رابط صفحتنا الرسيمية

» » حسين وشيح الساعدي الحالم\ العراق مطر


حسين وشيح الساعدي الحالم\ العراق
مطر
 

الطقس ممطر وبارد والريح تعول كالاشباح الشاردة في الظلام كأنها تليت عليها تعاويذ سحرية أرعبتها وفرت مذعورة وصدى صراخها اختلط مع المطر والبرد.....داخل الغرفة الصغيرة كان حامد ممدا وهو يصارع الموت وقد تسللت بعض من الريح وبعض قطرات المطر الى غرفته من الفرجة القليلة في شباك الغرفة صوت المطر أثاره وتلذذ به أخذته الذكرى الى طفولته وهو ابن ثلاث سنوات عندما كان ممدا على فراشه وقد غطى جسده باللحاف إلا عينيه التي اثقلها النعاس نظر الى أمه كانت تضع قدرا على الموقد النفطي ((البريمس))) ومع صوته الذي يشبه الريح الآن كانت تردد وبصوت شجي حزين (((ردتك ماردت دنيا ولامال))) ... ثمة نشيج اطلقته امه متقطعا حزينا واستطاع أن يرى سيل الدمع الذي تجمع اسفل منخريها مما جعلها تستنشق بشكل متقطع ومن ثم تمسك انفها بالسبابة والأبهام وتضغطه لتتخلص من الدمع المتجمع مع افرازات انفها المخاطية ....أطبق جفنيه على صورة بكاء امه ...ذلك الموقف الذي تكرر عدة مرات بقي عالقا بذاكرته الى الآن ....ترقرقت الدموع في عينيه التعبة من المرض واوجاعه ...هذه المرة أحس بهذا الموقف اكثر أراد أن يصرخ بكل ماأوتيَ من قوة لكن صراخه لم بتجاوز حنجرته إلا أنات حبيسة دارت في صدره كالرحى .......أمك ياحامد رحلت الى عالمها الآخر ...في مثل هذا الوقت وبنفس ملامح هذا الليل الممطر ...كنت بقربها وباقي العائلة ايضاً .....كانت عيناها مفتوحتان لاتريد ان تفارق النور....حتى عندما لفظت زفيرها الأخير .....لولا تدخل أخيك الأكبر الذي اغمضهما عنوة .....أيه ياحامد ....عليك ان تواجه الموت وحدك الآن لاأخ ولا صديق ولا أبناء قالها في نفسه
وعلام الخوف؟؟  لعله أفضل من مايسمونه الحياة ...سمعت مرة أنه يشبه النوم إلا أنه بلا استيقاظ......ماأروع ان تنام الى الأبد ....كانت هذه الكلمات التي قالها لم تبعد عنه الخوف كثيرا....كان كل مايخشاه ....أن يموت وحيدا.......وإلا فستبقى عينيه مفتوحة.....

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد