضبابي غير واضح المعالم ، يبدو خائبا ، وهو يضع يده في جيب معطفه الأسود الطويل ، منكس الرأس كأنه خرج من حرب خاسرة ، وتبدو صورة الرجل المواكبة لوضعية الخلفية الضبابية المحفوفة بالدمار الخرائبية ، والتي رافقت هذا الخيبة وتلك الانكسار ، يبدو ان استثمار الانزياح والدلالة لدى الشاعر قد شملت المصمم فكرة فاستثمرها بأقصى صورها المخيالية ، ربما وعند الولوج الى البيت نأخذ انطباعا اوليا عنه من خلال بابه الخارجي على مدى عافية ذلك البيت المأهول ، وهذه الصورة تعكس وبوضوح بان الرجل ذو الهيئة الضبابية ، هو ذات الشاعر المُدان في المدن ، ولعل من الجميل ان تتواءم نظرة المصمم مع فحوى متن الديوان ، ومخيال الشاعر الخصب في اجتهاداته الدلالية .لقد استثمر الشاعر ( فائز الحداد ) جلّ حيثيات المكان في ديوانه ليظهر من خلاله انزياحاته ودلالاته التي تشير الى معنى مبطن ، مفرود بإيحائية يجب التفرس بها لالتقاطها ، ومن ثم عزلها والنزوح الى بوتقة ترتيب أولويتها في صدارة الدلائل والانزياحات المكتنزة داخل الديوان .ولو عدنا وبنظرة سريعة وموجزة لتفسير وتحليل صورة الغلاف ، لاكتشفنا بان الشاعر حقق معادلة سيميائية دلالية واضحة المعالم من خلال جمع ( صورة الرجل الضبابية الغير واضحة المعالم ( دليل الخيبة ) + المعطف الأسود الطويل الذي يرتديه ( الرامز الى الحزن العميق والعزلة ) + الخلفية الخرائبية + ( الدلالة على مخلفات الحروب ) + إدانته في المدن + عتمة المشهد بكليته = دلالة انزياحية من صورة الفرد وسط هذه القاتمة كطرف من المعادلة ، الى معادلة أوسع واشمل يمضونها من الأولى ، وهي صورة مجتمع برمته يعيش تحت وطأة هذه القاتمة الخرائبية ، والتناحر الشديد ، والتفكك الاشمل 


روزالين_شهابكِ الذي شقَّ السماء نصفين ، أدرك نجمتي
فاستدارت الشمس جنوبا .. لتنأى عن شمأل الشمال
حاصريني بقوارب الليل ، ونبيذ اللهاث وأصفاد الجسد
اجلي صدأ الكلام بأنغام الحرير .. لتختمر القبل ذهبا
دعي التحام الدماء تفصح .. لتطهو الأحاسيس بعضها
فيا أساور ناري في أصابع الجنات ..التقطي الشوك من زهر مساماتي وورّدي :بهمستين ، وقبلتين ، وآآآآآآآآآآآآآآه
كم آية سترتـّل أصابعنا ..عند باب الآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآه .. وخلف الباب؟؟
هل سنشكو قماط الأذرع ، أم سنبارك القماط ..ونوضئ بعضنا بنزيف المساج ؟!فنحن نمارس الحب دون وعي ..ونتكاذب في مراسيم السلام !!؟
ثم .. نتراشق القبل بوابل القهقهات
وحين نفتكَّ من نجارة بعضنا ..ليس لدينا مفكٌ للولب الليل الحب !فأنا من ستدوّنني المطارق على سندانك ِ
ونجّارك ِ سيرقص على مساميري 
ستكشفين لي عن أمتعة الخفايا ، وتمطرين سلافا
وحين تقرئين لي ، سأفتعل الصمت لأصغي لقلبكِ
وأبقى عند مدارك شبّاكك ِ الأسفل !!أنقر على زجاجة النافذة ..وأنت تميسين كالغصن الراقص ..وأنا أتمرا بوجهك ِ كوكبا
قلت ِ :هل أتعبكَ السير في طريق الحرير ..فالشأو طويل .. من الأستانة لبغداد؟
لا تلتفتي .. فقد قطعت شوطا ولا مفرَّ 
وعليك أن تتأهبي للحريق !؟
كن طوفانكِ المغير ، يا نبي المياه
ففي عين الإعصار .. أنت وأنا
والبحر ملككِ والذاريات
وحين عصفكِ لا تنشد الحرير !؟
فيا ايَّتُهاالمرأة البحر ..سادكَّ فناراتكِ بأنفاسي الغازية
تمنَّي أن يحتضن آخر نفس لكِ
فمالكِ وبدوي ، وبداوة الحب ..وأنت تجهلين طعنة الرمال ؟!لقد تهجيَّت الله فاغرا ، وفاغرا تهجيته
فهطلتِ كغيمة تشربها أنفاسي قبل الغيث
خذيني إلى حيث لا ترانا عين بعد الله
لنسبّح بالقبل .. وتتهجى دمانا جمار الشفاه
فنحن كالماء نسقي ونغلي فوق حرثنا
أما أضلاعكِ أعوادي وشفاهكِ فتيل النار؟!سأمضي بهاجس دمكِ ، إلى قلبكِ وأحتسي النبع
ولأنكِ قارورة القبل ..سأحشد كل شفاه الكون نحو شفاهكِ ..وأطلق خيول الرضاب
استشاطت تنهَّداً .. وقالت :لأني ما توضأت بعد ..سأحرق روحي بخوراً في معبد قبلتكِ !!قبلني قبل الساعة الثالثة ، 
لأعرف موعد الفجر قد حان بعينيك
قبلتها فأذن الفجر .. وابتهلت صوب محرابها الهواجس .


كان لنص جميل ابدع فيه شاعرنا ( المجدلية) اثر قيّم  في اعماله الشعرية حيث قررت  الاستاذة الدكتورة انعام الهاشمي ترجمتها الى اللغة الانكليزية ونشرها ضمن دراسة خاصة عن هذا الشاعر المتميز 
مريم المجدلية :من أهم الشخصيات المسيحية المذكورة في العهد الجديد،ومن أهم النساء من تلاميذ المسيح،والشاهدة على قيامته،وأول الذاهبين لقبره حسب ماذكره الإنجيل.
……………………………………..شاهدكِ المقدّس في الربوبة ..ماتألـّه بذات يمينكِ .. الشفاعةُ والكتابُ
وماتبارك جسداً.. في جلالة الصليب
مجدليةٌ :تبصمين بروح الإله على صدرالقناعة ..بأن الحبَ رقيمكِ الأوحد
وإن لكِ مسيحا يشبه مسيحي بعلامته الفارقة ..لكنّه.. أخ رضاعة عنيد !!ارفعي يدكِ المدلاّة كالهيكل.. بعينين ثاكلتين تنشدان الرؤيا
” فأنتِ أوّل شاهدة على قيامتي.. وأوّل زائرة لقبري الحي ”
أناجيلكِ التي أخذتني درويشاً :منابر مهموزة بالزعامات،وحروب،تفصّل المقاصل تهما
وتعمّد الشك في اليقين!ويقيني : لن أبلغ التاج،ولامعراجكِ سيدركني
فلكِ أسباب آدم في دم التفاحة ..ولي أسبابكِ في دماء حواء
هاتيك التي :تبتذر حقول العبادة .. آيات بأسمائك الحسنى ..وجنائن إنعام لاتعاد….أكنت منبوذا،بتهمة الشعروالنساء ..وبعض غوى الطفولة،ونذورالصحراء
فاستحالت أسبابكِ .. وحيا لجسد ماأعشق؟!لكِ أن تطهرّي محرابكِ برماد دمي ..لأكمل طقسكِ بالقبل !أنا مريدكِ المتيَّم .. لا أفقه التضرُّع بغير حجَّتكِ ..ولن أسبّح بعدكِ لطبولٍ،لا تقرعها الأعالي !؟
ربَّما أهدروا دمي،لأكفـّرعن ذنوب حلاجي
وأتقاعد في أعين الطواسين،مصفّقا ..لمزالق الدجل،وأرباب تنك الدفوف !؟
ولأنكِ وتر النبوءات في عزف التراتيل‏
سجدتُ للغيب، وتمجدلتُ بكِ
فمجدليني بما أوتيتِ من مجدّلات الحواري
سترقص الفراديس بين يديكِ ..وأغنّي لنبضكِ،حين يغازل البحار ..ويؤسرالصحارى
كوني كلَّ النساء في همزةٍ حريرية ..تتشظّى كالضوء في مرايا الحروف
وتختارني حرف علـّتها
سأتمجدل في ليلكِ المبتغى قساً ..لاينضو ثيابه،ولاتقدُّ قميصه امرأة من دُبرٍ
لكنـّي.. أخشى عليك سحري في الراهبات ..سيبحثـنَ عن ظلِّكِ طيّ جدائلهنَّ
وقد جدّلت يومي بغدكِ ..وماتركتُ عطري عند راهبة حسناء
ربَّما ألفيتني كطعم حلاوة العيد
وألفيتُ عرسنا برمض الخريف
صمتُ،وأرهقني الإمساك..منتظرا كعكة الميلاد .. على طبق ذهب
فألف يسوع في جيبي ينتظرني مسيحا
وألف مقصلة لكِ في معصيتي
ما حاجتي لكلِّ هذه المنابر الجانية
وسهمُ طرفك الشازر .. يكفي لأنال جزائي؟؟!أعرف أني قد تجنـّيت بريئا،وتبرّأت جانيا‏
وحملت جناية الشعر حجة ..لأغيض الماء والجنات..
‏والنساء اللواتي جرين بين كفّيَّ كخرز المسابح
وسبّحت بهنّ دون شهادة ..
‏فطلقت صلاتهنَّ.. بعيون الحدائق العطشة‏
وارتويتكِ،وارتويت !!مجدليتي ..سأمسك بكِ كرتاج القدس
لينهال الشعرعلى خدِّكِ سلسل شهد ..وتأخذني القبلة للخفايا والمجاهيييييييييييييييييل
سأدوّن عشقكِ بدم الحبر و البياض
وأفرط خرزمسبحتكِ على جسدي
انحري غيرتي البريئة،ولا تغاري ..فالعروش دونك موتى
لاتوضِّئ العاشق بضياء الحكمة..ولاتشفع لمن مرّوا كراما بملك عظيم
لقد ملكتُ ودعكِ والخرز والمسامات..وماتبقّى من سرِّ النبوءة والملاذ
واصطفيتك نبيذاً،كرضاب الكتاب
يا نبيهة التعاويذ المتأخَّرة
يا دم البرتقال في لمظة الملح‏
يا دغدغة الناب على خوخك المشتهى ..وربّ عشقك المبين،وآلهة القبل :من شفاهكِ،سبرتُ نسغ الشهد ملحا
وعرفت النحل عمّالكِ في اقتناص الرحيق
فهل تقانصنا في القبلة القاتلة..؟؟؟
رحمااااااااااااااااك يا مجدليتي..فقد شئتُ الحبَّ.. خلووووودا .
____________________

المجدلية : إحدى قصائد الثلاثية المقدسة لفائز الحداد … تمت ترجمتها للإنجليزية و دراستها ـ مع قصائد الثلاثية الأخرى ـ من قبل أ. د. إنعام الهاشمي ، وسوف يتم طبعها مع الترجمة والدراسة في إصدار 







تقديم موجز عن شاعر ثرّ ربما استطعت ان اقدم فكرة موجزة عنه أتمنى أن تروقكم
اعداد - اياد البلداوي

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

1 التعليقات :