رابط صفحتنا الرسيمية

» »Unlabelled » أدريس الجرماطي - "طمس لعبة الورق..."


 أدريس الجرماطي


"طمس لعبة الورق..."
على الطاولة مسدس مخيف، وأوراق تحمل أرقما تحدد معالم زمن ما، البرية العسكرية معلقة على الجدار، أحذية قديمة موضوعة على الأريكة، وفي الجانب الأيسر من الطاولة مكعب نرد، الغرفة رقمها مغري ليوضع ضمن أرقام لعبة ستحقق سعادة المتهورين عصر تاريخ دون بمداد التزييف والتغليط...
الجندي يحضر أوراقه الرسمية استعدادا لأول تباري ضد عدو محتمل، قبل التهيب تصفح الجريدة القديمة، كانت مبعثرة بأشياء متلاشية في المكان، أحداث الجريدة مسطرة الشغب بألوان مختلفة، وبخطوط عريضة، تكسر فيها الأكاذيب تعذيب العقل، وتمسح فيها العبارات سطو وعجرفة الأجيال، استبداد على الحقائق، تنوير مزيف، ربما كتبت عمدا لكي يعمل الجنود والأبرياء مجانا، تقصف الأحداث المسنين، تردهم إلى أعمارهم الأولى، أما الصبية فيذهبون الى المدارس، وأجوافهم تتعلم بأن الوطن شديد العقاب، وبأن الطاغي جلاد رحيم، ترمى اعتباطا قطعة النرد، هي التواريخ قابلة لتغيير السطور، لجعل اللوحة فضاء للوجود، في الأوراق، رقم أحدهم سبعون، تبني له الجريدة إكليلا من التعب، من البحث عن نفسه طوال الحياة، تسكنهم جنة مخدوعة من الأفكار، فيتوالى العذاب ليصبح في ألمه عدة آمال، إنها الحياة، إنه القدر، إنه النرد المزاجي في تشكيل أرقام فشلت الرياضيات الحديثة في تحديد احتمالاتها الموضوعية، وعن أي الأقدار يتحدثون، بأي حياة يتباهون، التاريخ ملعون غير مسجل، وإن سجل فهو غير ما هو موجود في سالف الأيام، فالكراسي تنقض على أصحابها، لا تكاد تفارق الظهور، ملتصقة كما لو أن الأفراد جذوع الأشجار، حينها يصنع السكير خمرته بعصير الحموضة كي يعيش السلام بنكهة الألم، ألم على شرف تعذيب الأهل، تعويق مساطر الأمل، والجندي يؤول الأحداث، سيأخذ المسدس للبحث عن صاحب الحذاء، يخال له أن غريبا ما أحل بالثكنة ، والثكنة بيت رملي تعيش به زوجة من خيال، التاريخ سيسجل الخيانة، ويحكي عن وضع لا أساس له من الوجود، البرية العسكرية، تركها من مر من الجنود، يخالها الجندي تترقب وضعه البئيس، الساعة تشير إلى منتصف القدر، لا ماء يستطيع غسل الفوهة التي ضاع من خلالها دم الوجه يضيع كل لحظة، ولا تراب يدفن العار المستبد في أجنداتنا العارية، ولا نار تؤكد رغبتها في احراق ملصقات تفاهتنا، وأي مستنقعات يمكن أن تخبئ حواشينا المتآكلة من فعل التغيير الذي قرر على الدوام أن لا يتغير، المدواة عقيمة تحتاج طبيب الولادة، لكن الطبيب لا يأبه لمرضاه في أوطان تعشق التشويه، بل تقدسه، باسم الحداثة التي لا يراها طفل يبكي، ربما يراها في التلفاز فقط، بعيدا يتذوقها الآخر بملاعق الاحتفال، والخسارة أن تتيه التواريخ في صنع الضياع، التاريخ حقائق الشعوب ودليل على مسارات تهيمن على قضايا الغد الذي سيكون خرائط دليل لكي لا يسقط الأحفاد في ترهاتنا، الخريف وجع لسقوط أوراق النهاية، والملامح نظرية نفسية تبدي وجه الفناء متى تبدد الغيم على أعراش الانتماءات المزيفة، اربكها تاريخ من يحبون الاختباء في القباب، ويسلطون الضوء المستعار من خلف شقوق أنفاسهم المحتجبة على الحياء، على ألواح مبسوطة جعلوا الأيتام يتلددون الغمام، يسطرون على الحماقة برهانا للعقل والاعتدال، في حضرة سمو الخيال، لا يستطيع صاحب الريشة أن يرسم أعماقه الجميلة، يخاف من تغيير ألفاظه، للفظ نفسه الأخير، السعادة رقصة يصطادها الجندي في عمق الأرواح الطائرة المنددة بالألم ، حالما يغيب الأمل، قناص دعته الأيام لكي يقرأ عن وقع خطاه، أنه ماهر في اقتناص الدجاج، بكى، تحسر، أوقد عشب اليقين بأنه كان صائب الرمية في غابات موت الأرواح، تحن السلحفاة مدركة معنى التاريخ، لا تهمها سرعة الخدع، انحنت سبيلا الى تقبيل رأسه الجشع، حاول الشرح، لكن سلحفاته أسكتته، كي لا يسمعوا كلامه الرزين، في الصباح، على بابه تدق سيارة الشيطان، توصله إلى أقرب فرن في الحي طهيا للأفكار، وبعد الغد يسمع في إذاعة الأرقام، الرقم السبعون رهن الاعتقال الاحتياطي نتيجة نرد فقد السيطرة ساعة الرمي ...

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد