إحسان الخوري\ لبنان
أنا والَّليْلُ
سيِّدتي
هَذهِ الّليلةُ سَأَعتَكِفُ فِيكِ
أُخبِّيءُ حَواسِّيَ في شَفتَيكِ
أُرسِلُ قُبْلةً من الأنواعِ الماكِراتِ
تَزْحفُ إلىٰ فَواصلِكِ الأنْثويَّةِ
إلى هَفْهَفاتِ الدَّلالِ
صَنيْعَةُ المُوَاءِ
لِأَغِبَّ من أُنوثتِكِ الباهِظةِ العِطرِ
فأرى الّليلَ يَحُومُ حَوْلكِ
ورغمَ أنَّهُ لَنْ يَصمُدَ أمامَ جَسَدِكِ
أَراهُ يُخرِجُ من جيوبِهِ بَعضَ الأنْجُمِ
يَنْثُرُها على صارِخاتِ مَفاتِنِكِ
يَطبَعُ ثَمانِينَ قُبْلَةٍ
بِبُطءٍ بِبُطءٍ على نِيَّةِ الخُبْثِ
ثمَّ يَجُنُّ كالدَجاجَةِ المَذْعُوْرَةِ
يَصيْحُ بِكُلِّ عَتَمَتِهِ القَميْئَةِ
أنتِ تُزَلزِلينَ الكَونَ
تُغْريْني بالبَقاءِ إلى الأبَدِ
وأنا يا سيِّدتي
لنْ أُجادِلَ اللَّيلَ علىٰ سِحرِكِ
لا أَفهَمُ تَراتيلَهُ النَّرجِسيَّةَ
ولا أُريدُ نَكْهَةَ قَهْوَتِهِ المَحرُوقَةِ
بَلْ أتَسائَلُ بِغَيْرةٍ
وبِالدَهْشَةِ المُشْتَهاةِ
ماذا سَيَجْني مِنْ كُلِّ هذا التَّوَدُّدِ
وهو ليسَ بالعاشِقِ المُستَهامِ
ليست هناك تعليقات :