حين تقف امامه ...تلمس فيه الكياسة ...الأناقة...الذوق...الهدوء....وحين تقرأ له...تجد نفسك أمام حالة مختلفة في القصيد
ترى هل هي ذات القصيدة الأنيقة ..والحرف الجميل؟
هذا ما اتسائل عنه باستمرار وأنا ابحر بين حروفه الرزينة والكلمة العبقة ...وأنا اجده يبحر مع تلك الاشجار التي غالبا
ما تكون رؤياه الفلسفية غالبة عليها ...انه الشاعر الانيق ....الدكتور سعد ياسين يوسف
د
.
سعد
ياسين يوسف
ــ
شاعر سبعيني وإعلامي وأكاديمي عراقي
ــ
تولد العمارة -
1957
- بكلوريوس كلية الآداب – قسم الإعلام _ جامعة بغداد .
ــ
دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر
للعلاقات الدولية .
ــ
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
_
نائب
رئيس المنتدى الأكاديميي الثقافي التابع
للاتحاد العام للأدباء والكتاب ومقررا
له .
_
عضو
لجنة العلاقات العربية في الاتحاد العام
للأدباء والكتاب
العراقيين
ــ
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب
ــ
عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد
الصحفيين العرب
ــ
صدر له :
ــ
قصائد حب للأميرة "
ك
"
(مجموعة
شعرية )
عام
1994
ــ
شجر بعمر الأرض (
مجموعة
شعرية )
عن
دار الشؤون الثقافية في بغداد عام 2002
.
- مجموعة (شجر الأنبياء) 2012 /شعر/ عن دار الينابيع دمشق .
- مجموعة (أشجار خريف موحش ) ، بلغراد – صربيا
- مجموعة (الأشجار لاتغادر أعشاشها ) بيروت 20016
ــ
في التضليل الإعلامي (
دراسة
في الأعلام الغربي )
بلغتين
العربية
والفرنسية عن وزارة الأعلام العراقية
عام 2002
ــ
يكتب في مجال النقد الأدبي والفني .
- كتبت عنه العديد من الصحف العراقية والعربية كما تناول إبداعه العديد من النقاد العراقيين والعرب .
- شارك وأدار عشرات الندوات النقدية والمهرجانات الشعرية .
- حائز على شهادة الإبداع لعام 2013 من وزارة الثقافة العراقية .
- فاز بالجائزة الأولى ليوم الشعر العالمي الذي أقيم في بلغراد في تموز علم 2012 من بين 250 شاعرا وشاعرة من مختلف دول العالم حيث احتفت بفوزه المؤسسات الرسمية العراقية والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والجمعيات والبيوت الثقافية .
- ترجمت قصيدته الفائزة (قذائف وشناشيل ) إلى العديد من اللغات الأجنبية ..وكانت القصيدة بمثابة صرخة إدانة للعدوان الأمريكي على العراق وتدميره للمدن الآمنة ولحضارة العراق .
- وفي عام 2013 حصد الجائزة الأولى لمهرجان بلغراد الدولي للشعر للمرة الثانية عن قصيدته قيامة بابل من بين 174 شاعرا وشاعرة شاركوا في المهرجان ..
- على اثر ذلك احتفت به ثلاث مدن صربية هي بلغراد العاصمة ونيش ، وأوسيجنا وأقامت له أماس ٍ شعرية ..واعتمدت مجاميعه الشعرية في مكتباتها كأول كتب عربية فيها .
- ترجمت قصائده للإنكليزية والبرازيلية ونشرت في صحف ومواقع عربية وأجنبية عدة . فيما اختارت الأستاذة الدكتورة إنعام الهاشمي خمس من قصائده لطبعها في كتابها الذي سيصدر قريبا عن الشعر العراقي المعاصر وباللغة الانكليزية
- اهتمت الفضائيات العراقية والعربية بإبداعه وأجرت معه العديد من اللقاءات للحديث عن تجربته الإبداعية .
- حائز على درع الجواهري من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .
- حائز على جائزة المثقف العربي للشعر لعام 2016
- لما تشكلة الاشجار في شعره عبر مجاميعة وقصائدة فقد أحتفى به الاتحاد العام للأدباء والكتاب وأقام له جلسة في منتداه في المتنبي بعنوان (الأشجار ثيمة في شعر د. سعد ياسين يوسف ) أطلق خلالها عليه لقب " شاعر الاشجار "
يؤكد شاعرنا على ان الشعر يخرج من رحم الاحساس والرؤيا الفلسفية ..في احد لقاءاته مع جلال حسن حيث قال:
-الشعر
الحقيقي يخرج من رحم الإحساس والرؤية
الفلسفية، وشاعر بلا رؤية فلسفية لمفاهيم
مهمة كالحياة والموت والحب، والجمال،
والغربة والضياع والفقد لا يمكن أن يكون
شاعراً حقيقيا أو مؤثراً، ولذلك وبالمقابل
فأن المتلقي لا يفهم القصيدة ولا يصل إلى
دلالتها الكاملة إلا إذا كان على تماس مع
أسئلة الحياة والرؤية الفلسفية والجمالية
لها… وبذلك تكتمل الصورة الكلية لمجمل
الرؤية ، أما بالنسبة لما أسميته بالغموض،
انا أربأ بالقصيدة أن تكون منشورا سياسيا
أو خبرا صحفيا، القصيدة أجلّ من أنْ تكون
بهذه المباشرة لأن لها طقوسها ورموزها
وانزياحاتها اللغوية التي تجعل منها
كائنا يضج بكل الصور والرؤى والإنفعالات
التي يريد الشاعر أن يُوصلها للمتلقي،
هي كيان حي يتنفس ويطلق إشاراته التي
تتمثل بالمفاتيح التي يتركها الشاعر
للمتلقي، أنا لا أعمد الى قصدية الغموض
المطلق بل أضع مفاتيح تعين المتلقي على
البدء باكتشاف جماليات النص والتمتع
بفضاءاته وفي ذلك متعة حقيقية يستشعرها
القارئ المتقصي لشفرات النص.
وعن قصيدة النثر يقول الدكتور سعد ياسين يوسف:
الشاعر
في تجدد دائم وهو يبحث عن كل ما يطلق أجنحة
القصيدة لتحلق في قضاءات أرحب وصولا إلى
عنصر الإدهاش وجماليات الصورة وهذا ما
وجدته في قصيدة النثر الحديثة .ومما
لاشك فيه فان مصطلح قصيدة النثر أكد رسوخه
كمنجز شعري واصطلاحي كتوصيف لهذا النمط
من الإبداع الأدبي…وليس مهما إن كان هذا
التوصيف لم يصل حد الكمال المنشود لكنه
احتوى معنى الموصوف وعبر عنه .
و
ينبغي ، في رأيي ، التمييز بين قصيدة النثر
والشعر الحر على صعيد الكتابة والنقد .
فلكل
شكل من هذين الشكلين تاريخه الخاص وتقنياته
وتقاليده الكتابية .
وقد
أنصفت الموسوعة العربية العالمية قصيدة
النثر في توصيفها حينما وصفتها بأنها
((جنس
فني يستكشف ما في لغة النثر من قيم شعرية،
ويستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربة ومعاناة،
من خلال صور شعرية عريضة تتوافر فيها
الشفافية والكثافة في آن واحد، وتعوض
انعدام الوزن التقليدي فيها بايقاعات
التوازن والإختلاف والتماثل والتناظر
معتمدة على الجملة وتموجاتها الصوتية
بموسيقى صياغية تُحسُّ ولا تُقاس).ولذلك
فان قصيدة النثر فتحت آفاقا لم تستكمِل
فتحها قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر من
خلال التركيز على الموسيقى الداخلية ورسم
الصورة الشعرية المحلقة في فضاءات أكثر
رحابة وقدرة على التصوير وإيجاد علائق
جديدة في اللغة من خلال الانزياح اللغوي
بشكل يفعَّل المعنى ويكسبه قوة دلالية
في التعبير…وأهم ما قدمته قصيدة النثر
هي تلك القامات العالية في الشعر العربي
الحديث والتي يشار لها ولمنجزها بالبنان
والذين أبدعوا في كتابة قصيدة النثر سواء
في العراق أو الوطن العربي…
•هل كتبت قصيدة من دون تعديلات جذرية على النص؟
-نعم حصل ذلك كثيرا معي ولم أجرؤ على أنْ أغير حرفا واحدا من حروفها لأنها كتبت نفسها بعفوية رائعة ، وكثيرا ما يحصل هذا في قصائد الومضة التي تجتاحني اثر انفعال أو هاجس ما لتتبلور كماسة مشعة امامي فأضعها على الورق .. ولكن بالمقابل هنالك قصائد أكتبها وأعود للقيام بعملية النحت في جسدها لتكون في أحسن تقويم .
•هل كتبت قصيدة من دون تعديلات جذرية على النص؟
-نعم حصل ذلك كثيرا معي ولم أجرؤ على أنْ أغير حرفا واحدا من حروفها لأنها كتبت نفسها بعفوية رائعة ، وكثيرا ما يحصل هذا في قصائد الومضة التي تجتاحني اثر انفعال أو هاجس ما لتتبلور كماسة مشعة امامي فأضعها على الورق .. ولكن بالمقابل هنالك قصائد أكتبها وأعود للقيام بعملية النحت في جسدها لتكون في أحسن تقويم .
((
ما
رآهُ الواسطي ))
يا يحيى
ما الّذي سَترسُمهُ
لمقاماتِ البلادِ
وهيَ تغمرُ صدرَها بالزيتِ
تُشعلُ النيرانَ في ضفائرِها
وأنتَ حيُّ ميّت ٌ
تمزجُ الدَّمعَ بالمخاوفِ بالكافورِ
بحثاً عن لونِك .النَّهرُ ما عادتْ تُصابحهُ النَّوارسُ
المنائرُ تمسحُ ما تبقَّى من الأزرقِ ،
آثارَ أقدامِ الأوَّلينَ ،
والقوافلُ في صحراءِ رحلة ِالشِّتاءِ والصَّيفِ
شتَّى بلا اتجاه ٍ...تعدُّ ثقوبَ الرَّملِ
وتملأُ بالانتظارِ وحشةَ الوصول ِ .يا أبنَ محمودٍ
دمُنا وافرٌ تستلذُ بهِ الخناجرُ ....اغمسْ فرشاتَكَ
هنا الدمُ طفلٌ يُكركِرُ فوقَ الخُضْرة ِ
أزهارهُ فراشاتٌ تُرفرِفُ
فوقَ ما رَسْمتَ .فراشاتٌ تعرفُ كيفَ تؤوبُ إلى
"ساحةِ العاملِ " تَحُطُّ على جَسد ٍ يركض ُ
بحثاً عن رأسه ِ
أو " ساحة ِ عبدِ المُحسنِ "حيثُ الصباحات ُ المُجلَّلة ُ بالمَوتِ
برائحة ِالعَصْفِ ...برفيفِ الأشجارِ المُتوقّفِ تَّواً
عن النبضِ وهو ينزفُ خُضرَتَهُ
بالصمتِ والدُّخان ِالمتصاعدِ من الأجسادِ
وهيَ تحدّق ُ بِعَينَي الله
.... ....صوتُ الله ِ
الآتي من المقهى
باتَ خفيضا ً
يمرُّ على وهن ٍ بينَ الأشلاءِ
يُسجّلُ اسماء ً .. ويَبشِّرُها
فيُدّوي ثانية ً
صوت ٌ .....تَنكسِرُ الفرشاة ُ
فرشاتُك ، وتضيقُ بكَ رِقاع ُ الرَّسم ِ
تَشَحبُ ألوانُ الصّورة ِ
ويَسودُ الأَسَودُ
.... ....يا يَحيى ستنزفُ حُزنَك ليلاً ،
يَنصبُّ عليكَ راياتٍ سوداءَ
وولاياتٍ شتَّى ...لا صُبْحَ تبدِّدُ فيهِ ظلامَ اللوحة ِ
ستقطعُ شريانَك بَحثاً
عن أزهارِك المخبَّئةِ
تُلقيها فوقَ جديلة ِشَعرِ الفاجعةِ ،
يداعبُها دَمُها .. بينَ الأجسادِ
وثانيةً على كفِّ رغيفٍ مرفوعةٍ
لسماءٍ سابعةٍ
حتّى يستيقظَ
صوتُ الله ِ..
*****
يا
يَحيى
أما حدَّثكَ الحارثُ بنُ هُمام ٍ
عن شجرةِ الرُّؤوسِ
الطالعةِ بأوراقٍ حُمْرٍ
تنبتُ على قارعةِ الطُّرق ِ
ومَداخلِ مُدِن ٍ
باسمِ اللهِ ..عن سَبْيٍ وحرائق َ....نهريِ دمِنا
المُحترقَين بوابلِ أسئلةٍ
من سجِّيلِ الماضي
تلتفُّ علينا أسلاكاً شائكة ً
من نارٍ تفقأُ عينَ الصُّبحِ
حتى تَغمُرَنا الظُّلمة ُ
نُفيقُ عُراة ً
لا ورقُ الأشجارِ يُجلّلُنا
ويغطي نَزْفَ جراحات ِ الليلِ
ولا الرواةُ يوقفونَ نزيف َ
الأشجارِ المُتطايرةِ الأعشاش ِ
.... ....عفَوكَ ربِّي ...
" اعصمْنا من الغوايةِ في الرواية "قالها : وأَمسكَ فرشاتَه ُ،
هذا الذي أسمته أُمّهُ يحيى ...يممَ وجهَهُ
نحوَ المدنِ المنكوبةِ كي يُمسِكَ
خيطاً بين الخيطينِ
او يرسمَ المقامةَ الحادية َوالخمسين
يُضيءُ بِقَناديلِ البهجة ِ..الحجرَ الصَّلدَ
بصدور ٍ يتآكلُها صدأ ٌ مُضَمرٌ
يا وَجَعَ اللوحةِ
يا وَجَعي .... الواسطيّ الَّذي ،
هالَهُ ما رَأى ،
مِن مَقامات ِالعراق ِ
لم يزلْ مَصلوباً
رَأسُهُ بينَ قَدَميه ِ،
وكلَّما نُوديَ باسمِهِ
يا يَحيى ......نزَّ من رأسهِ دم ٌ
وارتفعتْ فرشاتُه
تبحثُ عن دمِها الأبيضِ
بينَ دماءِ الألوانِ ..
أما حدَّثكَ الحارثُ بنُ هُمام ٍ
عن شجرةِ الرُّؤوسِ
الطالعةِ بأوراقٍ حُمْرٍ
تنبتُ على قارعةِ الطُّرق ِ
ومَداخلِ مُدِن ٍ
باسمِ اللهِ ..عن سَبْيٍ وحرائق َ....نهريِ دمِنا
المُحترقَين بوابلِ أسئلةٍ
من سجِّيلِ الماضي
تلتفُّ علينا أسلاكاً شائكة ً
من نارٍ تفقأُ عينَ الصُّبحِ
حتى تَغمُرَنا الظُّلمة ُ
نُفيقُ عُراة ً
لا ورقُ الأشجارِ يُجلّلُنا
ويغطي نَزْفَ جراحات ِ الليلِ
ولا الرواةُ يوقفونَ نزيف َ
الأشجارِ المُتطايرةِ الأعشاش ِ
.... ....عفَوكَ ربِّي ...
" اعصمْنا من الغوايةِ في الرواية "قالها : وأَمسكَ فرشاتَه ُ،
هذا الذي أسمته أُمّهُ يحيى ...يممَ وجهَهُ
نحوَ المدنِ المنكوبةِ كي يُمسِكَ
خيطاً بين الخيطينِ
او يرسمَ المقامةَ الحادية َوالخمسين
يُضيءُ بِقَناديلِ البهجة ِ..الحجرَ الصَّلدَ
بصدور ٍ يتآكلُها صدأ ٌ مُضَمرٌ
يا وَجَعَ اللوحةِ
يا وَجَعي .... الواسطيّ الَّذي ،
هالَهُ ما رَأى ،
مِن مَقامات ِالعراق ِ
لم يزلْ مَصلوباً
رَأسُهُ بينَ قَدَميه ِ،
وكلَّما نُوديَ باسمِهِ
يا يَحيى ......نزَّ من رأسهِ دم ٌ
وارتفعتْ فرشاتُه
تبحثُ عن دمِها الأبيضِ
بينَ دماءِ الألوانِ ..
كتب عنه العديد من النقاد ومن بنهم الناقد ناظم ناصر القريشي حول مجموعته الشعرية ( اشجار خريف موحش)
ونحن
نقرأ قصائد ديوان (اشــجار
خــريف موحــش )
ونمر
عبر فضائها الشعري نتسأل هل القصيدة رؤيا
صوفيه لا حدود لها
حين أتخذ الشاعر من فلسفة التأمل أساساً منطقياً يرتفع عليه بناء تجربته الشعرية او الصوفية بالتعبير الأسمى, و ابتكر من الصورة ما يفيض عنها بقية المعاني فهي تنمو وتتكاثر وتعبر عن نفسها بشتى التجليات فتغادر المستوى الشعري الى فضاء التأويل كلوحة تشكيلية شعرية لها قدرة إيحائية عالية بقصديه التعبير عن ذات الشاعر وتأثيره على المتلقي , فهي قصائد تنتمي الى طبيعة الشعر و روحه الحقيقية
ففي هذا الديوان يحقق الشاعر إيقاعات عذبة ومدهشة , حين يجعلنا نرى الشجرة ونتأملها من خلال فكره وابتكاراته فکل شيء لديه يبدأ من الشجرة وينبعث منها ليبدو كقصيدة وجدت لتحيا ثم لا تموت ؛ فالشجر قصيدة بإيقاعات متعددة , وهذا هو ما يناسب أسلوب الشاعر في كتاباته و يطابق حدسه وتوجسه وما يشعر به
فمن عتبة الديوان الى الأهداء يضعنا الشاعر أمام خسارات وخيبات أتت بعد انتظار فالصدور المشرعة للرصاص أملا بربيع مبهج وجدت نفسها في خريف موحش
ففي قصيدته مرثية لسائق الغمام والتي استهل بها الشاعر
ديونه نجد ان هناك فقدانات كثيرة مثل زمن مفقود ,كف الرحمة التي لا تستجيب للدعاء , ارض أصبحت يباب بعد ان تكاثرَ فيها المحلُ و وَلجَ الخنجرُ في خاصرةِ الحلم ِ
فيدون الشاعر مرثيته لسائق الغمام والمرثية تعبير عن التوجع و الإشفاق على شيء ذهب ولن يعود
" منذُ زمانٍ كنا
إذا ما وَلجَ المَحلُ
بخاصرةِ الأرضِ
خرجنا
نرفعُ كفَ الرحمةِ
فيجئ الغيمُ ، المطرُ،
الخبزُ
يفيضُ النهرُ ، وتعلو
سنبلةُ الأرضِ ، وتنأى أشلاءُ الليلِ ,بقاياهُ الرثّة "بينما هو يرتل فجيعته على مقام الخسارات تكون كلماته دونت ما نشعر به وأرخت لتاريخ شاحب من الحزن العميق الذي يرافقنا كنواح ليلي فيكون ولوجنا لهذا العالم نوع من الفقدان
حين أتخذ الشاعر من فلسفة التأمل أساساً منطقياً يرتفع عليه بناء تجربته الشعرية او الصوفية بالتعبير الأسمى, و ابتكر من الصورة ما يفيض عنها بقية المعاني فهي تنمو وتتكاثر وتعبر عن نفسها بشتى التجليات فتغادر المستوى الشعري الى فضاء التأويل كلوحة تشكيلية شعرية لها قدرة إيحائية عالية بقصديه التعبير عن ذات الشاعر وتأثيره على المتلقي , فهي قصائد تنتمي الى طبيعة الشعر و روحه الحقيقية
ففي هذا الديوان يحقق الشاعر إيقاعات عذبة ومدهشة , حين يجعلنا نرى الشجرة ونتأملها من خلال فكره وابتكاراته فکل شيء لديه يبدأ من الشجرة وينبعث منها ليبدو كقصيدة وجدت لتحيا ثم لا تموت ؛ فالشجر قصيدة بإيقاعات متعددة , وهذا هو ما يناسب أسلوب الشاعر في كتاباته و يطابق حدسه وتوجسه وما يشعر به
فمن عتبة الديوان الى الأهداء يضعنا الشاعر أمام خسارات وخيبات أتت بعد انتظار فالصدور المشرعة للرصاص أملا بربيع مبهج وجدت نفسها في خريف موحش
ففي قصيدته مرثية لسائق الغمام والتي استهل بها الشاعر
ديونه نجد ان هناك فقدانات كثيرة مثل زمن مفقود ,كف الرحمة التي لا تستجيب للدعاء , ارض أصبحت يباب بعد ان تكاثرَ فيها المحلُ و وَلجَ الخنجرُ في خاصرةِ الحلم ِ
فيدون الشاعر مرثيته لسائق الغمام والمرثية تعبير عن التوجع و الإشفاق على شيء ذهب ولن يعود
" منذُ زمانٍ كنا
إذا ما وَلجَ المَحلُ
بخاصرةِ الأرضِ
خرجنا
نرفعُ كفَ الرحمةِ
فيجئ الغيمُ ، المطرُ،
الخبزُ
يفيضُ النهرُ ، وتعلو
سنبلةُ الأرضِ ، وتنأى أشلاءُ الليلِ ,بقاياهُ الرثّة "بينما هو يرتل فجيعته على مقام الخسارات تكون كلماته دونت ما نشعر به وأرخت لتاريخ شاحب من الحزن العميق الذي يرافقنا كنواح ليلي فيكون ولوجنا لهذا العالم نوع من الفقدان
"حين
وُلدتُ
" لم أخرجْ بمشيمة "
- قالت (قابلتي المأذونة ) :بلْ كانتْ سلة ً
لخساراتٍ وليدة
هكذا ..... كلما سرت ُعلى هديِ النجوم ِ
وُلدتْ ألفُ خسارة ، "يرتفع بناء النص لديه من ثيمته الأساسية الأشجار , فتحضر الأشجار ، ويحضر اللون الأخضر، لا بوصفهما المرئي بل بصفتهما المطلقة كسيمياء للقصيدة ,ثم تتعدد مراكز الحدث الشعري حسب تدفق الأفكار في حوار داخلي والاسترجاعات للأشياء المفقودة التي كانت موجودة سابقا او ما كان يحلم به الشاعر على اعتباره واقع ممكن التحقيق
فالترتيب للنص حسب ما أتسع به أفق الشاعر والذي طوره فيما بعد بفيض الصور واستخدامه الاستعارات والتشبيه :فترى ... " الأرض قبضة الله " ، او ... " ترف سنبلة تنوء بحملها"او نجد ... " المدى صبحٌ ،وإمساكٌ عن الصيامِ " ، و " الشمس سيدة النهارات " او " تلويحةَ القمرِ المعذّبِ في المحاقِ "نجد أن هذه الصور حافلة بالإيقاعات الموسيقية الهادئة والحزينة عبر تدرج ألوان الخريف الذابلة و الأشجار وهي تتعرى تحت سياط الريح كم هو حزين ومؤلم أن تجد نفسك بعد الانتظار الطويل خارج الربيع في خريف موحش ، والشاعر اجتهد ليعطي إدراكا مركبا يمتزج فيه التفاؤل بالأمل والحزن الذي يختبئ عميقا في ثنايا الروح :
" آه يا حزنيَ ،
المولودَ .. من جمرِ الخسارةِ ،
خساراتي ... غيومٌ غيرَ ما يبقى
قميصٌ ... مزقتهُ الريحُ
فوقَ أشواكِ الخريف ِ
كفاه استغاثات ِالعصورِ "في قصيدة قبل أن يُلقيَ إلى البحرِ شراعَه يتأمل في وجه البحر في هذه اللون الأزرق الشاسع ويغمض عينيه في زرقة عينيه و يلقي الى المطلق أشرعته :
" لم أخرجْ بمشيمة "
- قالت (قابلتي المأذونة ) :بلْ كانتْ سلة ً
لخساراتٍ وليدة
هكذا ..... كلما سرت ُعلى هديِ النجوم ِ
وُلدتْ ألفُ خسارة ، "يرتفع بناء النص لديه من ثيمته الأساسية الأشجار , فتحضر الأشجار ، ويحضر اللون الأخضر، لا بوصفهما المرئي بل بصفتهما المطلقة كسيمياء للقصيدة ,ثم تتعدد مراكز الحدث الشعري حسب تدفق الأفكار في حوار داخلي والاسترجاعات للأشياء المفقودة التي كانت موجودة سابقا او ما كان يحلم به الشاعر على اعتباره واقع ممكن التحقيق
فالترتيب للنص حسب ما أتسع به أفق الشاعر والذي طوره فيما بعد بفيض الصور واستخدامه الاستعارات والتشبيه :فترى ... " الأرض قبضة الله " ، او ... " ترف سنبلة تنوء بحملها"او نجد ... " المدى صبحٌ ،وإمساكٌ عن الصيامِ " ، و " الشمس سيدة النهارات " او " تلويحةَ القمرِ المعذّبِ في المحاقِ "نجد أن هذه الصور حافلة بالإيقاعات الموسيقية الهادئة والحزينة عبر تدرج ألوان الخريف الذابلة و الأشجار وهي تتعرى تحت سياط الريح كم هو حزين ومؤلم أن تجد نفسك بعد الانتظار الطويل خارج الربيع في خريف موحش ، والشاعر اجتهد ليعطي إدراكا مركبا يمتزج فيه التفاؤل بالأمل والحزن الذي يختبئ عميقا في ثنايا الروح :
" آه يا حزنيَ ،
المولودَ .. من جمرِ الخسارةِ ،
خساراتي ... غيومٌ غيرَ ما يبقى
قميصٌ ... مزقتهُ الريحُ
فوقَ أشواكِ الخريف ِ
كفاه استغاثات ِالعصورِ "في قصيدة قبل أن يُلقيَ إلى البحرِ شراعَه يتأمل في وجه البحر في هذه اللون الأزرق الشاسع ويغمض عينيه في زرقة عينيه و يلقي الى المطلق أشرعته :
"
أغمضتُ
عينيَّ على
زرقةِ عينيهِ
وألقيتُ شراعي
ربما أحيا هناكَ
وبعينيَّ
سأرنو ما حييتُ
صوبَ بيتي الحجريّ
باحثاً عن جذعِ سروة
أمِنَتْ سرَّ حروفي
وجهَ من أحببتُ
وتواريخَ عتيقة
غيرَ أني
كلُّ ما أخشاهُ أن
تُنكرَني الأسماءُ
من حزني
أموتُ . " وفي قصيدة " أشجار خريف موحش " و التي أختارها عنوان لمجموعته يبتكر الشاعر صوره معتمدا على خياله الابداعي القادر على التخلص من أسر الرتابة، وعلى العروج نحو لحظته الشعرية , مستلهما بيئته وهذا يدل على الجهد الدؤوب للشاعر وحرصه على اكتمال لوحته الشعرية، واقتناصه للحظته الانفعالية المنفلتة و المتمردة في علوها ، و إخضاعها الى رهافة التعبير واللغة الحرة المحتفظة بعناصر اللغة الطبيعية الصافية :
زرقةِ عينيهِ
وألقيتُ شراعي
ربما أحيا هناكَ
وبعينيَّ
سأرنو ما حييتُ
صوبَ بيتي الحجريّ
باحثاً عن جذعِ سروة
أمِنَتْ سرَّ حروفي
وجهَ من أحببتُ
وتواريخَ عتيقة
غيرَ أني
كلُّ ما أخشاهُ أن
تُنكرَني الأسماءُ
من حزني
أموتُ . " وفي قصيدة " أشجار خريف موحش " و التي أختارها عنوان لمجموعته يبتكر الشاعر صوره معتمدا على خياله الابداعي القادر على التخلص من أسر الرتابة، وعلى العروج نحو لحظته الشعرية , مستلهما بيئته وهذا يدل على الجهد الدؤوب للشاعر وحرصه على اكتمال لوحته الشعرية، واقتناصه للحظته الانفعالية المنفلتة و المتمردة في علوها ، و إخضاعها الى رهافة التعبير واللغة الحرة المحتفظة بعناصر اللغة الطبيعية الصافية :
"
عند
ضياءٍ
يُوصف " فجراً " وصلنا كتفَ كتابِ البحرِ
نثارُ زوارقِنا يطفو خشباً أدماهُ الموجُ "فهذه اللوحة الفنية التي اختصر بها هذا الأفق الشاسع من الضوء عند حافة الفجر الى زرقة البحر في مداه البعيد هو الحياة ثم هذه الزوارق وهي الأيام ثم هذه التحول الصادم للموج الذي يدمي نثار هذه الزوارق التي لطخها الموج الأزرق بتحوله الى اللون الأحمر ، و اتساءَل أي موسيقى سترافقنا ونحن نقرأ هذا اللوحة الشعرية ؟
هذا المشهد محملٌ بالدلالات التأويلية بقصديه التحول الى المقطع الصادم الثاني وهو ما أراد الشاعر أن يهيئنا اليه لنجد رؤوس الأطفال المذبوحين وسنعرف حينها لماذا موج البحر أدمى نثار زوارقنا ...
" .... ...... رؤوسَ الأطفالِ المذبوحينَ
بنهمِ نبيٍ كاذب ،
عيوناً ترنو ... أبعدَ من مملكةِ الضوء ِ، "وذا تأملنا القصيدة عبر صورها وإنزياحاتها البديعة سنجد أنفسنا داخلها كمن يرى وجهه على صفحة الماء نحيا بخوف اللحظة وقد تحولنا الى أشجار في خريف موحش :
يُوصف " فجراً " وصلنا كتفَ كتابِ البحرِ
نثارُ زوارقِنا يطفو خشباً أدماهُ الموجُ "فهذه اللوحة الفنية التي اختصر بها هذا الأفق الشاسع من الضوء عند حافة الفجر الى زرقة البحر في مداه البعيد هو الحياة ثم هذه الزوارق وهي الأيام ثم هذه التحول الصادم للموج الذي يدمي نثار هذه الزوارق التي لطخها الموج الأزرق بتحوله الى اللون الأحمر ، و اتساءَل أي موسيقى سترافقنا ونحن نقرأ هذا اللوحة الشعرية ؟
هذا المشهد محملٌ بالدلالات التأويلية بقصديه التحول الى المقطع الصادم الثاني وهو ما أراد الشاعر أن يهيئنا اليه لنجد رؤوس الأطفال المذبوحين وسنعرف حينها لماذا موج البحر أدمى نثار زوارقنا ...
" .... ...... رؤوسَ الأطفالِ المذبوحينَ
بنهمِ نبيٍ كاذب ،
عيوناً ترنو ... أبعدَ من مملكةِ الضوء ِ، "وذا تأملنا القصيدة عبر صورها وإنزياحاتها البديعة سنجد أنفسنا داخلها كمن يرى وجهه على صفحة الماء نحيا بخوف اللحظة وقد تحولنا الى أشجار في خريف موحش :
"
بخوفِ
اللحظةِ
بالأجنحةِ المكسورة ِ
بأغانٍ ... يتشظى الصوتُ
إذا غنتها النايات ُ.بنهاراتِ ربيع ٍ
أضحتْ
أشجارَ
خريفٍ موحش .!!! "
بالأجنحةِ المكسورة ِ
بأغانٍ ... يتشظى الصوتُ
إذا غنتها النايات ُ.بنهاراتِ ربيع ٍ
أضحتْ
أشجارَ
خريفٍ موحش .!!! "
رغم
أن الأنا الشعرية حاضرة إلا أننا نجد أن
الشاعر قد توارى خلف نصوصه تماماً فهو
سيتجلى هنا في صورة شجرة او أشجار ؛ يعرض
نفسه على شكل قصيدة او شجرة سيان لا فرق
لديه
ليلغي الخاص ويذهب نحو العام ،
ثم يستفيق النخل من غيابه , وتعشوشب الكلمات , وتنتشي رئة الطين , فيتذكر الحروف الأولى التي دونها كلكامش لتغدو ملحمته كتاب الحياة ,ويبدأ النسغ الصاعد يدب في أشجار الخريف لتعود الحياة مرة أخرى فأشجار الشاعر لا تموت ابداً .إن لغة النص وصوره هي الصيغة المثلى لتجسيد فكر الشاعر حيث يأخذنا الى حيث يريد ,فعلى صعيد الرؤية الشعرية نستطيع أن نكتشف عمق الدلالة الإبداعية التي أحدثتها هذه النصوص على صعيد التعبير الشعري ,وسطوع الفكرة لدى الشاعر سعد ياسين بقصديه لما ستؤول إليه تجربته الشعرية أو رؤيته التي تنظم علاقة الأشياء مع بعضها بعضاً لتقدم رؤية جمالية لحركتها دخل النص سواء بالايقاعات او تدرج الألوان الذي سيرافقنا عبر لون الخريف الشاحب و أشجاره الصفراء والجرداء و التي سوف يجعلنا الشاعر نشعر بإحساسها , وكذلك بالخريف وهو يعاني من انتظاره الموحش والمخيب للآمال .وهنا تكمن شاعرية الشاعر سعد ياسين فحدسه يقوده إلى جوهر الشعر، و الى روحه الحقيقية بحكم ثراء مخيلته وامتلاكه
تلك النزعة الفطرية للرسم بالكلمات لتجسيد الاحساس حيث يجعل المعنى يتصل بالشكل دائماً .
ليلغي الخاص ويذهب نحو العام ،
ثم يستفيق النخل من غيابه , وتعشوشب الكلمات , وتنتشي رئة الطين , فيتذكر الحروف الأولى التي دونها كلكامش لتغدو ملحمته كتاب الحياة ,ويبدأ النسغ الصاعد يدب في أشجار الخريف لتعود الحياة مرة أخرى فأشجار الشاعر لا تموت ابداً .إن لغة النص وصوره هي الصيغة المثلى لتجسيد فكر الشاعر حيث يأخذنا الى حيث يريد ,فعلى صعيد الرؤية الشعرية نستطيع أن نكتشف عمق الدلالة الإبداعية التي أحدثتها هذه النصوص على صعيد التعبير الشعري ,وسطوع الفكرة لدى الشاعر سعد ياسين بقصديه لما ستؤول إليه تجربته الشعرية أو رؤيته التي تنظم علاقة الأشياء مع بعضها بعضاً لتقدم رؤية جمالية لحركتها دخل النص سواء بالايقاعات او تدرج الألوان الذي سيرافقنا عبر لون الخريف الشاحب و أشجاره الصفراء والجرداء و التي سوف يجعلنا الشاعر نشعر بإحساسها , وكذلك بالخريف وهو يعاني من انتظاره الموحش والمخيب للآمال .وهنا تكمن شاعرية الشاعر سعد ياسين فحدسه يقوده إلى جوهر الشعر، و الى روحه الحقيقية بحكم ثراء مخيلته وامتلاكه
تلك النزعة الفطرية للرسم بالكلمات لتجسيد الاحساس حيث يجعل المعنى يتصل بالشكل دائماً .
شجر الغياب .. شجر الحضور
مذْ غادرتني
سكنتِ فيّ
فراشتي التي
من قبل أزمنة المحبة
أومأت ليّ
إن امتثل لغابتي
لشمسيّ التي
ما أشرقت إلا على عينيك
يا أيها الشجر الملفع بالجنون
يا نهرا من الجمر المؤجج
في اتقاد الروح
النار تحرق أجنحة الفراشات التي
ظلت تحوم
وبلا وجوم
حطت العصفورة في كفي .المرافئ أطفأت أنوارها
فما بال المراكب ..هل تؤوب؟
أم أن أسراب اليمام إلى غد
شدت جناح الريح ، قلصتِ المسافات
البعيدة
أنرت لها مرافيء روحي ،
علّها تهفو إليها
فهوت لقلبي العاصفة .
غصن
الغياب
لجمرك
ِ
تُطفئ المدنُ فناراتِها
لتستضيءَ السفنُ الآيلةُ للرحيلِ
ببعضِ نارِ احتراقِك
وأنتِ التي خبرتِ البحارَ
منافيَ تسلبُ اللائذينَ
أسماءَهم ...تهجدَهم ...تفترسُ النوارسَ
في زرقةِ الأفولِ
.... ... ...عاصفةُ ألتوقِ التي مرتْ
على أشجارِنا ذبلتْ
ما أَطلعتْ أغصانُها سوى
أعشاشِ ضحكاتٍ من الألمِ
المُزغب بالرثاءِ..ونافذةٍ للوهم ِ
وجذعِ كرسي ٍ
غادرته قوائمهُ
لتحتفي بعيد ِ الضجرِ
على قارعةِ الخريفِ
بليلِ المنافي البعيدةِ
المرثيةِ بمطرِ الذكرياتِ ،
التي تئنُ جمرتها احمراراً
كلما "نفخنا فيها من روحنا " ،
ملوحينَ
لتلك المدن التي
سلبتَنا مطلعَ الشمسِ
خبزتْ طحينَ الروحِ
و أطعمتنا يبابَ الأمنياتِ
... ... ...وأنتِ على سنامِ أحزانِك
المستوطِناتِ بنبضك ِ
تتلينَ من سُور الغيابِ
وترسمينَ شكلَ حزنِك ِ
فتنفلتُ الدموع ُ.
... ... ...عينٌ على غصنِ الغياب ِ
وثانية ٌ تسح ُرملَ نأيكِ .لا تمسحي دمعَ الفراتِ
فلشوقِ دجلة َ
ما تفيضُ به ِالضفافُ .
تُطفئ المدنُ فناراتِها
لتستضيءَ السفنُ الآيلةُ للرحيلِ
ببعضِ نارِ احتراقِك
وأنتِ التي خبرتِ البحارَ
منافيَ تسلبُ اللائذينَ
أسماءَهم ...تهجدَهم ...تفترسُ النوارسَ
في زرقةِ الأفولِ
.... ... ...عاصفةُ ألتوقِ التي مرتْ
على أشجارِنا ذبلتْ
ما أَطلعتْ أغصانُها سوى
أعشاشِ ضحكاتٍ من الألمِ
المُزغب بالرثاءِ..ونافذةٍ للوهم ِ
وجذعِ كرسي ٍ
غادرته قوائمهُ
لتحتفي بعيد ِ الضجرِ
على قارعةِ الخريفِ
بليلِ المنافي البعيدةِ
المرثيةِ بمطرِ الذكرياتِ ،
التي تئنُ جمرتها احمراراً
كلما "نفخنا فيها من روحنا " ،
ملوحينَ
لتلك المدن التي
سلبتَنا مطلعَ الشمسِ
خبزتْ طحينَ الروحِ
و أطعمتنا يبابَ الأمنياتِ
... ... ...وأنتِ على سنامِ أحزانِك
المستوطِناتِ بنبضك ِ
تتلينَ من سُور الغيابِ
وترسمينَ شكلَ حزنِك ِ
فتنفلتُ الدموع ُ.
... ... ...عينٌ على غصنِ الغياب ِ
وثانية ٌ تسح ُرملَ نأيكِ .لا تمسحي دمعَ الفراتِ
فلشوقِ دجلة َ
ما تفيضُ به ِالضفافُ .
اعداد - اياد البلداوي
ليست هناك تعليقات :