عوض الطعامنه\ لبنان
سكت الكلام ..........
المعتادون على عادة الكتابه ، هم في الغالب قليلو الحديث ، لأن بإستطاعتهم ان ُيفرغوا كلما يجول في خواطرهم من معارف وأفكار ....مكتوبة بتناسق وتراتبية اكثر وافضل من الثرثرثة بها تحدثاً. كما ان الكلمة المكتوبة تصل الى وجدان المتلقي بصورة افضل واكمل من الكلمة المحكيه لكون الأولى تخرج من القلب الى القلب ، بينما الثانيه تخرج من اللسان ولا تتجاوز السمع والآذان .
وعليه واثناء جلسات المناقشة والحديث تلاحظ إن دققت ، أن الذين يعتنون بالكتابة من الحضور اقل المتحدثين ، ولكن ُتوكلْ لهم إعادة إختصار صياغة او كتابة كل الحديث بصورة جلية خالية من الشذرات والطائش الشائب من القول . حيث يجلسون الى كراريسهم واقلامهم او الى حواسيبهم ، يصوغون الحدث بأفضل المعاني التي تكون مدّعمة بالحجج والأفكار القيمة الوازنة المنتجه ، ومن غير تطويل او تحريف او تجديف .
قُدر لي ان احضر ندوة ادبية اجتماعيه في احدى الدور الثقافيه ،حيث كانت تدور الندوة حول قيمة الصحافة ودور الكاتب الصحفي في اصلاح المجتمع .
لاحظت ان من بين جمع الحاضرين الذين اقدر عددهم بالمئات ، حضر كاتبان مشهوران وثلة من الصحفيين .
تحدث الصحفيون اولاً واجادوا وتبعهم كاتب جليل مجيد تحدث قليلاً واجاد كثيراً...
وكانت المشكلة عندما سُمح لمن يرغب من الحضور لإبداء الرأي .... قبل كل شئ دبّ الخلاف بين من يتحدث اولاً وكاد يصل الى المشاجره . وكانت ملاحظة مدير الندوه ان لا تزيد مدة مشاركة الحاضر للحديث ، عن ثلاثة دقائق ، وما كاد المتحدث الأول يقف امام مايكرفون الصوت حتى اخذه بيديه بشده وكانه التقى بحبيبة هجرته عن غير رضاه منذ عشرات السنين ..... قال : وثرثر وتزيّد حتى تجاوز الوقت المحدد بخمسة اضعاف وكان لا يتنبه ولا يأبه لملاحظة مدير الندوه ...... ومثله من تلاه في الحديث .
ليس المهم ضياع الوقت في تلك الليلة السوداء وذلك لأننا خير من يهدر الوقت ولا يحترم قداسة الزمن ..... المهم كان بما جادت به قرائحهم من سفاسف لا تخرج من افواه طلاب الإبتدائية . لن اطيل فقد تتهموني بالتحامل ، ولكن هذا هو الواقع المؤلم الحزين . أن الكثيرين في هذا المجتمع لا يعرفون مقادير قدراتهم وانفسهم ، وإذا ما بادرت الى لفتْ إنتباههم الى اصغر الإعوجاج في شخوصهم ، يتخذوك بغيظاً ويناصبوك العداء .......
ما اروع ان يحترم المرء قدراته ورحم الله الفاروق عمر وقد قال يوماً: (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه )
ليست هناك تعليقات :