الشاعر إحسان الخوري
الوَجْبةُ الشَّهيَّةُ
أنتِ امرأةٌ مِن أخبارِ الدُّررِ والزُّمرُّدِ
إمرأةٌ يُسابِقها البَخورُ ولن يَسبِقها
تعتدِلُ الكواكِبُ مِن غُنْجِكِ والدَّلالِ
أسطورةٌ و سِرُّكِ في أضلاعِكِ مُخْبوءٌ
هَفْهافةٌ كَشَهيقٍ يِنْشُلُ مَنْ كانَ يَغرَقُ
ومَسكوبَةٌ مِن سَكُوبِ أُنوثةِ النِّساءِ
بَلْ أنتِ بِحارٌ مِن الزَّنجبيلِ والعَنْبرِ
لا سَفائِنٌ تُغادِرُها ولابَحَّارٌ مِنها يَتُوبُ
تقولُ الخَمرَةُ المُجَمًّرةُ في شَفَتيكِ
شفتاكِ المُشقَّقتانِ هما المَذاقِ الذَّابِحِ
أنفاسُكِ المُتصاعِدةُ تَهذيني بِالتَّتَيُّمِ
ومَلمَسُ جَسَدكِ يُوْدي بي إلى الإغْماءِ
حَواسِّي العَشَرةُ تَدرَّبتْ على الضَّياعِ
انْفلاتُ نظراتكِ تُدحرِجُ انْدِهاشاتي
وصِهيلُ أُنوثتكِ تَخْتلِجُ له أشيائي
قالتْ عرَّافَتي سأنْبُشُ لكَ المَستورَ
هي منحوتةٌ مِن قِطَعِ السُّكَّر السَّلِسِ
هي خانَتِ النَّبيذَ وصارَتْ هي السَّكَرُ
أُنوثتُها وجْبَةٌ شهيَّةٌ مُكتمِلةُ الطَّعمِ
وشفتاها مِن ذَواتِ النَهَمِ المُفْرِطِ
هما نَشْوةُ الاخْتِبالِ وذَهَابُ العَقْلِ
هما قيْدٌ وقُبُلاتُهُما تَذْبحُ الحِكاياتِ
كانَت أحاديثُ عرَّافَتي عَنْكِ طويلةٌ
طازِجةٌ وغيرُ بَعضِ بَعضِها لم أذْكرُ
وخِفْتُ أنْ تُقاسِمني عِشْقي البَاهِظ
فَغادَرتَها بِوَشْمةٍ عَميقَةٍ في الذَّاكِرةِ
وأناجازمٌ أنَّ حَدْسَها سَيَزيدُ مِنَ الوَلهِ
ليست هناك تعليقات :