د. الشاعر إحسان الخوري
مَعبَدُ التَّوباتِ ...
سيِّدتي ...
هلْ سَمعتِ الَّذي أهمِسُ ..
روحي مازالت تنتظرُكِ ..
فؤادي يشتاقُكِ ..
كما يشتاقُ الأيلُ إلىٰ الجداولِ ..
عِطري ..
أوَليسَ علىٰ جيدِكِ هوَ وشمٌ ..
ألمْ يُذَكِّرُكِ بَعدُ ...
سيِّدتي ...
هلْ شاهدْتِ دَهشَةً هذهِ الَّليلةِ ..
هيَ رُبَّما تَمتَصُّ الأشباحَ ..
هلْ شَعرتِ بِبَعضِ دَغْدَغاتِها ..
هيَ شاحِبةٌ ووحيدةٌ ..
وهلْ سَمَعتِ بأخطائِها في عَدِّ القُبُلاتِ ...
عَجِّلي سيِّدتي ..
رُبَّما تَشرِعُ دُموعُ الَّليلِ تَنهَمِرُ ..
فَتَخلِطُ المُحالَ بِالمُمكِنِ ..
ونَصيرُ كقَطَراتِ النَّدىٰ علىٰ الصَّنَوبَرِ ..
أو كَدُموعٍ مُتْعَبَةٍ ..
غَفَى بَعضُها علىٰ الطُّرُقاتِ ...
سيِّدتي ...
أنا هُنا بِالكامِلِ ..
هذهِ الَّليلةُ هيَ لَيلتُكِ ..
هذهِ الَّليلةُ رائِحةُ أُنوثتِكِ باذِخَةٌ ..
ما أجملَكِ سيِّدتي ..
هلْ أحكي عنْ غُنْجِ حَواسِّكِ ..
أمْ عن نَهديكِ عِندما يَصهُلانِ ..
قِنديلُ عينيكِ لا يحتاجُ إلىٰ الزَّيتِ ..
شَفتاكِ مَعبَدُ التَّوباتِ ..
فُستانُكِ يُلملِمُ نَظراتي ..
خَصرُكِ ارتِعاشاتُ العاشِقينَ ..
خَلْخَالُكِ يَصرخُ في أشيائي ..
روحُكِ تَلتفُّ حَولي ..
تَصطادُني ..
وألوانُها تسيلُ علىٰ رُوحي ..
أتَساءَلُ ..
هلْ ستبقىٰ هذه الَّليلةَ حُبلىٰ لأعوامٍ ..؟
وماذا عن فَصائِلِ خَيالي الهَمجِيَّةِ ...
سيِّدتي ..
نَبْضيَ المَسلوبُ بدأَ يسيلُ ..
دَعيني أنتقِلُ لأعيشَ في ذاكِرتي ..
دَعيني أعودُ إلىٰ أسرارِكِ القَديمةِ ..
يَومِ أتَيْتِ مِثلَ حوريةِ البَحرِ ..
تَحمِلينَ حُلويَّاتِكِ المُثلَّجةِ ..
وتَنَهُّداتِ حُرَّاسِ التُّوتِ الجامِحِ ..
يَومَ كانتْ كُلُّ شِفاهِكِ مُجتَمِعةً..
أتَذْكُرينَ ..
يَومَها أخَذْتُ قُبلةً وزِدتُها ألفينِ ..
يَومَها أَعَدْتُ ترتيبي ..
كَي أبقىٰ أَدورُ في مَجرَّتِكِ ..
وما أجملَ الدَّورانَ فيكِ ...
سيِّدتي ...
كِلْمَةُ أحِبُّكِ باتَتْ لا تَكْفيني ..
لِقَدْ بَلَغَ شَوقي حَدَّ الجُنونَ ..
سأجْعلُ الَّليلةَ تَتَباطأُ..
فأنا أخشىٰ من وِشايَةِ الفَجرِ ..
وأخافُ أن يَثمُلَ والسِّرُّ يَتَهتَّكَ ...
ليست هناك تعليقات :