حسن بنعبد الله \ تونس
ـ أَخَذْتُ كتَابي بقُوَّهْ ..
وَرَسَّخْتُ مَنْزلَةَ الرُّوح في جَسَدي
وَأَعْلَنْتُني قَاطعًا بالعَقيدة ـ عنَد البنَاءْ
وَمُرْتَفعًا بالقَصيدَة ــ فَوقَ البُكَاءْ
ليَ الطَّبْعُ مُنْدَفعًا
للخرُوج من الغيب
وُمُلتَزمًا صَحْوَ نفسي
إذَا انتَشَرَتْ في الظَّلاَم سَوَائبُهُ
وَغَرَائبُهُ
واعتَلَى اللَّغطُ سدَّتَهُ
وقَبْلَ القرَاءَة في أَيّ نَصّ أَكيدْ
أُحَدّثُهُ بالمَعاني
أحدّدُه
وأُجرّدُهُ من تَفَاصيله المُتعبَهْ
وَأسندُهُ ..
لكَيْ لاَ يحيدْ
وأَسْأَلُ تفسي مرارًا :
ـ بأّيّ اخترَاق
أُحَقّقُ مَعْنَى الوُجُودْ ؟
ـ أَخَذتُ كتَابي بقُوَّهْ
وَفي كُلّ مَسْأَلة
أَدَّعي الوَصفَ : شَرْحَ يَقينْ
فَإنّ كَانَ بي هَلَعٌ .. أَوْ أَنينْ
أُعُودُ إلَى فكرَة الدّينْ
وَأسأَلُ ربّي : يُمَكّنُني
كَيْ أَكُونْ " كَمَا ينبَغي أَنْ أَكُونْ ــ
صَلاَتي : بُكَا ءٌ
وَطَهوريَتي بينَ صَمتي الأَثيل
إذا احْتَجْتُ للصَّمت
ومنزلَةُ الابتلاَءْ
فَلاَ أَسبَقُ الفَتْحَ
حتَّى أُدرّبَني في السُّكُونْ
وحَتَّى أَكونَ ـ أَنَا في تُرَابي
وفي يقظَتي .. والعُيُونْ
أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
إذَا الشَّمْسُ بَانَتْ
وَعَلَّتْ .. وَطَارَتْ
وَهَزَّت مَعَ الصَّحْو .. والقُبُلاَتْ
أُصَحّحُ منْ فَوقها بالصَّلاَةْ
وحفظ التَّسابيح .. والشَجَرَهْ
ومنْ تَحْتهَا بالغَمَامَة .. والمَاءْ
وَأجْري إلَى وَقتها
مثلما هيَ تَجري
وَأسري مَعَ الليل
عنَدَ الظَلاَمْ
أَنَامُ .. وقَدْ لاَ أَنَامْ
وَأغسلُني .. وَأَتُوبْ
وبَعْدَ الغُرُوبْ
أَرَى اللهَ في فكرَة سَابحَهْ
تُقيمُ الدَليلَ عَلَى صلَتي بالوُجُودْ
وَأبْكي كثيرًا .. وأَقرَأْ ..
لَعَلّي أُحَقّقُ بالحَسْم وَقتي الجَديدْ
ـ أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
فَرحْتُ بذي الطَّوْل يَمْنَحُني عُمُري
وَيَشْرَحُ :
ـ كَيْفَ وُلدْتُ
ـَ كَيْفَ نَشَأْتُ
ـ وَكَيْفَ كَبُرْتُ
ــ وكَيْفَ سَأُبْعَثُ من موتي حَيَّا
تَأكَّدتُ من آية بيّنَهْ :
بأنَّ الوُجُو دَ رسَالة عشق أَكيدْ
وَتَحفيزَ عقل الدرَايَة بينَ الرؤَى والجُمُودْ
وَأَنَّ مَعَ الرُّوح : هذا الجَسَدْ
تَمَنّيتُ أَكْثَرَ من أَلف أُمنيَة
عشقتُ النُّجُومَ التي في السَّمَاءْ
وَمَاهيتُ بينَ الخَيَالاَت والاحتوَاءْ
وعلَّقتُ ذاكرتي في مواعيد مُزدَحمَهْ
ونلتُ اعتبَارَ الهُوية من شجَر في الرَّبيعْ
وسمَّيتُ فصل الخريف " حبيبي "
لأَنّي أُحبُّ الرُطُوبَةَ في طَبْعه والمَطَرْ
وحينَ أصلّي
أصلّي صلاَةَ يقينْ
.فلاَ أَسْتَهينُ .. ولا لا أَخُونْ
ـ تعلَّمتُ : أَنَّ الخيَانَةَ ظلٌّ قديمْ
وَأنَّها لا تَستَقيمُ مَعَ الصَّحو في الذاكرَهْ
إذّا اكتُشفَتْ
أَحْرَقَتْ قيمَةَ الرُّوح ــ قَبلَ الجَسَدْ
وَضيَّعت الأَصْلَ ,, والانتماءْ
ـ علمتُ بأَنَّ الخيَانَةَ ظلٌّ قديمْ
تُراكمُ .. ثمَّ تُراكمُ
ثُمَّ زَؤُوم ...
وتَنزلُ من فَوقها
إلَى حَرْقهَا في العَرَاء
وأدري :
كأَنّي على صلة بالنواعير
كأنّي مع الرّيح تسحَبُ من شيب رأسي
إلى الذكر .. والفُرص الرَّاحلَةْ
وأنظُرُ من فوق أعلى ــــ إلى اللهْ
ـ بديعًا .. وعاشقْ ــ
أُحقّقُ في حزمة ..ووُعُودْ
ـ تُرَى هل أكونُ مع الحور في قلب جنّة
ـ تُرَى هل أَفُوزُ بمرتبة الأنبياءْ
وهل سَوفَ أشربُ من ريق تمر العناقْ
ــ تُرى هل أمدُّ يدي ..
وأُسلّمْ
وفي داخلي تَسكُنُ النّارُ ..
والأسئلَةْ
وكيفَ أكونُ مَعَ الشَّك في حَيْرتي
أُعيدُ الكَلاَمَ إلَى صفتهْ
وأَسكُنُ في ومَضَاتْ اللُّجُوءْ
أُعَمّقُ فيَ الهُدُوءَ
وَأَقرَأَ من كُتُب في السطُوعْ
لعلّي أُحقّقُ فيَّ الخُشُوعَ
وَأبدعُ بالشَّوق
شوق الرُجوع إلى صمت نفسي
وما سَوفُ أكسبُهُ
من ورَاء الوجودْ
...
سَلاٌَ عَلَى يَقْظَتي
بَيْنَ رَأْسي .. وَفَأْسي
وَأُرْجُوحَتي في الكَلاَمْ
تَقَدَّمتٌ منْ صَدْر أُمّي
إلَى صَبْرهَا في الظَلاَمْ
تَكلَّمتُ بالصَّمت ..
وَالذَّاكرَةْ
وَفَسَّرتُ مَعْنَى اللُّجُوءْ
وَكَيْفَ مَعي أَسْتَقيمُ
مَعَ الظلّ
فَوقَ التُّراب
وَتَحتَ الغَمَامْ
وكَيْفَ أُحيلُ البَقَاءَ
إلَى لَمْعَة في تَمَامْ
وَكَيْفَ أُطَيّرُ منّي الحَمَامْ
تَدَارَكْتُ بَعْضَ الأَحَاديث
سُفليَةُ الاعتيَاد
وَفَوقَ المَحَاذير
غَيَّرْتُ أُسْلُوبَ طَيّ القَصيدَة
تَكْوي الشّفَاهَ
وَتَكْوي الأَصَابعَ ..
والاشتبَاهْ
وَأرسَيتَ مَنْطقَ ذكر الأَسَانيدْ
ففي الأَمر فَتْحٌ جَديدٌ
عَلَى غَيْر قَاعدَة الانتبَاهْ
وَبَيْنَ المَسَافة والرّمل
جَرَيتُ ...
جرّيتُ بَعْدي حصَاني
لكَيْ نَلْتَقي ..
وَأَرَاهْ
ـ أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
أَكُونُ .. وَيَتْبَعُني للسبَاق
فَنَكتَشفُ الرَّكْضَ
بينَ الرؤَى .. والسيَاقْ
وَقَبْلَ الوُصُول
أُجَرّبُهُ .. فَأَرَاهْ
أَمَانَتُهُ : أَدَّعي حرصَ نَفْسي عَلَى كُتُبي ...
أُرَوّجُهَا بينَ حدّ القَتَامَة .. والاكتوَاءْ
وَأَخْتَارُ بينَ الفُصُولْ
تَرُدُّ عَلَيَّ .. إذَا انْفَرَطَتْ ذكْرَيَاتي
وطَارَتْ وُرَيْقَات عُمُري القَديمْ
وَأجْمَعُهَا في صَلاَة البُكَاءْ
عَلَى الوَقت .. والشُهَدَاءْ
أُحَمّلُهَا تَعَبي
وَكَيْفَ أَرَى باللَّظَى .. وَأنُوءْ
تُقَرَرُ بَعْدَ الخُرُوج من الشَّمس
كيفَ تَرَى خَيْمَتي في العَرَاءْ
وَأينَ سَتَمْنَحُني قيمَةَ البَوْح
ـ في الأَرض ؟ .. أَمْ في السَّمَاء ؟
ـ أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
منَ المَاء ،حتَّى حَرَارة شمس لَهيبْ
أُعلّقُني في حَديث البَلَحْ
وأَمنَحُني صلتي بالغُرُوبْ
وحينَ العَصَافيرُ
تَسْكُنُ أَعشَاشها وتَغيبْ
أُغَازلُ في يَقْظَتي قَمَري
وأسْتَحضرُ الضَوءَ
بينَ الشَّذَى والدبيبْ
أَمُدُّ منَ الصَّمت
حتَّى أَرَى الصَّحوَ
مُنطلقًا منْ عُيُوني
وَأرْتَاحُ .. في داخلي نَخلَتي
وَأعشَقُ وقتَ الجنوبْ
ــ أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
سَلاَمٌ عَلَى يَقْظَتي
بَيْنَ رَأْسي .. وَفَأْسي
وَأُرْجُوحَتي في الكَلاَمْ
تُقيمُ مَعَ اللَّيْل في ظُلُمَاتْ
ـ ظَلاَمَ الوُجُود
ـ ظَلاَمَ الجُحُود
ـ ظَلاَمَ السُّبَاتْ
وَتَأْتي الصَّبَاحَ
مُثيرًا غُباُرَكَ
وَمُتّخذ العَزْمَ فَتْحًا
عَلَى ضفَّتين
ومنْ كُلّ جُزْئيَة في الحَيَاةْ
ـ كَأَنْ تَحْتَوي الرَّسمَ
وَالشّعرَ .. والنَّثرَ
ـ كَأَنْ تَكْتَوي ..
وَتَنُوءْ
ـ كَأَنْ يَحْتَويكَ امتلاَءُ الرهَان
فَتَأخُذُ منْ كُلّ أُغْنيَة لَحْنَهَا
وَتَزْرَعُ بَيْنَ الشّفَاه
حَرَارَةَ صدق القُبَلْ
وَتَرقُصُ بَيْنَ الغوَاية والاشْتهَاءْ
يَخُونُكَ ظلُّكَ عندَ المَسَاءْ
فَتَسأَلُ : كَمْ ضَيَّعَ الوَقْتُ فيكَ ؟
وَكَمْ أَدْرَكَتْ قيمَةٌ
منْ خلاَل البدَايَات
حَتَّى تَوسَّطَتَ هَذَا البَقَاءْ
وهَلْ سَتَحُوزُ مَنَارَتَكَ المُلْهمَهْ
لكَي تَفتَحَ النُّورَ للتَّائهينْ
وَتُلهمَ من فكرَة الانتماءْ
ـ أَخَذْتُ كتَابي بقُوّهْ
أُعيدُ القرَاءَة في أصل نصّين
وَمَا بينَ بين وقتين
أشيّد لي منزلا في الدخانْ
به مسبح .. وثلاث غرفْ
أخصّص واحدة للبكاءْ
وواحدة للجلوس معي
عندما أشتهي الهذيانْ
وتبقى الأخيرة مغلقةً
في انتظار التي قد تجيء .. وقد لا تجيءْ
وجاءتْ .. تأكّدت من حرصها في يقيني
ومن عشقها في عيوني
ومن خوفها في ظنوني
تعرّت أمامي
فلا البحر أشبعها .. ولا البرّ أقنعها
ولا أخذت من حزيني .. إلى شهوتي في البلحْ
وحين أحيل كلامي الأخير
على تعبي في مواعيد قوس قزحْ .
ليست هناك تعليقات :