د. إحسان الخوري - لبنان
الإحتِراق ...
سَيِّدتي ...
كم أنتِ آسِرَةٌ ..
أنا ما عُدتُ يوماً من عَيْنيكِ ..
إلَّا وأَضِعْتُ عَشَرَةً مِن قصائِدي ..
أنا لَمْ أنْسَ تِلكَ الليلةَ الحَمْراءَ ..
يَومَ كانَ لي فيكِ ضَياعٌ ..
يَومَ انْهِياري الجَريْحُ ..
يَومَ صَمَتَ جَسَدي زَمَنَيْنِ ..
وَآثَرْتُ المَوتَ فيكِ ...
سَيِّدتي ..
أنْتِ امرأةٌ تَخلِطُ الحَواسَّ ..
أُنُوثَتُكِ مَنْبَتُ الغِوايةِ ..
وأنا العَارِفُ بِخَريْطةِ جَسَدِكِ ..
ذاكَ الذي يَسْحَقُ الخَيالَ ..
العَارِفُ بتضاريسِ الدَّلالِ المُعَتَّقِ ..
حَيْثُ تَكْمُنُ الفِتْنَةُ الدَّافِئَةُ ..
العَارِفُ بِمَلامِسِكِ الفَيَّاضَةِ ..
حَيْثُ تلتهِبُ تَفاصِيْلُكِ المَجْنونَةُ ..
وَالعارِفُ بِالاِغْماءاتِ السَّاحِرَةِ ..
حَيْثُ هَفْهَفاتُ تَنْهيْداتكِ ..
وَوَشْوَشاتُ الغُنْجِ النَّاهِبَةِ ...
سَيِّدتي ..
الشَّوْقُ ماكِرٌ وَمَجْنونٌ ..
أيَّامي أقْدامُها ثَقيْلةٌ ..
بَلْ كاذِبَةٌ وَباطِلَةٌ ..
وأنا دَرَّبْتُ أنْباضي عَلى الشَّوقِ ...
سَيِّدتي ..
عَيْناكِ تَتَحَرَّشُ بِمُخَيِّلَتي ..
هي ماهِرَةٌ ..
قَريْبَةٌ مِثْل هُمُوس السَّنابِلِ ..
نَظَراتُكِ إغْماءاتٌ وَهَذَيانٌ ..
مُحْشُوَّةٌ بِالنَرجِسِ البَرِّيِ ..
مُسَوَّرَةٌ بِالعَنْبَرِ العَتيْقِ ..
يَشْرَبُها جَسَدي ..
يَثْملُ ..
فأصيْرُ مَفْقوداً كَثيْراً فِيكِ ...
سَيِّدتي ..
رغم أنَّ فُؤادي واسِعٌ ..
أعْتِرِفُ أنَّ فُؤادَكِ أكبَرُ مَرَّتَيْنِ ..
وَأعْتَرِفُ أنَّ مارِدَ الحُلْمِ سَيَأْتيني ..
لِأَطيْرَ إليْكِ بِأَجْنِحَةٍ الحِكاياتِ ..
وأنْتَشي في عَوالِمِكِ المُدْهِشَةِ ...
سَيِّدتي تعالي بِكامِلكِ ..
بِفَراشاتِكِ الخارِجَةِ مِنْ شَفَتَيْكِ ..
بِسُكَّرِ دَلالِكِ الشَّهيِّ ..
بِجَسَدِكِ نُبُوءَةِ الهَوَسِ ..
وبِمُدامِ غِوايَتِكِ الشَرِسِ ..
فَأَنْتِ مَجْموْعَةُ الاحْتِراقِ ..
وأنا ياسيِّدتي سَريْرُكِ ..
حِيْنَ يَنْقَلِبُ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ ...
ليست هناك تعليقات :