د. الشاعر إحسان الخوري - سوريا
المَخاضُ
الجَهلُ والتَّخلُّفُ يَعبثانِ كأُفْعَوانِ
أصواتُ الشِّجارِ تصدَحُ إلى الجِّوارِ
العيونُ مَهزولةٌ ودُموعُها تَترجْرَجُ
تُريدُ أن تَغسِلَ كُلَّ التَّوجُّعِ العَهيدِ
بُكاءُ الأطفالِ يُخْنَقُ قُبَيلَ الوِلادةِ
أفرادُ الأسرةِ أفكارهم جدُّ ضَحلةٍ
خُطَطٌ ظلَّامَةٌ مُمَنْهجَةٌ قد تُوجِلُهم
إخْناعُ نُفوسِهم قد يَبيعُهم بِالمجَّانِ
ولا إرادةٌ إلَّا لِجبَّارِ الأُسرةِ الشَّموسِ
السَّلامُ تكوَّرَ على الجُدرانِ التَّالِفةِ
وراحَ يَتدحرجُ في الأعماقِ الهابِطَةِ
فكيفَ نَتكتَّمُ على صَواهِلِ التَّأوُّهِ
هنا في الذَّاكرةِ تَعاليمٌ مِن الأنبياءِ
تُهيبُ بِنا أنْ نُسامِحُ بَعضَنا البَعضَ
ونَطبعُ قُبلاتَنا علىٰ أجْبِنَةِ أعدائِنا
ليسَ سَلامٌ وأفئِدتُنا جَميعُها انقِباضٌ
وإنَّ السَّلامَ يُولَدُ مع كُلِّ فَجْرٍ جَديدٍ
متى ستنتهي أوجاعُ هذا المَخاض
هلْ هُناكَ نِهايةٌ تَئزُّ بَعدَ هَذهِ النِّهايةِ
مُجتَمَعاتٌ كثيرةٌ قد تَمزَّقتْ وتَنْزِفُ
ذَبْحةٌ دِماغيَّةٌ قد أصابتْ الحُلولَ
الأفئِدةُ في حالةِ التَّجمُّدِ المُتَصلِّبَةِ
مَزاليجٌ فَظَّةٌ تَوصِدُ أبوابَ السَّلامِ
أينَ المَحبَّةُ هل سيمتطيها السَّلامُ
لِتَصيرَ حِكاياتُ الاضطهادِ كالخَيالِ
١١
ليست هناك تعليقات :