رابط صفحتنا الرسيمية

» »Unlabelled » البحث عن اللون..هل وجده؟\ تقديم اياد خضير الشمري


طالعنا القاص حسن البصام بمجموعة قصصية عنوانها (البحث عن اللون) ، يمثل العنوان عنصراً هاماً من عناصر تشكيل الدلالة في القصة وجزءاً من أجزاء تشكيل الدلالة لأي نص أدبي ، والعنوان يفضح نفسه في الغالب ، بعض العناوين لها وظيفة تناصية وأخرى لتشويش الأفكار وأخرى تثير القلق أو التساؤل أو السخرية أو الابتسام ... لقد كانت عتبة عنوان المجموعة القصصية البحث عن اللون ذات دلالة سيميائية متوهجة ونافذة رؤيوية تمنح القارئ الواعي وعياً أولياً بما يحمله العنوان من طاقة إيحائية تشد القارئ للولوج غلى عوالم المجموعة القصصية وسبر أغوارها واكتشاف شفراتها الدلالية وهذا ما ينطبق من حيث الوظيفة التناصية على عتبات عناوين القصص التي تشكل هذه المجموعة والتي تهيئ القارئ لتشكيل مفهوم من خلال تحويل بنية العنوان إلى مستويات تفسيرية متعددة المستويات تجعله يشكل رؤيته وفق صدمته الأولى من ثم اندماج وعيه مع مجريات النص القصصي وما يحمله من رسائل ذات مغازٍ إنسانية فنجد أن العنوان قد كان يحمل وظيفة محفزة في هذه المجموعة مما يثيره في ذات المتلقي وما يحدث في بعض الأحيان من صدمة تشكل لذة جمالية تعتمد على اكتشاف النص بواسطة رمزية العنوان الذي يتشاكل مع ذاكرة القارئ كما في عنونة بعض القصص بعناوين ذات إشارات كنائية مثل ( البحث عن اللون / خارطة الذئاب / المعلم / رجل ملثم / القمامة / قصة لم تكتمل ... ) .




- حسن البصام 
- من مواليد 1960 العراق - الناصرية
- تخرج في كلية القانون 
- عضو اتحاد الادباء و الكتاب العراقيين - قاص وشاعر 
- عضو اتحاد الادباء و الكتاب العرب 
- شارك في العديد من المهرجانات داخل العراق 
- نشر في العديد من الصحف و المجلات العراقية و العربية 
- بدأ النشر عام 1980 في مجلة فنون كتب مقال ادبي ( قصيدة النثر و المحك الحضاري) ونشراول قصيدة عام 1981 في جريدة الجمهورية 
- نشـــــر اول قصـــــة قصيرة في مجلة الطليعــــــة الادبيــــةعـــــام 1986 ( ملف قصصي ) ضـــــم ثلاث قصص ثم (ملف شعري) ضم ســــبع قصائد في المجله نفسها 
- من مؤسسي رابطة الادباء الشباب في الناصرية- مطلع التسعينيات
- نشر العديد من الدراسات الشعرية والقصصية في الصحف والمجلات العربية والعراقية.. اخرها كانت دراسة عن المجموعة القصصية – رقص المرايا – للقاصة المغربية نعيمة الادريسي – رؤيا في مرايا نساء نعيمة الادريسي – 18-12-2012نشرت في جريدة الزمان ..
ودراسة عن المجموعة القصصية – زليخات يوسف – للقاص علي السباعي نشرت في جريدة الزمان – هذيانات واعية تسخر من الواقع – 3-6-2013
ودراسة ( سيامية قصائد المجموعة الشعرية انقذتني مني ) حول المجموعة الشعرية للشاعر يحيى السماوي – انقذتني مني - 2015
- صدرت له :
- مجموعة شعرية ( أساورالذهب الاسود ) دار رند /دمشق - 2010
- مجموعة شعرية (وشم على جبين نخلة ) دارتموز / دمشق - 2013
- مجموعة قصصية (البحث عن اللون ) دار العارف /بيروت 2014
- مجموعة شعرية ( الختم بالثلج الاحمر ) دار تموز/دمشق2014 
- مجموعة شعرية (فنجان قهوة مع زليخاي) دار تموز/دمشق 2015
- مجموعة شعرية ( النهر الثالث ) دار أمل الجديدة / دمشق 2015
- مجموعة شعرية ( عشقتك عن ظهر قلب) دار أمل الجديدة / دمشق 2016
المعدة للطبع :
- مجموعة قصصية ( مظاهرة العصافير) 
- الأطلاقة أنثى ( مجموعة شعرية)
- هايكو عراقي ( مجموعة شعرية)









عرفت الشاعر حسن البصام قاصاً مبدعاً والآن ألتقيه شاعراً مرهفاً متمكناً من أدواته الشعرية ليجعلني أرحل في أعماق قصائده وأتوغل بين عوالمها الدلالية القصية حسن البصام تنفرد تجربته الشعرية في ديوانه بثنائية وجودية فاعلة وعلاقة جدلية عميقة بين عنصري الوجود البشري الرجل والمرأة وما بين هذه العلاقة من مساحات رؤيوية ومغازٍ متوهجة في فضاءات نصوصه الشعرية يلتقط برؤية الشاعر العرفانية لتفاصيل دقيقة في ثنايا الحياة الإنسانية ليجعلها شواهد معرفية على متغيرات اجتماعية أو يسلط ضوءه المعرفي على مساحات معتمة تكشف مفردات صراع وجودي وتقلبات مجتمعية وينقل لنا من خلال قصائده صراع الأزمنة والأجيال وحالات المواجهة بين الماضي والحاضر لأن الشاعر حسن البصام يمتلك رصيداً عالياً من الثقافة تجعله قادراً على الإبداع وخلق نماذج شعرية لا تقف عند حدود الوصف الخارجي بل تسبر لنا الأعماق الإنسانية وتضيء جوانب معتمة في أغوار النفس البشرية ليبثه للمتلقي بلغة شعرية تتناغم مع مقتضيات الحالة الوجودية المنبثقة من قصائده وهو شاعر يمتلك حسّاً عالياً باستثمار أدواته الشعرية التي أحدثت تماسكاً في رمزية وجمالية قصائده بين اللغة العامية اليومية واللغة الشعرية كما في قصيدة انزلاق :
الاباء يخضعون لتوجيه من الابناء 
فحين يحاصرهم 
ضجر التصرف الطائشــ من وجهة 
نظرهم ــ
يصيحون : اسكت ( ولك )ص 17
وفي ختام القصيدة :
وان انتخاب الاباء اكثر حكمة 
كوننا نمنع السوط 
بيد من نحبه
من باب ( ضرب الحبيب مثل ....) ص 18




لقد حاول البصام أن يخرج القصيدة من إطار الذاتية لتكون ذات فضاء أوسع من خلال إبراز ثيمة جمعية ألا وهي العلاقة بين الآباء والأبناء التي نستنتج للوهلة الأولى تقريرية الفكرة لكن مع التأمل نجد أن الشاعر يريدنا أن نصل إلى معانٍ قصية أبعد من المعنى المباشر للجملة الشعرية فهو يريد أن ينقل لنا تغير المجتمع والعلاقة بين أفراده من عينة مألوفة والصراع بين جيلين لكلّ منهما منظومته الفكرية ويبين عمق الهوة بين الأب والابن والتي تشمل مساحات أوسع في ثنايا المجتمع بلغة سهلة وبتقنية معرفية تشد القارئ فلقد استخدم حسن البصام تقنية المساحات البيضاء ليجعل المتلقي يندمج وعيه بمجرى النص الشعري ويتفاعل معه ويجعل من القارئ الواعي مشاركاً ليس فقط من خلال الاستنتاج أو البحث عن مغزى الجملة الشعرية بل يترك الكلام للمتلقي ليكمل المثل الشعبي ويملأ الفراغات في النص مما يمنح حميمية تفاعلية لدى القارئ على الرغم من تميّز قصيدته بالإيجاز والاختزال والتشذيب .



لقد جعل البصام المرأة في قصائده رمزاً متحركاً ذا وظيفية فاعلة وكان هذا الرمز المتوهج بتعاقبات نوعية لمعان كامنة في الذهن الجمعي وبإشارات مرجعية تاريخية كانت أم اجتماعية وفي مجمل قصائد الشاعر كان هذا الرمز محفزاً وحاثاً لدفق المعاني لتخرج المرأة من شرنقة المعنى التقريري المحدد بقيود لتصبح رمزاً كونياً ومحركاً وجودي يتجسّد مغزاه العميق في كل ثنايا الحياة وفي جميع تفاصيل الكون فالمرأة اِكتسبت في قصائد البصام بعداً فلسفياً فكانت في منظومة العلل الفلسفية (علة فاعلة ) و(علة غائية ) بذات الوقت لأن الشاعر يتبصر فيض هذا المخلوق في نبضات الحياة ويتلمس وهج وجودها في خبايا كل مفردات وجودنا : 
النهر امرأة 
لذلك فنحن دائما 
نحب أن نلتقي 
بأنفسنا عراة
في احضانه ص 60 
إن قصائد البصام كانت تعكس تجربة عميقة برؤية متبصرة سابرة لمعانٍ قصية وليس وصفاً تقريرياً لإرهاصات ذاتية فحملت القصائد إشارات تترجم رؤية الشاعر لعلة وجوده وكوامن الذات البشرية وتفاعلاتها الشعورية وهي بذات الوقت كانت نصوصاً من المشاعر الرومانسية على شكل أوتار غنائية تبث ترانيمها الهامسة ، وتخاطب الحواس التي بدورها ترمم الأجساد المتعبة ، فينبع شعورٌ في العمق الإنساني ليرسم ألواناً من الكلمات تدغدغ القلب فالشاعر نجح في توليف عذوبة الشعر الذي يخاطب الوجدان ومهمة الشاعر الفكرية في نقل أفكار هائلة تخاطب العقل وتحدد موقفه من ذاته والكون ... اكيد وجد اللون الذي يبحث عنه . 








اياد خضير الشمري

عن المدون International Literary Union Magazin مجلة إتحاد الأدباء الدولي

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد